“تقرير” .. البحر الأحمر جواد اليمنيين الرابح لوقف الحرب
477
يمني برس – تقرير / إبراهيم الوادعي:
طغت تصريحات الرئيس صالح الصماد بخصوص التصعيد العسكري على ما عداها من الجوانب السياسية في اللقاء مع نائب مبعوث الأمين العام إلى اليمن معين شريم والذي زار صنعاء بغرض إجراء تقييم حول إمكانية استئناف وانعقاد طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سلمي.
تصريحات الرئيس الصماد حول اللجوء إلى إغلاق الملاحة الدولية في البحر الأحمر كانت مفاجئة للمبعوث الأممي، ولجميع الأطراف التي أراد الصماد أن تصل إليها الإنذار اليمني.
ونجح رئيس المجلس السياسي الأعلى في أن يكون الرابح الأكبر من الزيارة الأممية لصنعاء، وهو خاطب العالم من على منصة الأمم المتحدة داعيا إياها للتحرك للحفاظ على مصالحها، والية ذلك هو وقف العدوان على الشعب اليمني الذي سيغادر مربع المتفرج على مصالح العالم تصان وبواخره تمخر عباب البحر الأهم عالميا أما ناظري شعب تهدر حقوقه ويحاصر منذ ويعتدى عليه منذ 3 سنوات والعالم صامت.
ويمكن القول إن صنعاء تقرأ الواقع الدولى بشكل صحيح وتعلم أن الصراع عالميا يكمن اليوم في الممرات المائية الحيوية للاقتصادات العالمية الكبرى والصاعدة، وهي نجحت في نقل الصراع إلى منصته الحقيقية وتضع اليمن في موقع اللعب مع الكبار وبما يتجاوز “أرجوزات” أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ويغدوا الرد على تصريحات الصماد مناطا بالبيت الأبيض ذاته من يرعى العدوان ويقوده عمليا، ومعنيا بالوقوف عليها مختلف دول العالم.
فتهديدات الصماد بإقفال الملاحة في البحر الأحمر يضع مصالح الدول الصناعية الكبرى و اوربا على حافة الخطر، ويهدد خط الإمداد الرئيسي للطاقة والتجارة الدوليين بالخطر، ولا يمكن لدولة كالصين الصمت حيال أن تدفع الولايات المتحدة بالوضع في هذا الممر المائي الحيوي الى هذا الوضع الذي يهدد مكانتها الاقتصادية – الصين افتتحت نهاية العام 2017م اول قاعدة عسكرية خارج أراضيها في جيبوتي على الشواطئ الجنوبية للبحر الأحمر .
أوروبا القلقة من السياسة الأمريكية الخارجية وخصوصا في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تستطيع تحمل هذا الوضع الذي قد تصل فيه أسعار الطاقة إلى مستويات لا يمكن لاقتصاداتها تحملها، وهي تلتقي مجتمعة اليوم الخميس 11 يناير الجانب الإيراني عشية انتهاء المهلة الممنوحة لترامب لإعادة العقوبات على إيران المرفوعة بموجب الاتفاق النووي او الالتزام بهذا الاتفاق في رسالة أوربية بأنها غير معنية بما قد تتخذه أمريكا من موقف إزاء الاتفاق النووي والعواصم الأوروبية ماضية في الاستقلال عن السياسات الأمريكية في كثير من القضايا تتصل بعمل الناتو وملفات سوريا وتركيا والتعامل مع روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إنه من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب قرارها يوم الجمعة إن كان ستواصل تعليق العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية مثلما نص الاتفاق النووي..
ومحليا فقد قوبل انذار الصماد البحري بارتياح كبير لثقة بأن رئيس الجمهورية اليمنية لم يكن ليعلن ذلك للعالم عبر مبعوث المنظمة الدولية لو لم تكن القوة اللازمة متوافرة وظروفها باتت مهيأة لتحقيق هذا الهدف العسكري الاستراتيجي.
