المنبر الاعلامي الحر

أبعد من الشرعية !

بقلم/ عبدالله علي صبري

مرة أخرى يتحفنا مرتزقة الرياض بذرائع جديدة للتنصل من جرائم الحرب الضالعين فيها بحق أبناء شعبهم.

وبعد أن شرعنوا للعدوان والإحتلال تحت مظلة الشرعية الوهم، ثم لما تحركت القوى الوطنية بإتجاه سحب البساط من تحت أقدامهم بشأن الشرعية الدستورية، تواروا خلف أكذوبة جديدة تحصر الشرعية في اليمن بالمبادرة الخليجية دون سواها.

ولمن يتذكر ويفهم، فقد كان مؤتمر الحوار الوطني فرصة لبناء شرعية دستورية توافقية تضع حدا لمختلف أزمات الماضي، وتنطلق باليمن إلى آفاق رحبة، يسودها التعايش وإحترام الآخر، والقبول بصندوق الإقتراع حكما بين القوى السياسية.

ماطل هادي وشركائه، ومدد لنفسه، متجاهلا مطالب حل مجلسي النواب والشورى، والدعوة إلى إنتخابات نيابية مبكرة، ثم رفض إعادة تشكيل الحكومة بما ينسجم والشراكة الوطنية التي نصت عليها مخرجات الحوار، وفرض على الجميع مشروع الستة الأقاليم، ولم يسمح حتى بالتعديل عليها ومراعاة المصلحة الوطنية العليا.

وحين لمس أن ثمة رأي عام يتشكل بالمناهضة لتصرفاته الحمقاء، عمد إلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية، وشجعهم على إقحام مجلس الأمن الذي أصدر القرار 2140 بشأن معرقلي التسوية باليمن، وكان هذا أول قرار في تاريخ اليمن يصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما جعله بمثابة السيف المسلط على رقاب اليمنيين والقوى السياسية.

أطاح هادي بالشرعيات المتعارف عليها، سواء كانت ثورية، أو دستورية، أو توافقية..

وفرض شرعية الأمر الواقع، مدعوما من الخارج وبعض القوى التقليدية والحزبية، التي سايرته وزعمت أن المبادرة الخليجية تمنحه حق البقاء في السلطة إلى ما شاء الله، برغم أنها تنص على فترة إنتقالية لا تزيد عن سنتين، وتوجب إجراء إنتخابات رئاسية قبل نهايتها!

وبعد أن قدم إستقالته ورفض الرجوع عنها، وبعد أن فر إلى عدن ثم إلى الرياض، أضطر تحالف العدوان إلى الحديث عن شرعية هادي كغطاء للحرب الكونية التي حركتها واشنطن وأياديها في المنطقة، ضد شعب قرر الخروج من الهيمنة والوصاية الخارجية.

وعلى مدى عام ونصف من العدوان البربري والغاشم على بلادنا، ورغم توالي المجازر البشعة بحق المدنيين نساء وأطفالا، ثمة من لا يزال يتدثر بالشرعية، ثم يحاول أن يقارن شرعية هادي بشرعية مجلس النواب.

الفرق كبير، ومهما قيل في حق مجلس النواب بهدف نقض شرعيته، فإن ذلك لا يساوي 1% من الأدلة والقرائن التي تدحض شرعية هادي وعصابة العدوان على اليمن، وتجعل منهم مجرمي حرب في نظر الشرع والأخلاق، والقوانين والأعراف الدولية.

يخطئ من يظن أن عودة مجلس النواب تأتي بهدف سحب الشرعية من هادي وزمرته، فالملايين من أبناء شعبنا قد ثاروا وانتفضوا ضد هذه الطغمة المجرمة، أما إتفاق القوى الوطنية المناهضة للعدوان، الذي مهد لإستئناف جلسات البرلمان، فإنه يتضمن من التفاصيل التي ستعلن تباعاً، ما يمكن تسميته بالخطوات الإستراتيجية في مواجهة العدوان وإدارة مؤسسات الدولة، مسنودا بإرادة جماهيرية تعلن بجلاء أن لا شرعية تعلو فوق شرعية الشعب!

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com