الغماري مهندس النصر ودرة تاج الجهاد والإسناد
الغماري مهندس النصر ودرة تاج الجهاد والإسناد
يمني برس | بقلم | إبراهيم محمد الهمداني
ان ارتقاء الشهداء إلى تلك المقامات الرفيعة والمكانة العالية، تجعلهم أغنى الناس، عن مدح المادحين وثناء الواصفين، وأعرف من أن يُعرَّفَ بهم، وأشهر من أن يشار إليهم، ذلك لأن اصطفاء الله تعالى لهم – بحد ذاته – قد منحهم المجد المطلق، وقيامهم بالشهادة لله تعالى، قد جللهم بالكمال المطلق، وما دام الله تعالى قد ضمن لهم الخلود والحياة الأبدية، وقدس تضحياتهم وجهادهم وبطولاتهم، فما أغناهم عن إشادة من سواه، ولذلك يمكن القول إن تذكر الشهداء، والكتابة عنهم والإشادة بهم، ليس إلا من قبيل ربطنا بهم، وإحياء أرواحنا بجليل ذكراهم، وتطهير نفوسنا بقداسة حضورهم، وتوثيق اتصالنا معهم، في سياق الاقتداء والتأسي، وتأكيد وتجديد العهد لهم، واستمرار نهجهم الجهادي فينا.
على نحو من تلك القداسة والمجد والكمال، ارتقى شهيدنا العظيم، القائد الجهادي الكبير، الكريم ابن الكريم ابن الكرام، الشهيد محمد عبد الكريم الغماري – رضوان الله عليه – رئيس هيئة الأركان اليمنية، الذي تزامن إعلان استشهاده، مع ذكرى استشهاد المجاهد القيادي الكبير، يحيى السنوار، رضوان الله عليه، ليحمل ذلك التزامن الخطي عدة دلالات، في مستوياتها المختلفة، مثل:
1- الاتصال الزمني للحدث، بين أوليات الجهاد الفلسطيني في طوفان الاقصى، وبواكير الإسناد اليمني، في معركه الفتح الموعود والجهاد المقدس.
2- الاتصال المكاني، للفعل الممتد من غزة الى صنعاء، الذي كسر هيمنة الجغرافيا السياسية، واخترق الحواجز والحدود، كما كسرته الصواريخ الانشطارية والطائرات المسيرة، تأكيدا واحدية الانتماء للمكان العربي، ومركزية الهوية الإسلامية.
3- الاتصال الإنساني، القائم على وحدة الفاعل/ الإنسان، انطلاقا من مبدأ الأخوة الإيمانية، والواجب الديني والأخلاقي والإنساني، القائم على وحدة الموقف والمصير والأيديولوجيا، بناء على واحدية الإيمان بالقيم الدينية، المرتكزة على مبدأ الجهاد، والإيمان بالقيم الإنسانية، القائمة على مبدأ الحرية، والتصديق بمسار الثوابت الثورية، في تحقيق مبدأ الجهاد والثورة، ضد المستكبرين الظالمين، والطامعين في استعباد الإنسان، وسلب حريته وكرامته.
فشلت خيارات اتفاقيات السلام، ومفاوضات السلام وحل الدولتين، وغير ذلك من الخيارات الوهمية الخادعة، وأثبت الواقع والحال، أن خيار الجهاد والمواجهة، وهو الخيار الأصوب والأصح والأحق، وهو – أيضاً – الخيار الحتمي الحكيم الصحيح، الذي لا بديل عنه، سوى الاستسلام، كونه يستمد مشروعيته ومرتكزاته، وآليات تنفيذه في الواقع، لمواجهة وردع وكسر الطغيان الأمريكي الإسرائيلي، من قداسة الموجهات الإلهية، ومحددات المشروع القراني الشامل، ويستند على ضرورة الاستجابة السريعة، للأوامر والموجهات الإلهية من ناحية، وطبيعة الإيمان الفعلي المطلق بالله تعالى، ووعوده الحتمية القاطعة، وسننه الكونية الثابتة، من ناحية ثانية.
بذلك المستوى المتقدم من الإيمان الحقيقي، استطاع ثلة من المجاهدين الصادقين، من حماس والفصائل الفلسطينية، بعقيدتهم القتالية الإيمانية القرآنية، تحقيق الانتصار الساحق، حيث هُزمت – من قبل – ستة جيوش عربية، بكامل عديدها وعتادها، خلال ستة أيام فقط، لافتقارها للعقيدة القتالية القرآنية الإيمانية، وبذات القدرة والكيفية، استطاع فتية آمنوا بربهم، وزادهم هدى ورشدا، في يمن الإيمان، تحقيق المعجزات الخارقة، والانتصارات الكاملة المذهلة، في مواجهة عدوان تحالف عالمي، طيلة ثمان سنوات، ثم حرب عالمية كونية، في معركة إسناد غزة، رغم فوارق الإمكانيات الهائلة، إلا أن قوى الاستكبار العالمية – وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل – سقطت في مستنقع الهزيمة الساحقة، طيلة عامين كاملين، عجزوا خلالها عن إيقاف الإسناد اليمني لغزة بالقوة، وهو ماجعلهم يوقفون عدوانهم على غزة مرغمين، ويخضعوا لمفاعيل معادلة الردع الجديدة، التي فرضها الجيش اليمني، عبر الحصار البحري والقصف الصاروخي والمسير، لأهداف حساسة، في العمق الفلسطيني المحتل.
ولا عجب أن يكون شهيدنا الكريم، القائد الجهادي الكبير، محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الأركان، الركن الأساس والمرتكز الرئيس، لتلك النقلة النوعية في طبيعة الدور وتطور الفاعلية، ففي ظل قيادته الحكيمة ونهجه القرآني، بلغ اليمن المركز الأول، في التصنيع العسكري، على مستوى الوطن العربي، واستطاع الجيش اليمني إلحاق الهزيمة النكراء، بأقوى الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات الأمريكية الغرب أوروبية، التي طالما استعبدت الشعوب، وأسقطت أنظمة وحكومات، واستطاعت الصواريخ اليمنية الانشطارية المتقدمة، والمسيرات اليمنية المتطورة، اختراق منظومات الدفاع الجوي الأحدث والأكثر تطوراً، بمستوياتها المختلفة وانواعها المتعددة، كل ذلك بفضل الله، وجهود وجهاد هذا القائد العظيم، حواري السيد القائد، وربيب مدرسة أهل البيت عليهم السلام، بما جسده من القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.
Comments are closed.