المنبر الاعلامي الحر

انتظروا الجزء الثاني من فيلم القاعدة!!

بقلم /هبة العراقية

 

انتهت الولايات المتحدة من صناعة الجزء الأول من فيلم القاعدة الذي استغرقت صناعته سنين طوال ، واستغرق المشهد الأخير وحده نحو 10 سنوات من الملاحقة والمطارده لبطل الفيلم أسامة بن لادن.

وأخيراًَ وبعد طول انتظار صورت أحداث المشهد الأخير في بيت بن لادن الكبير المحاط بالأسلاك الشائكة في بلدة أبوت أباد قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد بجوار أشهر أكادمية عسكرية باكستانية ، كما ترون المكان مختار بعناية لإضافة المزيد من الإثارة والسخونه لأحداث الفيلم الأكشن.

إختار المخرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهاية الجزء الأول بمقتل البطل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ، وفضل عدم عرض صور جثته باعتبار أن عرضها سيمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي ، وقد تستخدم هذه الصور للدعايا أو التحريض على العنف ، كما أن أمريكا ترفض عرض هذه الصور من باب التباهي كما يقول أوباما،، إيه الأخلاق دي كلها ياعم أوباما!!

وبمجرد الإعلان عن المشهد الأخير ثارت موجة من التساؤلات والشكوك والتوقعات حول سيناريو الجزء الثاني من الفيلم هل سيكون كوميدي ساخر أم تراجيدي أم أكشن أم خيال؟!
تساؤلات مشروعة لم تجب عنها الإدارة الأمريكية التي فضلت الصمت ولم تكشف عن الحقيقة كاملة حتى الآن.

ولإن شمس الحقيقة لم تشرق بعد ، فإن من حق الجميع أن” يفتي” ويعبر عن رأيه في الفيلم هل كان فاشلاً كغيره من الأفلام الركيكة التي تصنعها الإدارة الأمريكية من فترة لأخرى ، أم أن الميزانية الضخمة التي رصدت له جعلت منه فيلماً ناجحاً بكل المقاييس …
التقييم النهائي أتركه لكم ، ولكن دعوني الآن استعرض معكم أحداث وسيناريو الجزء الأول من فيلم القاعدة ” بن لادن صناعة أمريكية “…
وُلد أسامه بن لادن في الرّياض في المملكة العربية السعوديّة لأب ثريّ وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية.

مكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفييتي لأفغانستان في سنة1979م.
وفي سنة 1984م، أسّس ابن لادن منظّمة دعويّة وأسماها “مركز الخدمات” وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم “معسكر الفاروق” لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد.

المنظمة والمعسكر دعمتها أمريكا وأمدتها بالسلاح وذلك لمواجهه المد الشيوعي ومحاربة الاتحاد السوفيتي والذي كان يمثل القطب الثاني المنافس للولايات المتحدة أيام الحرب الباردة.

بانسحاب القوّات السوفييتيّة من أفغانستان، وُصف ابن لادن بالبطل من قبل السعودية ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم ابن لادن التواجد الأمريكي في السعودية إبّان الغزو العراقي للكويت في سنة 1990م .

ثم سافربن لادن إلى السودان في نفس العام وأسس مركز عمليات جديد في السودان ، ونجح ابن لادن في تصدير أفكاره الثورية إلى جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة، وأفريقيا، وأوروبا ،وبعدها غادر ابن لادن السودان في سنة 1996م، متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة “طالبان” ، وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.

وانقلب السحر على الساحر فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى ابن لادن والقاعدة ،وأثنى أسامة على منفذي العمليات.

وهنا لايخفى على أحد أن الأمريكان يلعنون بن لادن جهراً ويمجدونه سراً ، فالرجل قدم خدمات جليلة لهم ما لم يقدمه احد…
فبالإضافة الى تشويه اسم الاسلام في كل مكان حتى أضحى هذا الدين مرادفاً للإرهاب والعنف والقتل وسفك الماء بلا مبرر ، فإنه ساهم بصورة غيرمباشرة في إنعاش الاقتصاد الامريكي.

توقعات .. تخمينات وشكوك ونكت تبادلها الجمهور على وسائل الإعلام المختلفة من بينها نكته تقول مصادر مسؤولة تؤكد أن تتائج تشريح جثة بن لادن تشير إلى أنه مات نتيجة إبتلاعه جرعة زائدة من اللفائف المحشوة بالبارود!! في إشارة إلى القصة المفبركه التي حيكت عن أسباب وفاة خالد سعيد رحمه الله.

الشكوك خيمت على الموقف بصورة كبيرة فالبعض يشكك حتى الآن في وفاته لما لا فحركة طالبان تنفي ، وصدام حسين لايزال على قيد الحياة كما ظهر في تسجيل صوتي له وصدقه البعض ، كذلك عودتنا الإدارة الأمريكية على الكذب مراراًُ وتكراراً ألم تقل أن الحرب على العراق كانت للتخلص من أسلحة نووية هناك ثم لم تعثر على أياً منها فمن يصدقها بعد اليوم ، إنها لعبة جديدة من ألاعيب الولايات المتحدة لما لا ولديها المصلحة فهي تريد أن تنسحب من أفغانستان بعد أن تكبدت خسائر كبيرة هناك على مدى السنوات الماضية ، ولكنها تريد أن تنسحب مرفوعة الرأس وقد حققت مبتغاها في الحرب على الإرهاب ، وقتلت رأس الأفعى ، ولكن القاعدة أفعى لها ألف رأس وذيل!!

