المنبر الاعلامي الحر

مواقف الحق والباطل تتكرر


بقلم / وليد القدمي

إن في كل ذكرى خالدة ، يخلدها العظماء من آل محمد في مواجهتهم للكفر والباطل ، تأبى الا ان تعيد نفسها بين الحين والآخر ، فبعد أن مرت علينا ذكرى عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) ، تأبى الأيام ويأبى الزمن وتأبى المواقف الخالدة إلا ان تعيد نفسها بنفس المظلومية وبنفس الأساليب لا فرق في ذلك سوى أن لكل زمانٍ حسين ولكل أرض كربلاء ، فهاهي كربلاء مرّان قد اعادت نفسها لتصنع كربلاء أخرى لا يختلف فيها سوى الأشخاص وتقلُّد الأدوار بين رموز الحق ورموز الباطل وكأن الزمن يأبى وتأبى هذه الأمة الشقية إلا أن تلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قتّلت وسفكت دماء أبناءة وأولاده وفلذات أكباده ، ولكن ما أعظمه من حق فبعد أن انتصر الدم على السيف في كربلاء الحسين (ع) ها هو قد انتصر اليوم أيضاً في كربلاء مرّان لتخلّد وتحيي النهج الثوري الحسيني في نفوسنا فلقد أصبح كلاً من الحسين في كربلاء والحسين في مرّان مدرستا للبطولة والفداء .

وما اشبة يزيد الأمس بيزيد اليوم ، فمن ذهبوا بالأمس ليأتوا يزيداً برأس الإمام الحسين (ع) ، هاهم قد ذهبوا ليكرروا نفس المأساه في مرّان ليخّلدوا لأنفسهم ما خلده الزمن لمن سبقوهم في ذلك ، هي نفس المواقف تتكرر فعندما حاول الناس سابقاً أن يحسنوا من صورة يزيد كونه خليفة للمسلمين حينها فهاهم اليوم يحاولون تلميع صورة من حل محله ليصوروه خليفة للمسلمين في وقتنا الحاضر ، ولكن كما رسم الزمن الصورة الحقيقية ليزيد الأمس سيرسمها ايضاً ليزيد اليوم مهما حاول الآخرون تحسينها وتلميعها .

ونحن في هذه الأيام ايضاً تمر علينا ذكرى استشهاد الأمام زيد بن علي (ع) ، الذي جسد معنى الحق والنهج القويم والذي سار على طريقة آبائه وأجداده في جهاد من مرقوا عن الدين ومن تلبسوا بإسم الإسلام وقاموا بتأويل القرآن ، وما قول رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله للإمام علي “يا علي ستقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ” إلا ليقف كل أبناء الإمام علي عليه السلام يقاتلون على تأويل كتاب الله ممن يدعون أنهم يمثلونه وهم في بعد شديد عنه ، الإمام زيد هو غني عن التعريف ولكن ما أريد أن اذكره هو موقف من مواقفه الخالده الذي أبى أيضاً إلا أن يكرر نفسه .

فعندما دخل الإمام زيد (ع) على هشام ووجد عنده يهودي يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له “أسكت يا كا فر فـ والله لو تمكنت منك لأختطفت روحك من جسدك ” ليقول هشام مدافعاً عن ذلك اليهودي “مهٍ يا زيد لا تؤذي جليسنا ” ، فها هو اليوم سفير أمريكا في اليمن وبعد أن قامت أمريكا بالإساءة الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي ظل تأييدها لإسرائيل إثناء حربها مع غزه ، جاء ليمثل ذلك اليهودي الذي كان في مجلس هشام وعندما يأتي الشجار في إحدى جلسات الحوار والخلاف حول البند العاشر الذي يقول أن كلاً من سفراء الدول العشر من ضمنهم سفير امريكا متاح لهم حضور جلسات الحوار دون إذن مسبق وإثناء الإنسحاب المتكرر لممثلي انصار الله في الحوار ، يقف الأمين العام لحزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي موقف جده هشام سابقاً أثناء إعتراض ممثلي انصار الله على هذا البند بقوله ” انتم ايها الحوثيون مزايدون ” ليمثل أنصار الله بموقفهم صوت الإمام زيد لذلك اليهودي ، وكأنه يقول لهم مهٍ لا تؤذوا جليسنا لا تؤذوا صديقنا .

نعم هي مزايده ، أنتم أيها الحوثيون مزايدون ، مزايدون في عدائكم لمن يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مزايدون في عدائكم لمن يدعم اسرائيل بالحرب على غزه ، فنعم المزايدة والله هي ، ونعم المواقف الذي تخلدونها ، فلا غرابة في ذلك فأنتم من تمثلون مسار الهداة من آل محمد وغيركم يأتي ليمثّل الآخرين من نصبوا لكم العداء ليضعوا أنفسهم في ذلك الموقف الذي وضعه رموزهم سابقاً ، فلا تيأسوا فأنتم والله على الحق تمثلون خط الإمام الحسين (ع) والإمام زيد (ع) ، وغيركم يأتي ليقف في الموقف الآخر والزمن هو الكفيل بإن يجعل مصيرهم كمصير من سبقوهم .
سلامُ على الإمام الحسين (ع) ، وسلامُ على الإمام زيد (ع) ، وعلى كل من سار على نهجهم وخلّد مواقفهم الى يوم الدين .

[email protected]

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com