المنبر الاعلامي الحر

هل سيفلح “التحالف” بركوب موجه الانتفاضة الشعبية في الجنوب؟

هل سيفلح “التحالف” بركوب موجه الانتفاضة الشعبية في الجنوب؟

يمني برس : تقرير / جمال محمد الأشول

 

يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات حرف الانتفاضة الشعبية في الجنوب ، المطالبة برحيل الاحتلال السعودي الإماراتي الذى سبب بانهيار العملة الوطنية وتردي الأوضاع المعيشية، ببيان دعا فيه أبناء الجنوب إلى الخروج في مظاهرات حاشدة رفضاً لمشاورات جنيف المقرر انطلاقها في 6 سبتمبر الجاري، احتجاجاً على إقصائه من المشاركة فيها . لكن تلك المحاولة لا تبدو أكثر من وصفة مُجرّبة لمحاولة حرف الهدف الذي خرج الآلاف الجنوبيين من اجلها  .

محاولات لركب الموجه :

لا يبدو أن محاولات المجلس الانتقالي في استثمار المظاهرات الشعبية التي تشهدها معظم محافظات الجنوب المطالبة برحيل الإمارات والسعودية ، ستفلح في كبح فورة الغضب الشعبي في مديريات الجنوب ومدنه على تردي الأوضاع المعيشية، والانهيار المتواصل في سعر العملة اليمنية.

إذ يستشعر أهالي المدينة، الذين يؤكدون استمرار التظاهرات التي تعد شبه يومية والعصيان المدني احتجاجاً على سياسات التحالف السعودي الإماراتي وحكومة هادي لما تسبب من تدهور متسارع ﻻ يتوقف لعملة الريال وما نتج وينتج عنه من تداعيات خطيرة وغير مسبوقة لحياة المواطنين، إضافة إلى التلاعب بأسعار المشتقات النفطية تارة بإخفائها وتارة برفع أسعارها المطرد بصورة تكاد شبه يومية .

، أن تلك المحاولات للمجلس الانتقالي لن تنفع في حرف ثورة الجياع المطالبة برحيل التحالف ، وتطويق المظاهرات العارمة التي تغلي في عدن وبقية المحافظات المجاورة لها ولن توقف جذور الأزمة الاقتصادية المتفاقمة .

 

لا تحالف بعد اليوم :

لليوم الرابع ، على التوالي ، والمحافظات الجنوبية تشهد مظاهرات غير مسبوقة ، استمراراً لسلسلة تحركات تصاعدت وتيرتها منذ ثلاثة أيام لتتوسع الاحتجاجات والعصيان المدني لتشمل معظم المحافظات الجنوبية ،  ورفع المشاركون في التظاهرة شعارات مُندّدة بتردي الأوضاع الاقتصادية جراء ارتفاع الأسعار وتهاوي الريال اليمني إلى مستويات غير مسبوقة بلغت خلال الساعات الأخيرة 595 ريالاً للدولار الواحد.

وكانت مديريات محافظة حضرموت منها سيئون والقطن ومدن الوادي قد شهدت امس احتجاجات عارمة ، ضد حكومة هادي ودول التحالف، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية وأشعلوا الإطارات فيما قام المئات من المحتجين في مدينة سيئون باقتحام المجمع الحكومي. واتهم المتظاهرون كل من التحالف وحكومة هادي بممارسة سياسات تجويع للشعب من خلال قطع المرتبات بالتزامن مع ارتفاع الأسعار.

إلى ذلك اقدم المتظاهرون في المكلا اليوم ، على تمزيق ﻻفتات إعلانية ضخمة علقت على واجهتها صور قادة إماراتيون ومزقوها، مطالبين برحيل من الاحتلال السعودي الإماراتي .

الأمر الذي أثار قيام محتجين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بتمزيق صور حكام الإمارات غضب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش ، واصفاً ذلك عبر تغريده له بتويتر بالسلوك المخزي، متهما حزب الإصلاح بالوقوف وراء الحملات التي تتعرض لها الإمارات والتحالف في المحافظات الجنوبية.

