المنبر الاعلامي الحر

ط5 يراقب .. ماذا بعد الضجة ؟!

بقلم /  علي أحمد جاحز
من المؤسف ان الكثير من القضايا المرحلية التي تحتاج الى تحرك عملي وتنظيم تنفيذي ، تتحول الى مجرد ضجة اعلامية وتنظيرات كلامية ، مع اهمية العمل الاعلامي والتوعوي تجاهها ، لكن لابد ان يكون هناك تحرك اجرائي بالتوازي يعالج القضية ويقضي على تبعاتها واضرارها بشكل فاعل وبدون تراخي .

ناقشنا كثيرا موضوع الطابور الخامس وخرجت الجماهير تقول كلمتها في مواجهته وتعلن تأييدها في ضرورة الاسراع باتخاذ الاجراءات المناسبة للقضاء عليه ، وبات المجتمع يعي ويفهم ان ثمة طابور خامس يشكل خطرا على تماسك وقوة الجبهة الداخلية ويجب ان يتم مواجهته بحسم سواء عبر الجهاز الرسمي في السلطة او عبر التحرك الشعبي ان تعذر التحرك الرسمي لسبب او لآخر.

صحيح ان ثمة اشكالات قد تحتل مساحة واسعة من اهتمامات الناس وتفكيرهم وربما تتفاقم وتصبح ضارة بالوعي وتشغله عن قضايا واهتمامات أولى واهم ، ومن هذه الاشكالات التباينات في تعريف وتوصيف الطابور الخامس ، مع ان هذه الاشكالية ينبغي ان تكون محسومة في دهاليز القرار ولدى المعنيين بالتحرك ضد الطابور الخامس .

من المهم ان يفهم الناس ان الطابور الخامس ليس مجرد كتاب وصحفيين ومرجفين يسممون الوعي ويصنعون الضجيج ويشككون الناس في جبهتهم ويضعفو عزائمهم وصمودهم فقط ، بل هو شبكات ومنظومات ، يديرها ويدعمها مسؤلون ونافذون وتجار ورجال مال واعمال وربما اصحاب قرار في سلطة الانقاذ، ولا يقتصر عملهم على الارجاف والتشكيك والتحريض ، بل يصل عملهم الى الاسهام في صنع المشاكل والازمات التي يشتغل عليها اتباعهم من المرجفين والمشككين ، او مضاعفتها ، او اعاقة حلها من موقع القرار والتنفيذ ، او السكوت على المشكلة وتجاهل حلها من موقع القرار والتنفيذ ايضا.

وفي الواقع ، فإن المعني بالتحرك الإجرائي هو من يحتاج وجوبا الى تعريف وتوصيف دقيق للطابور الخامس ويكفي بقية المتابعين ان ينتظروا التشريع الذي يتضمن التوصيفات والتعريفات القانونية من باب الاطلاع والوعي بالشيء لا أكثر.

ولأن التحرك الرسمي معروف والياته مفهومة عبر تشريعات حالة الطوارئ مثلا وبواسطة مؤسسات الدولة الامنية ، فإن اشكالية اخرى تبدو ايضا مثار تساؤلات الناس وخاصة النخب السياسية والاعلامية والمراقبين ، وتكمن في كيفية التحرك الشعبي لمواجهة الطابور الخامس الذي لوح به السيد القائد في اخر خطاب القاه بمناسبة جمعة رجب .

وهنا لابد ان نتذكر اننا اصحاب تجربة ثورية وجربنا التحرك الشعبي لمواجهة الكثير من الاخطار بطرق منظمة وليس عبر الفوضى والبلطجة الفردية كما قد يفهم البعض ، ومن امثلة التحرك الشعبي اسقاط نظام هادي وملئ الفراغ عبر الاعلان الدستوري ، وملاحقة القاعدة عبر اللجان الشعبية والحفاظ على مؤسسات الدولة عبر اللجان الثورية، وضبط الامن عبر اللجان الامنية ، وغير ذلك من اشكال التحرك الشعبي ، وهو ما يمكن ان نجد فيه اجابة كافية للتساؤلات بخصوص كيفية التحرك الشعبي ضد الطابور الخامس .

الحشد الجماهيري في شارع المطار السبت الماضي كان يحمل العديد من الدلالات وبعث الكثير من الرسائل المفيدة في هذا الصدد ، فمكان الاحتشاد بحد ذاته يعطي دلالات واضحة على ان المسار الثوري لايزال موجودا وان التحرك ضد الطابور الخامس ان لم يأت عبر السلطات في حكومة الانقاذ التي تحتاج قراراتها الحساسة الى توافق بين اطراف الشراكة ، فانه سيتم عبر التحرك الشعبي المعروف وبالطرق والاساليب الثورية التي كان شارع المطار يحذر حكومة هادي وقبلها حكومة باسندوة من الاضطرار الشعبي لاستخدامها .

وخلاصة القول ، مثلما ينتظر الطابور الخامس التحرك فان الجماهير ايضا تنتظر بل وتترقب متى ستنطلق الخطوات الاجرائية للقضاء على الطابور الخامس ، وهو ما يجعل المعنيين رسميا او شعبيا امام مسؤلية الوفاء بما فوضهم به الشعب بهذا الخصوص ، واذا لم يحصل شيء من هذا فان ذلك يعني ان الطابور الخامس نجح في ايقاف التحرك .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com