رويترز: السعودية تتصدر قائمة مستوردي زيت الوقود الروسي.. تحايل ذكي يكسر الحصار ويُدرّ أرباحاً مزدوجة

يمني برس | اقتصاد

كشفت وكالة رويترز في تقرير لها أن السعودية باتت الدولة الأكبر استيرادًا لزيت الوقود من روسيا، في وقتٍ تتوسع فيه المملكة – إلى جانب الإمارات – في استيراد كميات كبيرة من النفط والغاز الروسيين، ضمن ترتيبات اقتصادية معقدة تمنح الطرفين مكاسب ضخمة وتلتف على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وبحسب التقرير، تعتمد الرياض وأبوظبي على استراتيجية تسويقية تقوم على توقيع عقود بيع النفط والغاز لجهات دولية بعيدة، ثم تفويض روسيا بتنفيذ التوريدات مباشرة عبر “أسطول الظل” الخاص بها. وبدلاً من تحميل الشحنات من الموانئ السعودية أو الإماراتية وتحمل تكاليف النقل والوقود، تقوم الدولتان بالتنسيق مع موسكو لتسليم الشحنات إلى الدول المتعاقدة، مع تسجيل البيع باسم السعودية أو الإمارات، باعتبارهما الطرف المبادر بالطلب.

تقوم روسيا – بموجب هذا الترتيب – بتوصيل الشحنات المطلوبة، فيما تسدد السعودية أو الإمارات قيمة الشحنة لروسيا بأسعار تفضيلية تقل عن السعر العالمي، بينما تحتفظ الدولتان بالفارق كإيراد صافي.

وتحقق هذه الآلية مكاسب للطرفين؛ فالسعودية تحافظ على احتياطها النفطي وتكسب أرباحًا ضخمة دون استنزاف مواردها، بينما تتمكن روسيا من تصريف كميات أكبر من إنتاجها النفطي والغازي، متحديةً بذلك العقوبات الغربية وعزلة الأسواق الأوروبية.

الإمارات بدورها تعتمد آلية مماثلة، وتُحيل إلى موسكو طلبات التوريد الموجهة إلى دول بعيدة في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وجنوب المحيط الهادئ، ما يجعلها طرفاً فاعلاً في منظومة نفطية بديلة تعيد رسم خارطة التجارة العالمية للطاقة.