المنبر الاعلامي الحر

المجاهد أبو زمام … صاحب الساق الأصطناعية والأخرى المجبسة!

بقلم /  د.  يوسف الحاضري

حوار جمعني قبل أيام بأحد المجاهدين في مكان مقدس بقدسيتهم…

 

انا:-هل هذه أصابتك حادث أو كنت في جبهة ما !(في أشارة لساقه الصناعية)

 

هو:- لا بل أصبت قبل عام في جبهة(؟)بصاروخ فبترت ساقي اليمنى من فوق ركبتي والثانية حصل فيها حوالي 7 اكسار والأن في نهاية تعافيها والحمدلله .

 

أنا(متأملا لملامح وجهه وعينيه):- طيب ، مادامك قد تحركت وانطلقت وقد أصبت والان انت في إطار (المرضى) الذين أعفاهم الله عن الجهاد (إذا نصحوا لله) فلماذا انت اليوم هنا في هذا الموقع الإعدادي للجبهات مرة أخرى .

 

هو (مبتسما):- مريض! من قال لك أنني مريض يا دكتور؟ الا لو تقصد أن اصابتي هذه هي المرض فانت غلطان فوالله لم أشعر بأي فرق بين حالتي السابقة وحالتي هذه!

 

أنا(ومازلت متعمقا في ملامح وجهه وعينيه):-ماشاء الله عليك فمن سبق جزء من جسده للجنة فإن بقية الأجزاء تهوى لتلحق بذلك الجزء ،، ولكنني أظن انك ستواصل جهادك في موقع إداري او تكميلي للجبهات وليس في الجبهات القتالية نفسها.

 

هو :- عرض عليا بالفعل مهمة في الساحل الغربي ضمن ما قلته انت بالفعل ولكنني رفضتها تماما وأصريت بقوة على جبهة (البقع) في الصفوف الأمامية فقنص المنافقين والمرتزقة وجنود آل سعود والإماراتيين لذة ومتعة لا يظاهيها شيء وعلى هذا الأمر كان الأتفاق مع المشرفين.

 

أنا(محدثا لنفسي بعبارات الإنتصار):- هاهو رغما انه قد مر بتجربة قاتلة (صاروخ ينفجر على بعد أمتار منه فتمزق ساقا له وتفتت أخرى وما يصاحب الامر من دماء وآلام ووو) لكنه يجد أن التواجد في نفس الأماكن التي قد تتكرر معه نفس التجربة أمر طبيعي بل يجد فيها السعادة واللذة والمتعة ولهذا وبمجرد تعافيه الا وتحرك مرة اخرى دون ان يكون لما حدث له من قصف واصابات ومشاهدته للموت بل ودخوله وخروجه منه أي أنعكاسات سلبية على نفسيته كتلك الأصابات النفسية المرضية التي يصاب بها الجنود الأمريكيين مثلا او الأوروبيين بعد كل معارك يخوضونها فتنمو مشاكلهم النفسية حتى يصلون الى الانتحار رغم ان معظمهم لم يصابوا بأذى …وهذا كله نتيجة طبيعية لثقته وأمثاله كثير بالله الناتج عن معرفتهم به معرفه حقيقية كنتاج طبيعي للثقافة القرآنية الصحيحة التي جاء بها الشهيد القايد السيد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه في ملازمه وعلى وجه الخصوص (ملازم معرفة الله ) ….. فهنيئا له بهذه النفسية وهذا الإيمان العظيم والذي لا يمكن ان نجده إلا عند خريجي مدرسة المسيرة القرآنية لأنصار الله ولهذا يصر العالم على محاربتنا للقضاء على هذه الثقافة ….

 

هو (مقاطعا لحديثي مع نفسي):- صل على رسول الله .. مالك مطنن … واضح انك تستضعفني لأصابتي (ثم يضحك) قائلا تعال نتسابق وشوف كيف اسبقك

 

أنا (مبتسما ابتسامة تعظيم له):- قد سبقتني دون الحاجة للسباق هذا فجزء منك عند الله تجاوز الثريا وانا مازلت في الثرى أحبو حبوا … فما اعطتيني انت من دروس في هذه اللحظات يفوق كثيرا ما تعلمته في مسيرة حياتي كاملة فدرسك عملي مستمر وتأثيره عميق وعظيم …

 

هذا ما حصل بالفعل بيني وبين الشهيد الحي المجاهد ابو زمام عندما جمعتنا أيام مع الله في تلك الأرض المقدسة بقدسية الجهاد والمجاهدين … وقدسية هذا الإنسان .

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com