المنبر الاعلامي الحر

تحركات إماراتية مريبة في اليمن

يمني برس | رأى الكاتب والمحلل السياسي محفوظ ناصر أنّ ما يحدث اليوم في اليمن يستحضر تجربة الحروب التي خاضتها السعودية في الماضي؛ إذ خاضت الرياض حربًا في اليمن بين 1962 و1970، وما نتج عن تلك التجربة أكسبها بعدًا أكثر عقلانية في معالجة الملف اليمني. أما الإمارات فـ — بحسب ناصر — تفتقر إلى الخبرة الميدانية وتندفع أحيانًا في قراراتها بصورة غير محسوبة.

 

وفي مداخلة على قناة المسيرة الفضائية أوضح ناصر أن السعودية صارت أكثر حذرًا لعلمها بثمن الانخراط في صراعات مطوّلة ومعقّدة داخل اليمن. وعلى النقيض من ذلك، تنظر الإمارات إلى نفسها بنظرة تضخمية، وتحاول أداء دور يتجاوز إمكاناتها الجغرافية والعسكرية، مستعينةً في ذلك بشركات أمنية ومرتزقة أجانب بدل الاعتماد على جيش وطني محترف.

 

كما أشار إلى أن الإمارات لم تستخلص العِبَر التاريخية؛ فعين قراءة كتاب «الزهور تُدفن في اليمن» للكاتب المصري وجيه أبو ذكري — الذي وثّق الحرب المصرية في الستينيات — كفيلةٌ بأن تدفع صانعي القرار في أبوظبي إلى إعادة النظر في مغامراتهم العسكرية.

 

وبيّن محفوظ ناصر أنّ ثمة تقاطعات في المصالح بين السعودية والإمارات داخل اليمن، ومع ذلك تختلفان في النهج؛ فبينما تميل الرياض إلى التأنّي وضبط الاندفاع، تنحو الإمارات نحو سياسات متهوّرة تُدار أحيانًا لخدمة مصالح أمريكية وصهيونية، مع تجاهلٍ لآثار تلك التحركات على استقرار ووحدة اليمن.

 

ومن جهة أخرى، لفت ناصر إلى أن التحركات الإماراتية الأخيرة في الجزر اليمنية — كإنشاء مدرّجات ومنشآت عسكرية — تتزامن مع تنامٍ ملحوظ في نشاط عناصر تنظيم القاعدة في محافظات جنوبية مثل أبين. ويعتقد أنّ ذلك يهدف إلى إشغال القوى الوطنية وتفريق جهودها، خصوصًا أولئك المتمسّكون بحرية واستقلال اليمن.

 

وخلص ناصر إلى أن عودة القاعدة إلى الواجهة لا يمكن فصلهَا عمّا يجري في الجزر، بل تأتي كجزء من مخطط منسق لإرباك الداخل اليمني، وذلك في وقت تُنخرط فيه القوات المسلحة اليمنية بمهامها القومية والدينية نصرةً لغزة ودعمًا للقضية الفلسطينية.

 

وختم بأنّ مسار الإمارات محفوف بالمخاطر، وأن تجاهل دروس التاريخ في اليمن قد يجرّها إلى مآلات قاسية لا تختلف عن مصير كل من ظنّ أن اليمن تُخضَع بالقوة أو المال.

 

 

Comments are closed.