مصادر مطلعة لفتت أن المشاركين فيها لم يَقْصروا هتافاتهم الغاضبة على جهة بعينها من بين الجهات المتصارعة على النفوذ في عدن، بل وزّعوها في أنحاء متضادة من بينها “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي لأبو ظبي الذي يحاول ركوب موجة الاحتجاجات، وتجييرها لمصلحة تحقيق أهدافه السياسية.

وأكدت المصادر، أن الاحتجاجات والعصيان المدني امتد إلى عدد من مدن محافظات حضرموت والضالع ولحج، مشيرة إلى أن هناك تجهيزات لتصعيد الاحتجاجات في مختلف المحافظات خلال الأيام القادمة.

من جهته ، قال القيادي في الحراك الجنوبي حافظ نديم أن التدخل السعودي الاماراتي أوجد حالة من العبث والدمار والتفكك ، مؤكداً أن الاحتجاجات نتاج أوضاع خلفتها التدخلات العسكرية للتحالف السعودي ، مشيراً أن التحالف السعودي لا يحمل أي مشروع لمستقبل اليمن ، مضيفاً أن أبناء الجنوب يطالبون برحيل الاحتلال السعودي الإماراتي

من جهته اعلن الحراك الثوري الجنوبي ، عن رفضة الواضح والصريح من التحالف السعودي الإماراتي ، مؤكداً بانطلاق ثورة شعبية هدفها بوضوح نحو الحرية الكاملة والاستقلال التام ورفض التبعية لأي كان ومهما كانت الظروف والأسباب .وشعارها ” لاتحالف بعد اليوم ” .

جاء ذلك في بيان للمكتب السياسي للحراك حذر فيه اعدم السماح للقوى التابعة للاحتلال الجديد بركوب موجة الانتفاضة ، محذراً من حرف مسار الثورة عن هدفها الرئيسي في الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال القديم والجديد .

 

هادي يفشل في تطويق الاحتجاجات :

في السياق ، عجزت حكومة هادي عن تدارك الأزمة المتفاقمة في ما تُسمى “المحافظات المحررة”، متخذه إجراءات لم تفلح في تطويق رقعة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة على خلفية تردّي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر صرف العملة اليمنية، وسط اغلاق المحلات التجارية أبوابها ووقف حركة البيع .

إزاء تلك المعطيات، تظهر الاحتجاجات الشعبية في عدن ولحج وشبوة والضالع وحضرموت توازياً مع إغلاق المحالّ التجارية وقطع الشوارع والاضراب العام ، وسط تصعيد مستمر ، خصوصاً أن المشاركين فيها يؤكدون مضيهم في تحركاتهم حتى تحقيق مطالبهم، فضلاً عن أن خطواتهم ترفدها خطوات مماثلة في بقية المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها

ويرى البعض في الموجة الجديدة من الاحتجاجات “الشرارة الأولى لبداية موجة غضب ستلتهم الغزاة وتدحض مشاريعهم الهدامة” الذي كانت سبباً في تدهور المعيشة وانهيار العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية  . لكن التحركات، التي لم تأت هذه المرة استجابة لدعوات كيانات سياسية، تبدو محفوفة بخطر الالتفاف عليها من قبل التشكيلات الموالية لأبو ظبي، والتي ترتفع الأصوات المضادة لها هي الأخرى .

وعلى رغم ما تؤكده الحقائق المتقدمة من هشاشة وتضاؤل نفوذ يضربان “المجلس الانتقالي”، إلا أن الأخير يسعى لركوب الموج، وتزعم الاحتجاجات الشعبية في مدينة عدن بهدف تحريكها بالشكل الذي يحقق أهداف المحتل وفق ما حذرت منه قيادات في الحراك الجنوبي مشددة على ضرورة حماية المدنيين من الأخطار التي قد يواجهونها بسبب استبداد قوى المحتل وأدواته.

 

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر jamalalashwal@

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com