بن لادن لايزال حياً يرزق ، هكذا يظن البعض ، والكل بانتظار شريط الفيديو القادم له على الانترنت ، ليثبت كذب الولايات المتحدة فكل ماتفعله مزيف ، والدليل الصور التي نشرت لجثته عبر كبريات وكالات أنباء العالم و أهم المحطات التلفزيونية التي سارعت إلى سحب صورة روج لها على نطاق واسع على أنها لجثة الشيخ أسامة بن لادن بعد مقتله،بعدها اتضح أن الأمر يتعلق بصورة مفبركة ببرنامج تعديل الصور الشهير فوتوشوب كان قد سبق عرضها على الإنترنت في عام 2009.

البعض الآخر لم يكذب مقتل بن لادن ، ولكنه أكد أنه مات منذ أحداث الـ 11 من سبتمبر، وأن الكشف عن مقتله لم يتم سوى الآن ، الكذب في التوقيت ربما يعود إلى الثورات العربية القائمة الآن ، فأميركا تريد التفرغ للثروات التي تنتظرها في ليبيا والبلاد العربية الأخرى وقد اصبح أمر بن لادن عائقا كان لا بد من وضع نهاية له.

وربط البعض الآخر بين الإعلان عن مقتل بن لادن ومساعي الرئيس الأمريكي للترشح لفترة رئاسية ثانية أوباما أكد أن نتائج تحليل الحمض النووي تثبت أن بن لادن قتل ، وأن العالم لن يشاهد بن لادن يسير على الأرض مرة أخرى، ومثل هذا الخبر كفيل بإنجاح أوباما في الانتخابات الرئاسية القادمة شرط أن لايفتضح أمره وأن تبقى الكذبه ذات أرجل فيكون هو الرئيس الوحيد الذي استطاع أن يوجه إلى الإرهاب ضربة قاسية وصفعة قوية وهزيمة تاريخية مدوية!!

ولكن هل تمر الصفعة دون رد؟! أشك في ذلك فالتهديدات بعمليات إنتقامية تسارعت فور الإعلان عن مقتل بن لادن ، فيقول أحدهم معلقاً على مقتل بن لادن ” خدعوك فقالوا يختفي الإرهاب بموت أسامة بن لادن… مثلما قالوا انتهى العنف في العراق بموت صدام!!.

فضلاً عن التعاطف الكبير من قبل فئات واسعة رأت في بن لادن رجلاَ عاش مجاهداً ضد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق ، ومات شهيداً بأيدي الأعداء الأمريكان وعلى رأسها حركة حماس في فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي في مصرالتي نعته باعتباره شهيد الإسلام، وكذلك كان حال بعض الأفراد اللذين لاينتمون صراحة إلى تلك الحركات ولكن يؤمنون بأفكارها أو على الأقل تعاطفوا مع بن لادن بسبب الطريقة التي قتل بها، فإذا كان بن لادن مات فإن أفكاره لم تمت ، بل قد يشكل ولادة جديدة لتنظيم القاعدة على طريقة سيد قطب ، ولقد فوجئت بأحد الأشخاص يقول على الفضائيات تعقيباً على مقتل بن لادن “من كان يؤمن ببن لادن فإن بن لادن قد مات ومن كان يؤمن بأفكاره فإن أفكاره حية لن تموت”!!.

وخلال ساعات من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أنشاً المتعاطفين معه حوالي 119 صفحة ومجموعة تحت اسم “كلنا أسامة بن لادن” أكثرها أعضاء ضم 9 آلاف مشترك، معلنين أن شهادته ستعطي قوة دافعة لجيل كبير من الجهاديين.

من ناحية أخرى أدان عدد كبير من الناس الطريقة التي قتل بها بن لادن وإلقاء جثته في البحر حيث كانت الأغلبية ، وأنا من بينهم أفضل أن يقدم للعدالة على الأقل بهدف التعرف على الخلايا العامله معه في جميع أرجاء العالم ، كما أن من حق هذا الشخص الدفاع عن نفسه ، وأعود لأتساءل “هل قتل شخص يجعل العالم أكثر أماناً؟!.

مجلة “تايم الأمريكية” تسائلت عبر موقعها عن سر التسرع في التخلص من جثة ابن لادن، وطرحت سؤال “لماذا يدفن ابن لادن في البحر بهذه السرعة؟”مما زاد الشكوك حول حقيقة مقتله، ولكن المجلة عادت لتجيب عن السؤال قائله “قد يكون السبب في اختيار البحر ، وعدم دفنه في قبر هو تجنب تحوله إلى مزارلأتباعه”.

وفرح البعض الآخر بمقتل بن لادن باعتباره “أساء للعرب والمسلمين بعملياته الإرهابية”،وقال أحدهم عبر صفحات تويتر”أمير تزوج (الأمير وليام) والفتي السيئ مات (بن لادن)، إنها حقا نهاية أسبوع من عالم ديزني لاند”،وقال آخر” أعتقد أن ابن لادن سيلتقي الزعيم النازي هتلر في الجحيم” رابطا بين مقتل الرجلين في أول يومين من شهر مايو، وتبقى التساؤلات مشروعة إذ يسأل أحدهم “بعد موت ابن لادن هل مازال مطلوباً منا أن نخلع أحذيتنا وأحزمتنا في المطارات؟!” ، مشيراً للتعامل المشدد في المطارات الغربية مع العرب عامة والسعوديين خاصة بسبب شبهة صلتهم بابن لادن…

إذاً كانت نهاية الفيلم سعيدة في نظر البعض ومؤلمة في نظر الآخرين ، وبمقتل بطل الفيلم يبدو أن أحداث الجزء الثاني ستحتوي العديد من المفاجآت وستكشف الأيام القليلة القادمة عن الجزء الثاني من فيلم القاعدة فمن سيكون البطل وكيف ستدور الأحداث حتى مشهد النهاية ، وياخبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش!!

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com