المنبر الاعلامي الحر

تقرير أمريكي جديد يعري واشنطن: فشل استخباري وتكتيكي في مواجهة صنعاء

يمني برس | أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد مجيب شمسان، أن ما كشفته التقارير الأمريكية الأخيرة، وفي مقدمها تقارير رابطة مشاة البحرية الأمريكية، يرقى إلى مستوى “الاعتراف المغلف بالهزيمة” التي منيت بها واشنطن أمام القدرات اليمنية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة باتت تجزئ اعترافها بالهزيمة وتحاول تغليف الوقائع للحفاظ على ما تبقى من صورتها العسكرية.

وقال العميد شمسان، في حديث إلى قناة المسيرة، إن الولايات المتحدة التي قدمت نفسها لعقود كقائد ومرجع عالمي في التكتيكات العسكرية، وجدت نفسها أمام صدمة عملياتية غير مسبوقة بعدما اصطدمت بخصم غير متماثل، يمتلك مرونة عالية وابتكاراً في استخدام وسائل قتالية منخفضة الكلفة ذات تأثير استراتيجي.

واذ لفت إلى أن ما جرى في البحر الأحمر من إخفاق تكتيكي شكل سقوطاً كاملاً لمرتكزات الردع الأمريكي المعتمدة منذ الحرب العالمية الثانية، ولا سيما نظرية الردع البعيد المبنية على قدرة واشنطن على مراقبة المجالين البحري والجوي واعتراض التهديدات قبل بلوغها مصالحها، شدد شمسان على أن ما حدث كشف انهيار هذا المفهوم عملياً.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة واجهت فشلاً استخبارياً واسعاً في رصد التحركات اليمنية، إذ استمرت الهجمات لساعات طويلة من دون قدرة على منعها أو التنبؤ بمساراتها، بما فضح هشاشة منظوماتها المعتمدة على الأقمار الصناعية والرادارات والطائرات المتقدمة.

وأوضح الخبير العسكري أن المنظومات الدفاعية الأمريكية فشلت في حماية حاملات الطائرات والمدمرات والسفن التي خرقت قرار الحظر اليمني، ما أدى إلى انهيار معادلة هرم الكلفة التي طالما تغنت بها واشنطن.

وتطرق شمسان إلى أن القوات اليمنية هزمت القوات الأمريكية في ميدان الاشتباك وحرمتها من القدرة على التأثير في مجريات العمليات، معتبراً أن هذا النمط من الفشل يعد الأخطر عسكرياً، لكونه أخرج أدوات القوة الأمريكية من الحسابات الفعلية للمعركة.

وأضاف أن اليمن، ورغم عدم امتلاكه سلاح بحرية أو جو تقليديين، استطاع فرض حصار بحري كامل على الكيان الصهيوني من البر، وخاض معارك بحرية ضارية مع أقوى القطع الأمريكية من دون أن تفلح واشنطن في كسر قرار صنعاء أو حماية سفنها، مؤكداً أن هذا التحول سيترك تداعيات استراتيجية بعيدة المدى على شكل القوة في القرن الحالي.

وشدد على أن التجربة اليمنية أثبتت أن الأسلحة الذكية منخفضة الكلفة قادرة على تحييد البنى الثقيلة، وأن حاملات الطائرات تحولت من رمز قوة إلى عبء استراتيجي في مواجهة تكتيكات عدم التماثل.

وختم شمسان بالإشارة إلى أن ما جرى في البحر الأحمر يمثل تحولاً محورياً في الفكر العسكري الدولي، وأن القوى الكبرى، وفي مقدمها الصين وروسيا، تراقب عن كثب النموذج اليمني الذي نجح في صياغة معادلة ردع جديدة تقول إن الإرادة والابتكار يتقدمان على التكنولوجيا حين تتوافر العقيدة القتالية والقيادة الواعية.

Comments are closed.