يوم الولاية جزء أصيل من الموروث الإيماني
يمني برس || تقرير_ عبدالودود الغيلي:
لذكرى يوم الولاية أهمية كبيرة لدى كافة أبناء الشعب اليمني ففي الـ 18 من شهر ذي الحجة من كل عام يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة كتقليد سنوي لموروث إيماني اعتادوا على إحيائه منذ قرون.
وتتجلى مظاهر الفرح والابتهاج بهذا اليوم العظيم في كل المحافظات من خلال ما يتم إقامته من فعاليات وأنشطة، وتكمن أهمية إحياء الذكرى والتذكير بمفهوم الولاية في الوقت الراهن نظراً لواقع الأمة وواقع من يحكمها الذين ابتعدوا عن الهدي النبوي وافتقارهم لصفات الحق والعدل والنزاهة والأخلاق، وتوليهم لليهود والنصارى.
وتبرز أهمية الاحتفاء بهذا اليوم لدى اليمنيين في عدة جوانب فهي محطة تربوية لترسيخ ثقافة الولاية في نفوس الأجيال وتجسيد معانيها في مقارعة قوى الطغيان، كما أنها مناسبة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي والاقتداء بمنهجه وسلوكه في العدل ونصرة المستضعفين فضلاً عن أن ذلك يعد تأكيداً على ولاء الشعب اليمني لله ورسوله وارتباطه الوثيق بالإمام علي عليه السلام والتذكير بأن إصلاح حال الأمة وتحقيق قوتها وكرامتها مرهون باتباع هدي النبي والنهج الذي رسمه لتحقيق فلاحها في الدنيا والآخرة.
والحديث عن يوم الولاية “عيد الغدير”، ثابت ومتواتر في كتب الفقه والسيرة النبوية ورواه العلماء ولا خلاف عليه، كما أن الحديث عنه ثابت عن المحدّثين والمؤرخين، لأنه جمع بين الزمان والمكان وعامة الناس، لقول رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم “أيها الناس يوشك أن أُدعى، فأُجيب، ورفع يد الإمام علي وقال “من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار”.
في هذا الصدد أكد نائب رئيس هيئة العلوم والبحوث والتكنولوجيا والابتكار الدكتور عبدالعزيز الحوري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إحياء يوم الولاية والاحتفال به ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو جزء أصيل من الموروث الإيماني، وشكر لله سبحانه وتعالى على إتمام نعمته وإكمال دينه، كما أنه شهادة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم على تبليغه التاريخي العظيم بإقامة الحجة وبكمال الدين.
وأضاف أن مبدأ الولاية في الإسلام مبدأ عظيم ومهم وأساسي، كونه يمثل ضمانة لاستقامة مسيرة الدين، وحيويته وفاعليته، والحفاظ على الأمة من الاختراق.
ويرى الدكتور الحوري أن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام امتداد لولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويحقق التولي الصحيح له صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، الذي يمكن الإنسان المسلم من السير على نهج النبي الكريم.
ولفت إلى أن واقع البعيدين عن التولي الصادق لله ولرسوله وللإمام علي ولأعلام الهدى من آل البيت هو واقع مخزٍ لأنهم مرتبطين في توليهم باليهود والنصارى وبولاية الطاغوت، بالرغم من أنهم يقرون بالولاية التكوينية لله سبحانه وتعالى.
وقال الدكتور الحوري “إحياء يوم الولاية تذكير مستمر بذلك البلاغ العظيم، ليبقى صداه ويصل محتواه إلى الأمة عبر الأجيال، إنه موضوع يعنيها في كل جيل وعصر، وليس فقط يخص الجيل المعاصر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالولاية هي الضمانة لاستمرارية الدين وحيويته، وهي التي تربط الأمة بنور الله وهديه، وتحفظها من الانحراف والضلال، وبتمسكنا بمبدأ الولاية، نضمن لأنفسنا ولأمتنا السير على الصراط المستقيم، ونحظى بعون الله وتأييده ونصره، وبهذا المبدأ نحقق النصر والتوفيق في الدنيا والآخرة”
من جانبه يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي أن يوم الولاية مناسبة عظيمة تجدد فيها الأمة الإسلامية ولاءها لله سبحانه وتعالى، ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وللإمام علي عليه السلام، ولأعلام الهدى من أهل بيت النبوة، كما أنه مناسبة مهمه لتذكير الأمة بالبلاغ الذي بلغ به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتأكيد على أن ولاية الإمام علي امتداد لولاية رسول الله.
وأشار إلى ما ينبه عليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرارا بأن الأمة بحاجة لفهم ما تعنيه الولاية وفق المفهوم القرآني وما ورد في كتاب الله، واستيعاب مبدأ الولاية الذي يحفظ الأمة ويصونها من ولاية الطاغوت.
وأضاف أن مبدأ الولاية يحصن الأمة من تولي أمريكا وطواغيت العصر ويشكل الضمان لإنقاذ الروح المؤمنة وحمايتها من أن تخضع للطاغوت فيستعبدها.
وأوضح النعمي أن إحياء اليمنيين لهذه المناسبة الجليلة رسالة يبعثون بها لكل المسلمين في أصقاع الأرض بأن التولي الصادق لله ولرسوله وللإمام علي ولإعلام الهدى من آل البيت هو سفينة النجاة في الدنيا والآخرة فهو في الدنيا رفعة وعزة وكرامة وقوة وفي الآخرة الثواب والأجر الكريم لاتباع سنة الرسول الأعظم والعمل بتوجيهاته التي كانت انعكاسا للتوجيهات الإلهية.
ولفت إلى أن اعتزاز اليمنيين بإحياء هذا اليوم إنما هو للتأكيد على تمسكهم بنهج الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وتجسيد لحبهم وارتباطهم به، خاصة في هذا الوقت الذي انقاد فيه الحكام العرب والمسلمين إلى تقديم ولائهم لليهود وللنصارى ولطواغيت الأرض.
من جانبه أوضح الناشط الثقافي سمير النمر أن التولي الصادق لقادة الأمة أعلام الهدى هو امتداد لولاية الله ورسوله والإمام علي عليه السلام.
ولفت إلى أن تجديد العهد والولاء للإمام علي عليه السلام وأعلام الهدى كونهم سفينة النجاة للأمة هو انصياع لتنفيذ أمر الله الذي أبلغه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الشأن.
وأكد أن التولي الصادق لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام ولأعلام الهدى من آل بيت رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة من وضعها المتردي وإخراجها من حالة الذل والهوان والضعف إلى القوة والعزة والرفعة والقوة في مواجهة أعدائها.
وحث النمر على التذكير بمفهوم مبدأ الولاية للأمة لحمايتها من الاختلاف والفرقة ومن تولي اليهود والنصارى، وتجسيد المعنى الحقيقي للدين الإسلامي وتحقيق النصر والعزة والمجد للأمة، والعمل على ترسيخ مبدأ الولاية لحماية الأمة من الاختراق، وتحصينها من تأثير أعداء الامة الذين يسعون لطمس هويتها الإيمانية.