المنبر الاعلامي الحر

التجارة السماوية

يمني برس |  أفنان محمد السلطان 

 

الشهيد هو من وصل إلى السمو الراقي في الإيمان لدرجة عالية حتى خاض تجارة رابحة لاكساد فيها و باع نفسه وروحه الغالية في سبيل الله، وهو الفائز بكل ما تعنيه الكلمة فوزٌ عظيم، فاز بالشهادة في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، والشهيد هو من انتقل من مرحلة الفناء إلى مرحلة الخلود الأبدي،ومن عداد الوفيات إلى حياة الخالدين الذين لاخوفٌ عليهم ولاهم يحزنون.

وهو من خاض غمار تجارة سماوية رابحة تتطلب إيمان بالله ورسوله وجهادًا في سبيل الله نتيجتها جنة عرضها السماوات والأرض وربحها أعظم من أي تجارة دنيوية خاسرة

فصدق وأوفى مع الله حتى ربح البيع

 

(( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))

 

 

من نافذةً أخرى نجد أن الشهادة في سبيل الله تتطلب إيمان عظيم يوصل الإنسان إلى مرحلة الاستعداد التام للتضحية في سبيل الله ولها أثر عظيم في النفس فالإنسان إذا وصل إلى مستوى الاستعداد التام،والجهوزية الكاملة للتضحية بحياته في سبيل الله، فهذا يعبِّر عن ارتقاء إيماني ، وسمو روحي، وارتقاء أخلاقي، نتيجتها زكاء النفس حتى وصل إلى هذه المرتبة( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا )

 

ومن جانب آخر يتجلى أثرها على الدين في أن الشهادة في سبيل الله تسهم بشكل كبير في التحرر من الطواغيت والمحتلين، وتُعتبر المنبر الاسمى لإقامة الحق وزهق الباطل، ومواجهة أعداء الله وتنكيس رآيتهم، والشهادة في سبيل الله تٌعتبر في واقعنا الذي نعيشه انها هي صمام العزة والكرامة لأمة قائدها محمد ابن عبدالله صلوات الله عليه وآله الذي كان أعظم مجاهد عرفه التاريخ (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ) فلا يمكن في هذه الحياة أن يٌنجز مشروعًا عظيمًا ، أو أن يتم مواجهة تحدياتٍ كبيرة، أو أن ينتصروا على الأعداء في واقع هذه الحياة،دون التضحيات، فالشهادة في سبيل الله هي من المتطلبات المهمة في ظل الظروف التي نعيشها.

 

 

فاحياء ذكرى الشهيد هي من مبدأ الوفاء لدمآئهم الطاهرة التي نُزفت في ميادين الجهاد، لتوفر لنا حياة كريمة عزيزة خالية من الاستعباد والعبودية، فذكراهم هي من تٌحيينا فنستلهم من مدرسة عطاؤهم معنى الصمود والثبات على الموقف الحق الذي كانوا عليه، ونقدم لهم العهد لمواصلة المشوار في طريق الشهادة العظيمة.

 

ومن روحية العطاء ومقابلة الوفاء بالوفاء نحن معنيون بالاهتمام بأسر الشهداء والإحسان إليهم بمانستطيع فهذا الأمر لايقتصر على الدولة أو جمعية بعينها بل واجب الجميع لأنهم من قدموا روحهم الغالية فداء للجميع وجعلوا من أجسادهم سور حامي لهذا الوطن من كل محتل أراد الذل والاستعباد بديلاً عن الكرامة والحرية.

Comments are closed.