محور المقاومة والحرب القادمة
يمني برس || مقالات رأي:
الإعلام الصهيوني والمتصهين يملك من الإمكانيات كثيرا وهو ما يساعدهم على تشويه الحقائق ونشر الأكاذيب، إنهم لا يلتزمون أمانة الكلمة ولا يراقبون الله، قال تعالى ((انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا))النساء50.
من جمله ما يقومون به في الدفاع عن إجرامهم تضخيم الأحداث ونشرها ضد الآخرين وكتمها وعدم نشرها اذا كانت في غير صالحهم.
ينكرون الإجرام المُشاهد الذي يراه العالم ويتهمون الآخرين بالإجرام فمثلا: في الحدث الأول تم اتهام ومحاكمة القس الروحي لترامب بتهمة اغتصاب قاصرات لكن الإعلام تعامى عن الجريمة مع انه لو حدثت في بلد آخر لسقط النظام والحكومة والحزب وكل من يدعم هذه الجرائم .
حدث آخر .. تسرب تسجيلات لقس يدعو ويحرض على ممارسة كل الأعمال الإرهابية ضد المسلمين، الإعلام تجاهل كل ذلك ولو ثبت مثل هذا الفعل من مسلم عالم أو غيره لأقاموا الدنيا وشنوا الحروب، فقد بلغ التعصب والإرهاب ذروته يهاجمون الإسلام والمسلمين ويتهمونهم بالإرهاب ويقتلونهم بدم بارد وتحت رعاية الأمم المتحدة والمواثيق والأعراف الإنسانية والدولية؛ فالإجرام والمجرمون يحق لهم العدوان على المسلمين وقتلهم لأن ذلك دفاع عن النفس في نظرهم؛ لكن ليس من حق المسلمين الدفاع عن أنفسهم لأن ذلك إرهاب.
الهدنة أو التهدئة التي قبل بها تحالف الإجرام في(غزة) مضطرا بهدف مراجعة مسار العدوان على المقاومة لأنها العائق الوحيد أمام تحقيق طموحاتهم الإجرامية بعد ان فشلت حملات الجحيم وتصاعد وتيرة الرأي العام العالمي المناصر للقضية الفلسطينية من أجل استعادت حقوقه المسلوبة .
كاهن البيت الأبيض لم يدافع عن قسيسه الروحي وبدى وكأنه يريد معالجة الأمر بواسطة فريقه الذين اختارهم لكنه دافع عن شبكة الموساد التي يقودها (ابستن) عميل الموساد لانها تمتلك ملفات(فساده) التي يتاجرون بها .
يتنمر على الأنظمة العربية (ترامب) لكنه خاضع ذليل لليهود؛ فقد خرج مهددا – على الأنظمة (العربية)نزع سلاح المقاومة بأنفسهم مالم فانه سينزع سلطاتهم وهو ذات الأمر الذي تحرك كيان الاحتلال مطالبا الأنظمة العربية لتوحيد جهودهم جميعا لمحاربة المقاومة، لأن المعركة معركة الجميع (كيان الاحتلال وصهاينة العرب).
اعتراف كيان الاحتلال بعدم قدرته على هزيمة المقاومة كما نقلت ذلك مجلة (تايم أوف إسرائيل) ودعوته الأنظمة العربية (السعودية والإمارات والأردن ومصر ولبنان) لأن المقاومة تهدد وجودهم .
الخطوات التي اتخذتها ليست كافية للقضاء على المقاومة ولذلك تم تجديد الدعوة للدخول في تحالف أوسع معه (الكيان)؛ مع ان تلك الأنظمة لم تدخر جهدا في محاربة الإسلام تحت ذرائع شتى منها التطرف والإرهاب حتى أنها اختارت عناوين المواجهة، فغزة حماس أو الإخوان المسلمين وفي اليمن الحوثي وفي لبنان حزب الله وفي إيران نظام الملالي.
سجن العلماء وتغيير المناهج ونزع السلاح ودعم الإجرام الصهيوني ومحاربة كل من يدعم المقاومة والتنسيق الأمني والاستخباري من أجل اغتيال قيادات المقاومة هي من أولويات هذا التحرك للتحالف الإجرامي من اجل القضاء على أي صوت للمقاومة.
ما كان خافيا أصبح حديث الإعلام عن هذا التحالف بين صهاينة العرب والغرب، فمصر أرسلت رئيس مخابراتها للاجتماع بنتن ياهو، ومكتبه أرسل عناوين (تعزيز الهدنة-وبحث العلاقات الثنائية-وتدعيم السلام-وقضايا اقليمية) في الاجتماعات السابقة تم الاتفاق على ردم كل الانفاق التي بين غزة ومصر وتم اغتيال كثير من النشطاء والآن المشكلة تنامي شعبية حركات المقاومة داخل غزة وخارجها؛ والاستعداد لتفجير الوضع من الداخل، وكما صرح رئيس الموساد لدينا عملاء وجواسيس وأجهزة تنصت في كل دول العالم إلاّ غزة.
