الانتصار الفلسطيني الأخير .. صنعته حماس بالعقل والسلاح
الانتصار الفلسطيني الأخير .. صنعته حماس بالعقل والسلاح
يمني برس |
بنظرة عميقة لتاريخ الصراع الفلسطيني – الصهيوني، نجد أن أكثر ما تخشاه إسرائيل هو العقل الفلسطيني وليس السلاح، إذ أن العقل الفلسطيني ينظّم تحت لواءه طابور طويل من القادة العسكريين ورجال السياسة والاقتصاد والطب والثقافة والهندسة ومختلف المجالات.
تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، يؤكد أيضًا للعالم أجمع مدى تمسك المواطن الفلسطيني البسيط بأرضه وتراب وطنه ويقّدم من أجل ذلك التضحيات الجسيمة في سبيلها.
تابع العالم كله العملية العسكرية البطولية في السابع من أكتوبر 2023م، التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بسرايا من المقاتلين الأشداء وبتخطيط محكم من قبل العقلية الفلسطينية لقادة الحركة والتي أذهلت العالم بدقتها وبُعدها الإستراتيجي، أنهت وإلى الأبد خرافة تفوق العقلية الصهيونية.
إن أعظم منجزات الطوفان المبارك، هو ما سجله التاريخ المعاصر من دهاء وقدرة للمقاومة الفلسطينية على إخفاء الأسرى الصهاينة لـ 740 يومًا في مساحة صغيرة من قطاع غزة في وقت كانت كل استخبارات العالم تبحث عن أولئك الأسرى في القطاع ليلًا ونهارًا.
سخرّ الكيان الصهيوني بدعم أمريكي، وأوروبي أقمارًا صناعية ومسحًا حراريًا وضوئيًا وأنظمة ترصد واستشعار ووحدات خاصة والجواسيس والذكاء الاصطناعي، للبحث عنهم لكن دون جدوى، كل أدوات المراقبة البشرية والوسائل التقنية اجتمعت على هدف واحد يتمثل في العثور على الأسرى الصهاينة، ومع كل ذلك فشل الإسرائيلي والأمريكي والدول الغربية ولم يحصلوا عليهم إلا عبر المفاوضات.
ماذا يعني ذلك؟ إنها قدرة العقلية الفلسطينية، وفي المقدمة قادة حركة “حماس” في مقارعة العدو الإسرائيلي، وشريكه الأمريكي، دقة تنظيمية أربكت كل أجهزة الاستخبارات الصهيونية، والأمريكية والأوروبية إذ لم يعد للتفوق التكنولوجي أي معنى مع العقلية الفلسطينية.
لقد واجهت حركة حماس وكتائب القسام على مدى عامين، أعتى آلة عسكرية صهيونية في العالم مدعومة أمريكيًا وغربيًا وتمكنت من فرض نفسها ندا في الميدان والسياسة، وتُوّجت ثمار التضحيات الجسيمة والاستبسال المتواصل بالنجاح، نتيجة تراكم خبرات طويلة وفهم عميق لطبيعة الاحتلال وأساليبه القذرة حتى أصبحت المعركة معركة عقول وتفوق الإرادة.
وعلى ضوء ذلك أكدت القيادة اليمنية مرارًا وتكرارًا ثقتها المطلقة بقدرة حركة حماس على إدارة الصراع والمواجهة مع كيان الاحتلال ووقفت بكل إمكانياتها العسكرية مع الحركة في اتجاهين، الأول خاضت فيه معركة بحرية استطاعت من خلالها السيطرة على البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، ونتج عن ذلك منع مرور كافة السفن المتجهة للموانئ المحتلة والثاني معركة جوية بالصواريخ البالستية والطيران المسيرة، ألحقت أضرارًا جسيمة بكيان العدو في موانئه ومنافذه ومنشآته وبنيته التحتية العسكرية والاقتصادية.
Comments are closed.