شهر الجهاد “معركة بدر أنموذجا”
كتب/ صالح مقبل فارع
.
في مثل هذا اليوم 17 رمضان من العام الثاني للهجرة النبوية وقعت غزوة بدر الكبرى. بين الكفر بقيادة أبي جهل وبين الإسلام بقيادة حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ومع أن المعركة غير متكافئة في العدة والعتاد وكان المشركون أكثر عدة وعتادا إلا أن المسلمين وانتصروا فيها انتصارا ساحقا بأن قُتل 70 من المشركين على رأسهم أبو جهل وعتبه وشيبة والوليد. وأُسر 70..
وقد وضح الله سبحانه وتعالى معركة بدر وما لقي فيها المسلمون من بلاء ومشقة كونهم الأقل عددا, وما لقوا من تأييد ونصر من الله وما أوصاهم الله به, وضّح ذلك في القرآن الكريم.. في سورتي آل عمران والأنفال.. وسمى هذه المعركة يوم الفرقان, حيث قال: “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة”..
وقال: “وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين. ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون”.
إلى أن قال سبحانه: “وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير.. إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ على بينة وإن الله لسميع عليم”..
وقال: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.. “إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله”.. “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار. ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير”.
.
وهناك دروس مهمة نستقيها من هذه المعركة, منها:
– أن رمضان شهر الجهاد أيضا..
– أن الله ينصر المؤمنين مهما كانوا قليلي العدد والعدة..
– أن المشركين جزاؤهم السيف كما يفعل اليمنيون في اليمن عندما أعلنوا سخطهم وعداوتهم لأعداء الله أمريكا وإسرائيل .. لا السلام والموالاة كما تفعل السعودية مع أمريكا فتواليها وتذعن لها خلافا لما أمر الله به.
– أن الله يؤيد المؤمنين من عنده. بإنزال الملائكة.. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..
.
وغيرها من الدروس التي لا يسع المقام لشرحها.. ولكن اقرأوا معركة بدر وتمعنوا في أحداثها ومدلولاتها, وأسقطوها على الواقع الحالي تجدوا نتائج رهيبة ومفارقات عجيبة. وكيف أن المسلمين ابتعدوا عن كتاب الله وهَدْيه..