دعوة كيان الاحتلال لتعزيز التحالف لوجود قاسم مشترك بينهم خوفهم من المقاومة أكبر وأكثر من خوفهم من(الاحتلال)وكما كشف تقرير(تايمز)ان رؤوسهم ستكون على المحك اذا انتصرت المقاومة في غزة لأنها ستسهل مهمة التحالف خاصة، وقد تهيأت الظروف بعد إعلان ما قيل انه وقف إطلاق النار ثم قيام (ترامب) باتهام المقاومة بعد كل عدوان وخرق للهدنة وتقديم الأعذار والمبرارات .
البداية ستكون من حماس وصولا إلى القضاء على المقاومة فهي عدو مشترك: السيسي يكرهها أكثر من كره إسرائيل لها (كوهين)ناطق الحكومة اليهودية.
التحالف الصهيوني الصليبي موجود، ونشر تقرير عن نشاطه للمرحلة القادمة هي إشارة لبداية مرحلة جديدة في المواجهة تشمل القارات الثلاث (الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا) وهي دعوة متأخرة لأن صهاينة العرب قد تجاوزوا هذه المرحلة ودعموا الأحزاب الأوروبية المتطرفة ضد الإسلام والمسلمين فالتمويلات الخليجية حاضرة في مآسي العرب والمسلمين سواء من خلال دعم الجماعات الإرهابية من أجل تشويه الإسلام أو بدعم كل من يرتكب المجازر ضدهم.
دعوة التحالف تقوم على عدة اعتبارات منها أن الأنظمة المتصهينة قادرة على هزيمة المقاومة (الشعوب) تملك القدرة والشرعية ولتحمل تكاليف المواجهة فترمب يأخذ الأموال والهدايا ويفرض ما يريد ونتن ياهو- يستعيد الأسرى ويواصل الحرب ويفرض تكاليف الإعمار.
لم تختلف فروض الاحتلال على صهاينة العرب (تقديم بديل يقبل بالتعايش معه؛ وكشف وتعطيل الشبكات والوسطاء الداعيمن للمقاومة؛ وقطع الموارد المالية عن الدول التي تمولها) الإمارات والسعودية قدمت كثيراً من البدائل الداعمة للاحتلال سواء بالفتاوى أو بالمليشيات المسلحة (أبو الشباب في غزة-حميدتي في السودان-حفترفي ليبيا) وغيرها من الجماعات التي تدعم الإجرام سواء في بلدانها أو في كيان الاحتلال أوفي الدول التي تشن حروبا على الإسلام والمسلمين، لأن الممول والهدف واحد هو القضاء على المقاومة والإسلام والمسلمين.
سيناريو المواجهة قد تم اعداده وتم الاتفاق على تفصيلاته في غزة ولبنان واليمن والعراق وإيران، وما قاله مبعوث أمريكا إلى لبنان (توم براك) يمثل جزءا منه: طالب الحكومة بنزع سلاح حزب الله ووصفه بانه مليشيا مسلحه تمتلك من السلاح أكثر من الجيش؛ وإسرائيل تشن الهجمات على كثير من البلدان ولا يرد عليها الا محور المقاومة (براك) لا يدرك أن سلاح حزب الله هو من أجل لبنان لا من أجل حزب أو طائفة .
ما يطلبه براك من الجيش اللبناني هو التحرك لنزع سلاح حزب الله واعتبار المعركة بين سنة (الجيش)وشيعة (حزب الله) وسيتكفل التحالف الصهيوني الصليبي بتوفير الأسلحة اللازمة لهزيمة حزب الله، ولا ينسى المقارنة بين تفاوت دخل أفراد الجيش وحزب الله؛ بالإضافة إلى منع التمويلات عن حزب الله (نحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها هذه الطريقة الوحيدة لإيقاف حزب الله).
ما يريده ويسعى إليه التحالف الصهيوني الصليبي هو القضاء على حزب الله لأنه القادر على التصدي للاحتلال والدفاع عن لبنان ولذلك لابد من تحرك الجيش ضده تحت عناوين مذهبية (سنة وشيعة)، الحكومة التي سيوفر لها التحالف الأسلحة تتحرك لنزع سلاح الحزب وبلهجة حازمة: سلموا الصواريخ والأسلحة والا الموت هو المصير.
التحالف الصهيوني الصليبي يريد ترتيب استكمال السيطرة على الأنظمة العربية والإسلامية لمواصلة فرض سيطرته على بقية القوى المنافسة مثل الصين وروسيا.
محور المقاومة يمثل العائق الوحيد أمام استكمال تنفيذ مخططاتهم الإجرامية سواء في الاستحواذ على مصادر الثروة والقوة أو مصادرة القرارات المصيرية وتمكين كيان الاحتلال من بسط نفوذه وهيمنته على الأمتين العربية والإسلامية وصولا إلى (إسرائيل الكبرى)، وذلك لن يتم الا بنزع سلاح المقاومة وتدمير القدرات والاستيلاء على الثروات واغتيال الكفاءات وكل من يعارض مشاريعهم الإجرامية.
الوصول إلى ما يسمونه الشرق الأوسط الجديد وضمان سيطرة التحالف الإجرامي يعتمد على القضاء على محور المقاومة، ولذلك عنونوا عدوانهم على جمهورية إيران الإسلامية بالنمر الصاعد.
بقلم/طاهر محمد الجنيد*
Comments are closed.