صراع قوى العدوان في المحافظات المحتلة … نذر حرب بالوكالة
صراع قوى العدوان في المحافظات المحتلة .. نذر حرب بالوكالة
يمني برس:
تصاعدت وتيرة المواجهات العسكرية بين ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وقوات ما تسمى “الشرعية” المسنودة من السعودية في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة خاصة سقطرى وأبين.
وتجددت في محافظة أرخبيل سقطرى أمس المواجهات بين مليشيا المجلس الانتقالي وقوات ما تسمى الشرعية، حيث قصفت مدفعية الانتقالي منازل المواطنين في حديبو مركز المحافظة، وسط مناشدات من السكان بإنقاذهم وحماية سقطرى، التي تعد من مواقع التراث العالمي، من عبث قوى العدوان.
وبحسب مصادر محلية، لم تحرك القوات السعودية المحتلة بسقطرى أي ساكن إزاء قصف مليشيا الانتقالي منازل المواطنين رغم قربها من أماكن تمركزهم.
ويطالب أبناء سقطرى برحيل التحالف السعودي الإماراتي الذي تكشفت أهدافه وأطماعه في السيطرة على الجزر والممرات المائية الإستراتيجية وعدم اكتراثه بمعاناة المواطنين.
اشتباكات في أبين:
كما تجددت أمس واليوم الإشتباكات المسلحة بين قوى العدوان في منطقتي الشيخ سالم والطرية بمحافظة أبين، اُستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت قتلى وجرحى.
وتشهد محافظة أبين مواجهات مسلحة منذ منتصف مايو الماضي، بعد رفض ميليشيا الانتقالي الانسحاب من مدينة زنجبار، مركز المحافظة، مشترطةً مقابل ذلك انسحاب وحدات من قوات ما تسمى “الشرعية” من مدينة شقرة المحاذية لمدينة زنجبار.
وتكشف البيانات والتصريحات الصادرة عن الأطراف المتصارعة عن وجه آخر لاحتقان آخذ في التصاعد، يشير إلى تصدّعات بين دولتي العدوان السعودية والإمارات واحتمال اندلاع معارك ومواجهات عسكرية بالوكالة خصوصاً عقب إعلان الانتقالي حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية أواخر أبريل الماضي.
وإثر ذلك الإعلان شهدت مدينة عدن “انتشاراً مكثفاً” لقوات أمنية وعسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وأعلن المجلس السيطرة على المؤسسات والمرافق الحكومية في محافظة عدن فضلاً عن موانئ عدن ومطارها الدولي، إلى جانب نهب مليارات الريالات من العملة المطبوعة في الخارج.
الانقلاب الثالث:
ويُعتبر هذا هو الانقلاب الثالث الذي يعلنه الانفصاليون المدعومون من الإمارات، حيث دعمت أبوظبي في الرابع من مايو 2017، ما أطلق عليه “إعلان عدن التاريخي”، والذي جاء كرد فعل على إقالة هادي لمحافظ عدن الأسبق عيدروس الزبيدي.
وفي أغسطس 2019، انقلب المجلس الانتقالي للمرة الثانية بعد إعلان “التعبئة العامة” ودعوة أنصاره لمحاصرة قصر معاشيق الرئاسي، حيث تم اجتياحه والسيطرة على المعسكرات وطرد وزراء ما تسمى الشرعية من عدن.
انقسامات عميقة:
تشهد المحافظات المحتلة انقسامات عميقة بين قوى العدوان، إذ لم تٌعد الأوضاع خافية على أحد، فليست هناك قوة بعينها تسيطر على هذه المحافظات.
وتعثر تنفيذ ما يسمى “اتفاق الرياض” بين قوى العدوان، عقب مواجهات أغسطس 2019، وخاصة البنود المتعلقة بالجانب العسكري، ويتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بتطبيق الاتفاق.
تردي الخدمات:
وشهدت محافظة عدن احتجاجات واسعة على تردي الخدمات الأساسية وانهيار منظومة القطاع الصحي، وطالب المحتجون بتحسين خدمات الكهرباء والماء والخدمات الطبية.
وتسببت الأمطار الأخيرة في غرق المدينة في المستنقعات في ظل غياب لسلطات الاحتلال وإخفاقها في توفير ولو جزء بسيط من الخدمات الضرورية.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل فشل الاحتلال السعودي وما تسمى الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في توفير الخدمات الأساسية وتحسين الوضع الصحي والعمل على انتشال المدينة من المأساة التي تعيشها بها جراء تفشي الأمراض والأوبئة.
محافظ عدن يحذر:
محافظ عدن طارق مصطفى سلام، أكد أن التطورات الميدانية والعسكرية في المحافظات الجنوبية، تلقي بظلالها الكارثية على أوضاع ومعيشة المواطنين.
وأشار إلى أن المحتل يريد أن تظل المحافظات الجنوبية غارقة في الحروب والصراعات ليتسنى له استكمال مخططه التدميري ونهب الثروات ما يفاقم معاناة المواطنين وفقدانهم لأبسط مقومات الحياة.
وحذر محافظ عدن من نتائج الاقتتال بين فصائل المرتزقة بالمحافظات الجنوبية المحتلة وآثارها على حياة المواطنين، خاصة مع تفشي فيروس كورونا.
وفي ظل هذه الأحداث والمواجهات المسلحة يبقى المواطن في المحافظات المحتلة هو الخاسر الوحيد في معركة الحياة، إذ يصارع أوضاعاً إنسانية مأساوية خاصة في عدن التي تفتك بها الأوبئة يتصدرها كورونا مع انعدام الخدمات الأساسية.
(سبأ)