المنبر الاعلامي الحر

قناة طارق عفاش.. منبر للانحطاط الأخلاقي والسياسي

منذ انطلاقها، أثارت قناة ماتسمى “الجمهورية” جدلاً واسعًا بسبب محتواها الذي وصفه كثيرون بـ”المنحط” و”المستفز”، وبتمويل إماراتي مباشر، تحولت القناة إلى منبر لاستقطاب إعلاميين من خلفيات مختلفة، أبرزهم شخصيات من حزب الإصلاح، الذين وجدوا فيها مساحة جديدة لمهاجمة خصومهم السياسيين، متناسين خلافات الماضي في سبيل ما يعتبرونه توحيد الجهود ضد صنعاء.

يمني برس | صنعاء

انحطاط أخلاقي
وقد تعمدت القناة كسر التقاليد والأعراف اليمنية المحافظة، وهو ما ظهر جليًا في طريقة تقديم المذيعات بملابس وصفها نشطاء ومراقبون بأنها “سافرة” و”غير مسبوقة” في الإعلام اليمني، هذا التوجه أثار موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره يمنيون استهدافًا مباشرًا للهوية الإيمانية ومحاولة لفرض نموذج ثقافي غريب عن المجتمع، يهدف إلى “خلخلة نسيجه القيمي”.
وقد وصل الأمر إلى حد نشوب خلافات علنية حتى بين حلفاء الأمس، حيث هاجم قياديون في حزب الإصلاح القناة ومذيعاتها، معتبرين ظهور الإعلاميات بشكل غير محتشم “منافيًا للدين والأخلاق”، وهو ما يكشف عن عمق التناقضات داخل هذا المعسكر، الذي يجمعه هدف العداء لصنعاء وتفرقه الرؤى الاجتماعية والثقافية.

التطاول على المقدسات
لم تكتفِ القناة بالاستفزاز الاجتماعي، بل وصلت إلى حد التطاول على المقدسات الدينية بطريقة فجة، ففي ليالي شهر رمضان المبارك، عرضت القناة برنامجًا للممثل الكوميدي محمد الأضرعي، تضمن إساءات مباشرة لشخصية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، من خلال سرد بكلمات فجة تناولت رواية “كسر الضلع” بأسلوب تهكمي.
هذه الحلقة أحدثت صدمة واسعة، واعتُبرت تجاوزًا خطيرًا لكل الخطوط الحمراء، وتأكيدًا على أن الحرب الإعلامية لم تعد سياسية فقط، بل أصبحت تستهدف العقائد والرموز الدينية بهدف إثارة الفتنة الطائفية وتعميق الانقسام داخل المجتمع اليمني.

تبني الرواية الصهيونية
يتجاوز دور ما تسمى قناة “الجمهورية” وطارق عفاش حدود الحرب الإعلامية الداخلية، ليصل إلى حد التماهي مع الرواية الإسرائيلية وتبنيها، ففي الوقت الذي أعلنت فيه صنعاء موقفها الداعم لغزة عبر استهداف سفن الكيان الصهيوني والمتجهة إليه في البحر الأحمر، انخرط طارق عفاش في تحركات تهدف إلى حماية هذه السفن.
وقد أكدت تقارير إعلامية زياراته إلى البحرين، حيث مقر الأسطول الخامس الأمريكي، ولقاءاته مع مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وإسرائيليين لبحث سبل تأمين الملاحة للسفن الإسرائيلية، كما وصفت تصريحاته عمليات صنعاء في البحر الأحمر بـ”الإرهاب والقرصنة”، متعهدًا بحماية المياه اليمنية منها، وهو ما يمثل اصطفافًا واضحًا وصريحًا مع الأجندة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. هذا الموقف يثبت أن القناة ليست مجرد أداة إعلامية، بل هي جزء من مشروع سياسي وعسكري يرتبط بشكل مباشر بمصالح القوى الخارجية المعادية لليمن.

حرب على الهوية
إن ما تقوم به قناة “الجمهورية” وأمثالها من وسائل الإعلام الممولة من السعودية والإمارات ليس مجرد معارضة سياسية، بل هو حرب شاملة تستهدف الهوية اليمنية في الصميم، من خلال فبركة الشائعات، وتشويه الرموز الوطنية والدينية، ومحاولة تفكيك القيم الاجتماعية، تسعى هذه الأدوات إلى إسقاط اليمن من الداخل، بعد أن فشلت في كسره عسكريًا، إلا أن الوعي الشعبي المتزايد بخطورة هذه الحرب الناعمة، والرفض القاطع لأي مساس بالثوابت الدينية والوطنية، يمثل حائط الصد الأقوى في مواجهة هذا المشروع التدميري.

Comments are closed.