العدو الصهيوني فشل عسكريًا ولجأ إلى استعراض دموي ضد المدنيين
يمني برس | شهدت العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف مجزرة وحشية جديدة ارتكبها كيان العدو الصهيوني، بغارات استهدفت الأحياء المدنية والمنشآت الخدمية، أمس الأربعاء، وأسفرت عن 35 شهيداً و131 جريحاً في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ وسط المنازل والمباني المدمرة.
الجريمة التي ترتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان أثارت إدانات واسعة وتحليلات سياسية وعسكرية، أكدت أن العدو يعيش حالة ارتباك استراتيجي عميق، وأن الرد اليمني قادم في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة دعماً لغزة وصمودها الأسطوري.
وزارة الصحة اليمنية وصفت ما جرى بأنه جريمة حرب كاملة الأركان، مؤكدة أن الغارات استهدفت عمداً الأعيان المدنية والمرافق الخدمية والسكنية.
وقال الناطق باسمها أنيس الأصبحـي إن الحصيلة بلغت حتى الآن 28 شهيداً و113 جريحاً في صنعاء، و7 شهداء و18 جريحاً في الجوف، مشيراً إلى أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار البحث عن المفقودين.
وأضاف أن هذه الجرائم لن تكسر إرادة الشعب اليمني، بل ستزيده عزيمة في مواجهة العدو.
من جانبه، أوضح الأمين العام للحزب الشعبي الديمقراطي، سفيان العماري، أن استهداف المدنيين دليل على حالة من الارتباك والاندفاع غير المحسوب لدى العدو، الذي فشل في تحقيق أهداف عسكرية حقيقية، ولجأ إلى استعراض إعلامي فارغ.
وأكد أن العمليات اليمنية الأخيرة أربكت حسابات الكيان بعد أن استهدفت مواقع حساسة بينها مطارات مرتبطة بمفاعل ديمونة، وهو ما ضيّق خياراته وجعله في موقع دفاعي مرتبك.
بدوره، شدد عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، حميد عاصم، على أن القصف طال منطقة التعالِي التي تضم المتحف الوطني والمباني التاريخية، في محاولة للنيل من الهوية الحضارية لليمن.
وأوضح أن العدو استهدف أيضاً البنك المركزي في الجوف، ما يعكس عجزه عن مواجهة القوة العسكرية اليمنية، فلجأ إلى الانتقام من المدنيين والصحفيين. وأكد عاصم أن الشعب اليمني يقف بثبات إلى جانب القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية، مشيراً إلى أن معركة اليمن جزء من معركة غزة ضد الإبادة والتهجير والتدمير.
وفي قراءة موازية، رأى البرلماني التونسي السابق والمحلل السياسي الدكتور زهير مخلوف أن استهداف المدنيين يعكس فشلاً استخباراتياً وعجزاً عسكرياً لدى كيان العدو الصهيوني، مؤكداً أن بنك أهدافه قد فرغ وأنه بات غير قادر على المواجهة الشريفة.
وأضاف أن هذا التوحش يعبر عن عجز في اليمن كما في غزة وعموم المنطقة، وأن العدو بات يلجأ إلى العقاب الجماعي بعد أن فشل في تحقيق أي إنجاز حقيقي. وأكد مخلوف أن هذه الجرائم ستزيد اليمنيين إيماناً بقضيتهم وتصميماً على مواجهة العدو بلغة القوة والسلاح.
استهداف صوت الحق في مواجهة التوحش
من جانبه، قدّم الخبير السياسي والعسكري رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية د. جمال زهران خالص التعازي للشهداء في اليمن، وقطر، وغزة، والضفة الغربية، مؤكداً أنهم جميعاً “شهداء على طريق القدس”. وأوضح في حديثه لقناة المسيرة أن كيان العدو الصهيوني يدرك خطورة الإعلام المقاوم، ليس في اليمن فحسب، بل في غزة والضفة وجنوب لبنان، حيث تجاوز عدد الشهداء من الصحفيين والإعلاميين المئتي شهيد، في محاولة لإسكات الصوت الحر وكتم الحقيقة.
وأشار زهران إلى أن اليمن بات يمثل خطراً وجودياً على العدو من خلال الصواريخ والعمليات العسكرية اليومية التي تطال عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مطار اللد “بن غوريون”، ويافا “تل أبيب”، ومراكز حيوية أخرى.
وأكد أن هذه الضربات تترافق مع دور إعلامي عروبي كبير ينقله الإعلام اليمني للعالم بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة، وهو ما يفضح جرائم الاحتلال ويُظهر صمود اليمنيين، ويشكل إزعاجاً حقيقياً للعدو الذي يسعى لإسكات هذا الصوت.
وأضاف أن استهداف الإعلام يعكس رغبة العدو في القضاء على “صوت الحق وصوت العروبة وصوت الشهادة”، لأنه يكشف مشروعه التوسعي المسمى “إسرائيل الكبرى”، والمدعوم أمريكياً، والذي يحاول تمريره عبر الاعتداءات المتكررة على العواصم العربية.
ولفت زهران إلى أن العدو بات في حالة فقدان للسيطرة وتخبط جنوني، حيث يشن غارات شبه يومية على أكثر من عاصمة عربية في وقت متزامن، مستشهداً بضرب دمشق وقطر في يوم واحد، ثم صنعاء في اليوم التالي، وغزة في اليوم الثالث، والعراق أو غيره في أيام لاحقة.
واعتبر أن هذا النمط من السلوك العدواني يعكس إفلاساً استراتيجياً وتخبطاً سياسياً وعسكرياً، ويؤكد أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجودية خانقة تجعله يهاجم الجميع دون حساب للعواقب.
المجزرة الأخيرة تأتي في سياق إقليمي مشحون منذ بدأ العدوان على القطاع، حيث يواجه العدو أزمة عسكرية وسياسية غير مسبوقة، فشل في غزة، وفتح جبهة جديدة مع اليمن، ما زاد تعقيد المشهد الاستراتيجي.
ولجوؤه إلى ضرب المدنيين ليس سوى انعكاس لعجزه وفقدانه القدرة على الحسم، ما يؤكد تراجع نفوذه وتآكل صورته الإقليمية.
أمام هذه الجرائم المتواصلة بحق الشعب اليمني، بات واضحاً أن خيارات الصبر قد استنفدت، وأن الرد القادم لن يكون محصوراً على بعض الأهداف العسكرية والاقتصادية بل سيمتد إلى غيرها من الأهداف المدنية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث مراكز القرار ومفاصل القوة للعدو.
إن القوات المسلحة اليمنية ماضية في توسيع بنك أهدافها لتشمل المنشآت الاستراتيجية والمطارات والمرافئ الحيوية، في معادلة هجومية رادعة هدفها كسر هيبة العدو وإيلامه في عمقه.
اليمن يعلن أن معركته جزء لا يتجزأ من معركة الأمة الكبرى في فلسطين، وأنه سيبقى سنداً لغزة بالعمليات العسكرية والدعم السياسي والإعلامي حتى تحقيق النصر الكامل.
المستقبل القريب مرسوم بدماء الشهداء وإرادة المقاومة: رد يمني موجع في قلب فلسطين المحتلة، وصمود أسطوري في غزة، حتى يوم التحرير والنصر.