المنبر الاعلامي الحر

أطفال غزة في قبضة الجوع والاحتلال : شهادات “نازفة” من جحيم الأسر

أطفال غزة في قبضة الجوع والاحتلال : شهادات “نازفة” من جحيم الأسر

يمني برس |
كان فارس مع تسعة من أصدقائه، فتية تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، اقتيدوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من مراكز توزيع في مدينة رفح، جنوب غزة؛ لتأمين لقمة تسد رمق الجوع المتفاقم في القطاع المحاصر والمنكوب.

شهادات صادمة أدلى بها الفتية ، مؤكدين تعرضهم لـ”انتهاكات جسيمة وتعذيب قاسٍ” ، فيما كان جنود الاحتلال قبل اعتقالهم قد أطلقوا النار على أربعة مدنيين بينهم طفل ارتقوا شهداء، وسقط عشرات الجرحى.

يقول أحد الفتية المحررين: “كانت أمي تقسّم الرغيف إلى نصفين، نصف للصباح ونصف للمساء. كنت أشوف دموعها كل يوم، وما أقدر أعمل شيء… قررت أخرج أجيب أكل، حتى لو بموت”. لكن الموت لم يكن أسرع من المعاناة.

الطفل الذي خرج حافيًا ليحمل لأمه رغيفًا، وجد نفسه مقيّد اليدين والقدمين، ومعصوب العينين، يُحقق معه بلا رحمة، ويُعذب في غرف مغلقة يُطلق عليها المعتقلون اسم “غرف الديسكو”، حيث يُسخّن الهواء حتى الاختناق، ولا يُسمح لهم بالنوم أوالأكل إلا وهم مكبلون.

ويمضي الفتى بالقول، إن الجنود كانوا يقتحمون غرفهم كل ليلة تقريبًا، ويعتدون عليهم بالضرب العنيف والهراوات، ويلقون قنابل داخل أماكن احتجازهم.

كما يحُرم المصابون منهم من الرعاية الطبية رغم مناشدات زملائهم، بينما عانى هو من نوبات تشنج متكررة ونزيف من الأذن.

ويروي فتى آخر جانبًا من المأساة: “أمسكني أحد الجنود من رقبتي ورجلي، وأبلغني أنه سيلقيني من فوق أحد الأسطح من الطابق الخامس إلى الأرض، وجاء جندي آخر أخدني منه، وبدأ يحقق معي، ويسألني عن منطقة سكني وعن خيام النازحين، وعن أفراد حماس.

“رديت مش عارف أنا لسه ولد صغير وكل وقتي الدراسة والدار، قلي أنت كذاب، وربطني بحبل من خلف الرقبة والقدمين ورماني من فوق الطابق الخامس. حسيت بخوف غريب، لكن الحبل كان مربوطًا لم يصل إلى الأرض، وبقي مرتفعا عنها حوالي نص متر، وبعدها سحبني لفوق وقلي حقتلك”.

في 24 يوليو الجاري، تم الإفراج عن الفتية عبر معبر كرم أبو سالم، وظهروا داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، بحالة صحية ونفسية متدهورة للغاية، تعكس حجم ما تعرضوا له من تعذيب وإذلال، بعد رحلة تجويع واعتقال وانتهاك لكل قيمة إنسانية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وثّق شهاداتهم، مؤكدًا أن هذه التجاوزات ترقى إلى “جرائم مركّبة” تهدف إلى إذلال الفلسطينيين وتجويعهم، بل وقتلهم، من خلال استهداف مباشر حتى في أماكن توزيع المساعدات، التي يفترض أن تكون مراكز أمان لا فخاخ موت.

المركز أدان بشدة استهداف الأطفال، وأكد أن آلية توزيع المساعدات الحالية لا تفي بأي معيار إنساني، بل تُستغل سياسيًا وعسكريًا لفرض مزيد من الحصار والتهجير على سكان غزة، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، والإفراج عن كافة الأطفال المعتقلين.

قد يعجبك ايضا