تهديدات الرئيس الصماد بقطع الملاحة الدولية سبقها امتلاك المجلس السياسي لهذه المعلومات
549
يمني برس – تقرير خاص لموقع المساء برس
قبل التهديدات التي أطلقها رئيس المجلس السياسي صالح الصماد أمام نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم سبق أن كانت صنعاء على علم كامل بوجود ترتيبات لتدخل عسكري أمريكي مباشر في اليمن بعد فشل التحالف عسكرياً وخصوصاً في الساحل الغربي.
المعلومات التي وصلت سبق أن كشفتها لـ”المساء برس” مصادر خاصة متواجدة في العاصمة المصرية القاهرة، وتؤكد أن التدخل الأمريكي المباشر جاء بطلب إماراتي، ووفقاً لتلك المصادر فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على التدخل العسكري المباشر في اليمن غير أن موافقته لا تزال متوقفة على تصويت الكونجرس الأمريكي على هذا التدخل وهو الأمر الذي أفادت بشأنه المصادر الخاصة أنه بات شبه مضمون، حيث الأغلب من أعضاء الكونجرس سيصوتون بالموافقة مع وجود معارضين.
وأضافت المصادر أيضاً أن ضباط في البنتاجون “وزارة الدفاع الأمريكية” يقترحون أن يكون التدخل العسكري الأمريكي مقتصراً على الشريط الساحلي دون التوغل في المناطق الجبلية لتفادي أي خسائر بشرية في صفوف قواتهم.
ويرى مراقبون أن تهديدات الصماد كانت بمثابة الرسالة التي أرادت سلطات صنعاء إيصالها لواشنطن في حال قررت الأخيرة التدخل العسكري المباشر في اليمن.
وفي الوقت الذي يسعى فيه التحالف بقيادة السعودية والإمارات إلى بدء التمهيد لهذا التدخل سعت الرياض إلى عقد مؤتمر صحفي للمتحدث باسم قوات التحالف “تركي المالكي” والذي قال فيه إن “جماعة الحوثي تدرب عناصرها على استهداف حركة الملاحة” وأن “ميناء الحديدة صار نقطة انطلاق لعمليات تهدد الملاحة البحرية”.
وفي الوقت الذي دعا فيه المالكي الأمم المتحدة “القيام بمهام الإشراف على ميناء الحديدة” وهو الأمر الذي تدرك السعودية وغيرها أن صنعاء ترفضه جملة وتفصيلاً وتعتبره استسلام وتسليم بالسيادة والأرض اليمنية، يقول المالكي في نفس المؤتمر أيضاً أن “على المجتمع الدولي واجب المبادرة لإخضاع مليشيا الحوثي للمتطلبات الدولية” في إشارة منه إلى دعوة غير مباشرة، فقط أمام الإعلام، تمهد للتدخل العسكري الأمريكي المباشر بذريعة حماية الملاحة البحرية.
اللافت في المستجدات الأخيرة أن المالكي قال إن ناقلة نفط سعودية كادت أن تتعرض لهجوم مطلع الأسبوع الجاري.
ووفقاً لما نشره موقع إذاعة مونتكارلو عن المالكي “أن التحالف أحبط هجوماً لمقاتلي الحوثي على ناقلة نفط سعودية قرب ميناء الحديدة حيث دمر التحالف قارباً يحمل متفجرات أثناء توجهه صوب الناقلة يوم السبت”.
في مقابل ذلك لم تعلن سلطات صنعاء تنفيذها أي هجوم على ناقلة النفط السعودية، كما لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي على تصريحات المالكي أمس الأربعاء.
وفي الوقت ذاته لم تعلن السعودية عن إحباط الهجوم المفترض في حينه، وهو الأمر الذي يدفع إلى التشكيك في ادعاءات المالكي خاصة وأنها تأتي بعد نتائج زيارة نائب المبعوث الأممي معين شريم لليمن ولقائه بسلطات صنعاء، وهي سلطة الأمر الواقع، وليس بالطرف المفاوض عن أنصار الله والمؤتمر.
وتجدر الإشارة إلى أن ادعاءات المالكي بإحباط هجوم على ناقلة نفط سعودية، ادعى أن الهجوم حدث السبت الماضي أي قبل أن تطلق صنعاء تهديداتها أمام نائب المبعوث الأممي الذي التقى به الصماد يوم الإثنين.
ويرى مراقبون أن استغلال التحالف لتهديدات الصماد بقطع الملاحة البحرية عبر استهداف سفن التحالف بما فيها ناقلات النفط السعودية، وتصوير الوضع في الساحل الغربي على أنه تهديد وشيك ويستدعي تحرك دولي.. يراه مراقبون أنه تمهيد إعلامي بعمل عسكري جديد في الحرب على اليمن وهذا العمل هو التدخل الأمريكي المباشر.
وأن يطلب التحالف تدخلاً أمريكياً مباشراً في اليمن بعد أكثر من ألف يوم من الحرب بمختلف أنواع الأسلحة وامتلاك الجو بالإضافة إلى حصار خانق طوال الحرب يعتبر بمثابة الاعتراف العلني بالفشل العسكري المخزي، وهي نتيجة لا ترغب السعودية ولا الإمارات بمواجهتها، ولهذا فهي تسعى لإيجاد مبرر لهذا التدخل.
وأما تهديدات الصماد فكانت مجرد تذكير وإشعار ورسالة لواشنطن، بأن سلطات صنعاء لديها معلومات سبق وأن امتلكتها وكشفتها بطريقة أو بأخرى عن تدخل عسكري أمريكي وشيك، وسواء أطلق الصماد تهديداته أم لم يطلقها كانت السعودية ماضية في اختلاق ذرائع لهذا التدخل، ولعل الطلبات التي عرضها معين شريم على الصماد بشأن ميناء الحديدة كانت دليل واضح أنها حركة سعودية مفضوحة تهدف من خلالها إلى انتزاع رفض علني من صنعاء، وأمام مسؤول دولي، لتسليم الميناء “الذي يعتبر استسلام وتسليم بالسيادة” وبالتالي فإن هذا الرفض سيكون هو المبرر للتدخل الأمريكي، بعد فترة من التصعيد الإعلامي.
وقد كانت القيادة في صنعاء أكثر ذكاءً من الرياض إذ استغلت زيارة “شريم” لإبلاغه، وبالتالي إبلاغ واشنطن، أن صنعاء تدرك ما تخطط له واشنطن وأن أي تهور سيقود إلى قطع خطوط الملاحة البحرية، وأما اختيار إطلاق التهديد مباشرة أمام مسؤول أممي هو بمثابة إخلاء مسؤولية من صنعاء أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن.