الحشود المليونية تهدر في ميدان السبعين: عامان من “طوفان الأقصى”.. جهاد وتضحية حتى النصر
يمني برس || مقالات رأي:
في قلب العاصمة حيث يقف التاريخ شاهداً وتنبض الأرض بنبض الجماهير احتشدت القلوب قبل الأقدام وامتلأت ساحات ميدان السبعين وساحات المحافظات الأخرى، بملايين الهامات المرفوعة والجباه الساجدة والرايات الخفاقة في مشهد لا يشبه إلا نفسه ولا يشهد له الزمان نظيراً إلا في مواطن الصدق والإيمان.
“طوفان الأقصى .. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر” لم يكن شعاراً يعلو فوق اللافتات فقط بل كان صوتاً يخرج من الحناجر وإيماناً يسكن الأرواح ودرباً تمضي عليه أقدام المجاهدين وصرخة في وجه الظلم والطغيان.
عامان مرا.. لم تخمد فيهما جذوة العزيمة ولم تهدأ فيهما نار الغضب المقدس بل كان كل يوم يكتب فيه سطر جديد من حكاية الصمود.. من غزة إلى صنعاء ومن نابلس إلى صعدة توحدت الجبهات واختلطت التضحيات وصار الأقصى قبلة للقلوب الثائرة ومنارة تهدي السائرين في دروب المقاومة.
كانت الجموع في الساحات لا تعد ولا تحصى وجوه لفحتها شمس الكرامة وأياد مرفوعة بالدعاء وقلوب تهتف للقدس وتبكي شهداءها وتبتهل إلى الله أن يكون النصر قريباً قريباً جداً.
لم تكن المسيرات مجرد فعالية عابرة بل كانت إعلاناً متجدداً للعهد مع الله واستجابة خالصة لندائه:
“وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر…”
إنها رسالة واضحة للعالم: أن هذا الشعب الذي خبر الحصار وتذوق مرارة الحرب لا يلين.. ولا يساوم.. ولا ينسى.. وأن قضية فلسطين بما تمثله من قداسة ووجع لا تغيب عن ضمير هذه الأمة مهما تكالبت عليها المحن.
اليوم..في ميادين العزة دوى صوت اليمن ومعه أصوات أحرار العالم، تقول:
“لن يترك الأقصى وحيداً ولن تكون فلسطين وحدها في الميدان”.
إنها روح الجهاد التي لا تموت ووهج القضية الذي لا يخبو ودرس للعالم أن أمة محمد حين تنهض لا تضعف وحين تجتمع تنتصر.
فلتحمل هذه الجموع رسالتها إلى كل عواصم القرار ولتكن دموع الأمهات وزغاريد الصامدين وأهازيج الجماهير وقوداً لمواصلة الطريق…
حتى يتحقق الوعد ويرفع الأذان في الأقصى حرا وتكسر قيود الأسرى ويعود الحق لأهله ويكتب في سفر التاريخ:
“كانوا هنا.. جاهدوا.. صبروا.. وضحوا.. حتى انتصروا.”
بقلم/ عادل حويس
Comments are closed.