المنبر الاعلامي الحر

المهرة وحضرموت… احتلال يوزّع الولاءات ويُشعل التوتر بين القبائل

يمني برس |  سلط برنامج “ملفات” على شاشة قناة “المسيرة” الفضائية مساء الاثنين، الضوء على ما تشهدهُ محافظتا حضرموت والمهرة، الواقعتان تحت الاحتلال وأدواته، حالةً متصاعدة من الاستقطاب القبلي والفوضى الأمنية، تتجلى في استغلال الانقسامات القبلية وتغذيتها وزرع الفوضى داخل المجتمع.

وضعٌ يحوّل جنوب اليمن إلى مسرحٍ مفتوح للصراعات والمواجهات المسلحة بين القوى المدعومة من الخارج “السعودية والإمارات”؛ إذ استراتيجياتهما لتفتيت النفوذ من خلال العمل على دعم وإنشاء تشكيلات مسلحة ذات توجّه مناطقي لتعزيز نفوذها وتحقيق مطامعها في المحافظات اليمنية الكبرى.

وتتركز المشاريع القديمة للرياض حول الوصول إلى بحر العرب والتوسع الجغرافي داخل حضرموت، حيث تتولى السعودية رعاية ما يسمى “حلف قبائل حضرموت”، الذي يشرف على إنشاء قوة مناطقية لبسط السيطرة على المحافظة، وفي المهرة، تعمل على استقطابٍ واسع لشخصياتٍ من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى الدفع بقواتٍ تكفيرية تحت مسمى “قوات درع الوطن”.

وتشهد حضرموت توسعًا لافتًا في التشكيلات العسكرية التي أنشأتها السعودية مؤخرًا؛ إذ أنشأت مجموعة من معسكرات للمرتزقة تحت مسمى “حماية حضرموت”، وهي قوات جرى تشكيلها في عام 2025م، بهوية مناطقية، وتعمل تحت إشراف حلف قبائل حضرموت، وترفع شعارات الحكم الذاتي، وتنتشر هذه القوات في هضبة حضرموت وعلى خطوط نقل النفط المتجهة نحو الساحل.

وأنشأت وحدات تضم مرتزقة “درع الوطن”، والتي دفعت السعودية بتعزيزات من هذه التشكيلات، التي جرى تجنيد الكثير منها من المجاميع التكفيرية في المحافظات المحتلة، وتم نشر عدد من ألوية “درع الوطن” في وادي وصحراء حضرموت، وتواصل حضورها القوي في المهرة.

وفيما تظل ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى، خاضعة لحكومة الخونة والعملاء والمدعومة سعوديًا، ومتمركزة في مدينة سيئون، تنتشر أيضًا عناصر حزب الإصلاح بدعمٍ سعودي في عددٍ من مناطق المهرة خلال الأيام الماضية.

بدورها، تواصل دويلة الإمارات ترسيخ نفوذها العسكري عبر تشكيلات متعددة، عبر مرتزقة “النخبة الحضرمية”، والتي أنشئت في عام 2016م، بإشرافٍ إماراتي، وتم دمج هيكلها لاحقًا مع المنطقة العسكرية الثانية، وتنتشر هذه القوات اليوم في المكلا وعدد من مديريات الساحل.

كما تم تشكيل ما يسمى “الدعم الأمني”، الذي دفعته أبوظبي في أغسطس 2025م، ويتركز حضوره في مناطق مختلفة من ساحل حضرموت، إلى جانب ما يسمى قوات “دفاع المهرة”، الذي يمثل هذا التشكيل الحضور الإماراتي في المهرة، مقابل التواجد السعودي لقوات درع الوطن.

ويُشير تصاعد التوتر في ساحل حضرموت إلى حدوث مواجهات مسلحة بين التشكيلات الموالية للرياض وأبوظبي، وسط دعوات من مرتزقة “المجلس الانتقالي” لاستنساخ تجربة حلف قبائل حضرموت في الساحل؛ إذ تؤكّد المعلومات إلى حالة استقطاب واسعة تجريها الأطراف المتصارعة لوجهاء القبائل والمكونات الاجتماعية، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة بـ “الوقوف وراء إشعال التوتر في المحافظات”.

 

Comments are closed.