وينظر اليمنيون إلى أن شل الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر سيدفع العالم الحريص على مصالحة إلى البحث جديا في إيقاف العدوان على اليمن بدل الوقوف موقف المتفرج والقتل يستحر في جميع المناطق اليمنية بفعل المال الخليجي المدنس، غير آبهين بما قد يقدم عليه تحالف العدوان، الذي استنفذ خياراته العسكرية ويفرض حصارا قاسيا منذ 3 سنوات، ولم يعد لدى اليمنيين ما يخسرونه بعد أن دمرت مئات الآلاف من الغارات كل شيء.
زيارة شريم أتت في ظل تصعيد عسكري كبير في مختلف الجبهات من قبل قوى العدوان، في الجزء الأكبر منه محاولة اظهار التماسك بالإصرار على الحرب عقب سقوط ورقة صالح التي أنفق عليها كثيرا، من يد الرياض والإمارات في غضون 60 ساعة من اتخاذ القرار باستعمالها.
وفي جزء من الزيارة الأممية تحت هذا العنوان محاولة فهم جديد للداخل اليمني الذي تغير منذ 21 سبتمبر 2014م ،من قبل المجتمع الدولي والوقوف عن كثب وبعيدا عن البروبجندا الإعلامية لقوى العدوان حول حقيقة الوضع اليمني، وكانت تصور انصار الله التيار الثوري بكونهم يلتحفون غطاء صالح السياسي والعسكري، للبقاء والصمود طيلة 3 أعوام من المواجهة العسكرية ، ليتضح صبيحة الـ 2 من ديسمبر بأن صالح كان سرابا سوق لخديعة العالم والداخل اليمني أيضا ، وانه لم يكن أكثر من ورقة احتفظت بها أبوظبي وتحديدا ولي العهد محمد بن زايد لتحقيق نصر على غرار الانتصارات الأمريكية الخاطفة والمبهرة في العراق على سبيل المثال، لكن الميدان اليمني كان مختلفا ونتيجته كانت مفاجئة .
واضطر أحد صحافيي تيار الإخوان الذي يقاتل في ركاب السعودية منذ الأيام الأولى لعاصفة الحزم إلى الاعتراف والقول بأن ما جرى في صنعاء يومي الثاني والثالث من ديسمبر خارق للعادة ويتجاوز قدرات البشر إلى تدخل ألهى واضح، وبالتالي فان تصريحات صنعاء بإقفال الملاحة في البحر الأحمر وارد وستغدوا تطمينات التحالف السعودي للعواصم العالمية بحسم معركة الحديدة صعبة أو ضيقة في زمان المراهنة عليها.
لم تكن زيارة نائب المبعوث الأممي معين شريم أيضا كسابقات لقاءات وزيارات المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ الذي غدا مرفوضا، إلى صنعاء ولقاءاته بالأطراف السياسية فيها والتي تشكل قوام الوفد الوطني المفاوض.
فصنعاء في المرة المقبلة لن تكون على طاولة المفاوضات أطرافا سياسية في مقابل سلطة عميلة محكومة بالكامل للسعودية والإمارات، لقد تبلغ الموفد الأممي أن حكومة صنعاء ستشكل وفدا موحدا يعبر عن كونها السلطة الشرعية والشعبية لليمنيين وتحكم 70 % من الكثافة السكانية، فينا تعتبر ال 30% بأنهم واقعون تحت الاحتلال ومن واجبها العمل على تحريرهم.
رسائل الصماد البحرية المدعومة من الشارع التواق للانتصار ووقف الحرب ورفع الحصار ومعاقبة العالم الصامت إزاء مايرتكب بحقه من جرائم بشعة منذ 3 سنوات، عززتها القوة الجوية بمنظومات الدفاع الجوي المتطورة التي كشف عنها بإسقاط واصابة طائرتين حربيتين للعدوان في غضون 24 ساعة ووثقت بالصورة قدرتها على تهديد عماد التفوق الجوي لدول العدوان، وفي مجمل الزيارة الأممية والرسائل التي حملها شريم ان مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة قد بدأت وتعلنها صنعاء من على منصة الأمم المتحدة وليس عتبة البيت الأبيض كما فعلت الرياض مستهلة عاصفة حزمها، وأن الزمن الذي يقتل فيه اليمني ويكتفي العالم بالمشاهدة قد انتهى، وسيجد هذا العالم نفسه مجبرا على التدخل لوقف الحرب أو دفع فاتورة الحماقة الأمريكية في المنطقة.