جراح بريطاني: ما يجري في غزة مجزرة وحشية والقصف مستمر رغم الحديث عن وقف إطلاق النار

يمني برس |
أكد جراح العظام البريطاني غرايم غروم أن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه بوقف إطلاق نار، لأن القصف الإسرائيلي لا يزال مستمرا والضحايا يسقطون يوميا جوعا وقصفا، داعيا إلى وقف كامل للهجمات الإسرائيلية كخطوة أولى نحو تحقيق السلام.

وقال غروم الرئيس المشارك لمنظمة الإغاثة الطبية البريطانية، في مقابلة مع وكالة الأناضول نشرت اليوم السبت، إن “ما يجري في غزة ليس حربا بل مجزرة وحشية تهدف إلى القتل والتشويه الجماعي”، مشيرا إلى أنه زار القطاع أكثر من أربعين مرة قبل بدء العدوان الأخير.

وأوضح أن منظمته أرسلت فرقها الطبية إلى غزة 16 مرة منذ بداية العدوان، بينما تمكن هو من الدخول أربع مرات فقط، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت في الآونة الأخيرة جميع طلباتهم للدخول.

وأضاف أن فرق الإغاثة تعمل داخل غزة لأسابيع متواصلة دون انقطاع وسط ظروف قاسية، حيث يعيش الأطباء بين الأجساد الممزقة والأطراف المبتورة، ويشاهدون يوميا حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها المدنيون.

وبين غروم أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، فالمواد الغذائية والطبية غير متوفرة بالكميات الكافية، مضيفا “الحديث عن وقف إطلاق نار بينما القنابل تسقط أمر أشبه بالسخرية، فعدد الضحايا اليومي لم يتغير تقريبا”.

وأكد أن المساعدات لا تصل إلى مستحقيها وأن المجاعة تتفاقم، موضحا أن دعم المستشفيات القائمة أكثر جدوى وأقل كلفة من إرسال مستشفيات ميدانية تفتقر إلى التجهيزات الأساسية.

وأشار إلى أن المستشفيات الميدانية لا تحتوي على مولدات أوكسجين أو أسرّة عناية مركزة أو إمكانات لنقل الدم، لذلك لا يمكنها التعامل مع الحالات الحرجة، داعيا إلى الإسراع في إعادة تشغيل المستشفيات الدائمة.

وأوضح الجراح البريطاني أن النقص الحاد في المعدات والأدوية أعاد أساليب العلاج في غزة إلى ما كانت عليه قبل أكثر من مئة عام، مؤكدا أن الغذاء والماء والوقود تستخدم كأسلحة ضد المدنيين، وأن أكثر من 1700 من العاملين في القطاع الصحي فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان، معتبرا أنهم “لم يكونوا أرقاما بل زملاء وأصدقاء”.