الموت في سبيل “سبأ فون” أغلى أمانينا … بقلم : عبدالرحمن العابد
يمني برس – اقلام حرة:
هدد حميد الأحمر الهاشميين وانصار الله في صنعاء بأنه سيقوم بتصفيتهم نظراً لإغلاق سبأ فون في محافظة صعدة عقب مجزرة حوث البشعة التي راح ضحيتها رجال ونساء وأطفال نفذتها ميليشياته أدت إلى قيام أهالي الشهداء واقاربهم الغاضبين بإنزال أبراج شركة الاتصالات الأحمرية .
حميد الأحمر لم يكلف نفسه عناء إنكار الاتهام الموجه إليه رسمياً من أنصار الله بل اختار أن يكون “السكوت علامة الرضى” لكنه استشاط غضباً على شركة اتصالاته عند إغلاق خدماتها وانبرى ليوجه تهديده بقتل عشرات وربما مئات الآلاف من الهاشميين وأنصار الله وأعتقد أن جرأته تلك نتيجة النظرة المأخوذة لديه عن الهاشميين بميلهم إلى اللطف والراحة “وشربة ماء عودي قات .. غدوه بعده قالوا مات”
وبلغت الجرأة بحميد أن يهدد بقتل السيد العلامة محمد المنصور أكبر علماء اليمن علماً وسناً الذي بلغ من العمر مائة عام تقريباً .
أتوقع أن حميد الأحمر أطلق تهديده وهو يتوقع أن بنادق الهاشميين وأنصار الله “ما بتقرح” في صنعاء مثل صعدة , وسيكونون بانتظار بشمرجة حميد داخل بيوتهم التي سيتركون أبوابها مفتوحة بعد أن يضعوا عليها علامة X دليل أنه بيتٌ ممن حق عليهم قضاء حميد الأحمر وقطره .
لست أدرى إذا كان حميد يريد من الهاشميين وأنصار الله في صنعاء أن ينتظروا مجرميه ببيضة يكسرونها على باب البيت كما هو معمول في العادات والتقاليد عند وصول العروس , وهل يريدهم أن يتحنوا أو يتنقشوا لهم احتراماً لطقوس الموت الحاشدية التي توعدهم بها ؟
وهل يريد حميد الأحمر أن يشتروا الرصاص الذي سيتم قتلهم به -بدل الغرامه عليه – ؟
أم أنه سيكون بذلك الوعي المدني الذي كان يتشدق به خلال فترة ثورة التغيير ويفتح مخازن اسلحته ؟
هل أطلق حميد الأحمر تهديده العنصري المقيت باعتباره أحد أهداف ثورة التغيير ؟ أم انها بندٌ شفهي في مبادرة الرياض ؟
ما اتخيله أن قناتي سهيل والجزيرة ستقوم بالنقل المباشر لذلك الفعل الثوري ويقدمون المحللين للحديث عما ستنعم اليمن بعده بالرخاء والاستقرار وتصبح دولة من العالم المتقدم المتحضر الذي ظل حميد يتشدق بها طوال أعوام من اللقاء المشترك مع القوى المدنية والتقدمية التي أهلته لقيادة ثورتهم وذبح أثواره داخل الساحات .
وبالتأكيد سيكون حميد حذراً جداً من علي محسن بعد الثورة السابقة . الذي ربما ينبري في لحظة معينه ويعلن انشقاقه ويصبح قائد الجريمه وحاميها .
أما الشيخ الجليل الزنداني والعلماء التابعين له سينبهرون من عبقرية حميد المصقعة ويقولون “لقد أحرجتنا بنبوغ وقاحتك”
أياكم أن تعتقدوا أن تهديد حميد سيرفعه إلى مصاف كبار المجرمين في التاريخ البشري على غرار نيرون وهولاكو – لاسمح الله – واحذروا أن تعتقدوا أن مجلس الأمن سيجعلها ضمن جرائم الإبادة والتصفيات العرقية فحميد الأحمر ليس كبشار الأسد .. أقسم لكم أنه ليس مثل بشار الأسد نهائياً .
ومن الممكن أن تعرض عليه جائزة نوبل للسلام لكنه لن يقبلها وسيطالب بجائزة أكبر منها فلا يجوز أن يتساوى مع “مكلف” من رعيته .
حميد الأحمر هدفه نبيل ويريد رفع اسم اليمن عالياً وجعلها تتصدر الأخبار العالمية لتحتل اليمن موقعها الطبيعي كدولة تجعل منه قائداً فيها , ويكفيكم أن رئيس الوزراء بجلالة قدره سيذرف الدموع على الضحايا حتى لو حاول حميد ردعه عن ذلك وستكون أول مرة يخالف فيها طلبه .
وكالمعتاد لن تسمعوا صوت العتواني أو الدكتور ياسين سعيد نعمان أو المخلافي أو حتى عبدربه منصور هادي يرتفع عند أي فعل إنساني عظيم يرتكبه حميد الأحمر طالما أن ذلك تحت شعار “اليمن أولاً” .
أنصح حميد الأحمر بطباعة بريشور يحتوي على طريقة عمل القتل الذي يتوعد به الهاشميين وانصار الله حتى لا يتعطل الموت الموعودين به , وكم أتمنى أن يرفق لكل ضحية ضمانة لمدة عام تؤكد له أن لا يعود للحياة حتى قيام الساعة حتى يقبل الزبائن على شركته الجديدة التي سيطلق عليها “سلخانه فون”
أما إذا اقتنع بفكرة عمل بروفه قبل التنفيذ لطريقة تصفيتهم فسيكون العمل في غاية الإتقان تحاشياً لأي خطأ يفسد متعة المتفرجين والمصفقين من الإخوان الذين سيقطعون التذاكر ويتسابقون على الحضور في الصفوف الأولى لمتابعة هذا العرض “الحلال” الذي لا يحتوي على الإسفاف الفني الحرام الذي كانت تقدمه دور عرض السينما وجعلتهم يقومون بإغلاقها .
اتمنى من الهاشميين وأنصار الله في صنعاء الذين سيعارضون هذه الفكرة الألمعية من الشيخ حميد أن يراجعوا أنفسهم من الآن , وعدم المقاومة حتى لا يطلق عليهم “بلاطجة , أو مندسين , أو إنفصاليين , أو شبيحة , أو رافضة .. وربما يؤدي رفضهم إلى استخراج قرار أممي ضدهم نظراً لمخالفتهم المواثيق والمعاهدات الحاشدية .
إبدأ يا حميد فأطفال الهاشميين وأنصار الله لا يطيقون الإنتظار ليوم سحلهم وكأنه يوم العيد المبارك , ويرددون من اليوم “ياشيخنا واحنا فدالك .. أنت الدجاجه واحنا عيالك”
حقروك .. كم أنت رائع ياحميد وأنت تنشر كل هذا الفرح والسرور وتعممه في جميع نواحي العاصمة صنعاء بعد أن كان حكراً على وكرك السامّ في الحصبة .