المنبر الاعلامي الحر

خطباء واكاديميين يتحدثون لـ ” يمني برس ” على اهمية استلهام المواعظ والدروس في ذكرى مولد الرسول الأعظم

خطباء واكاديميين يتحدثون لـ ” يمني برس ” على اهمية استلهام المواعظ والدروس في ذكرى مولد الرسول الأعظم

يمني برس – استطلاع

في يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من ربيع الأول، شهد العالم حدثا هاما وعظيما حيث أشرقت الأرض بنور ربها؛ بولادة سيد البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه واله وسلم، لتصبح ذكرى مولده مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون في اغلب بقاع الارض، وخاصة في اليمن التي تستعد هذا العام لأقامه أكبر احتفال بهذه المناسبة الجليلة.
يحفر هذا اليوم في وجدان كل مسلم مكانة عالية، ويبقى ذكرى عطرة على قلوب اليمنيين بولادة نبي الأمة.
نبي أخرج أمته من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الله، فكانت ولادته نعمةً عظيمةً أرسلها الله لعباده؛ لينشر النور بدلًا من الظلام، والعدلَ بعد الظلم، لتبدأ معها ايضا مقارعة الظالمين والمستكبرين.
وفي هذه الذكرى الخالدة، كان لابد لنا من الوقوف على العبر والمواعظ والدروس التي نستلهمها من هذه الذكرى وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، لننتهجها في سلوكنا كممارسة فعلية.
وحول هذه العبر والممارسات التقينا بعدد من المشائخ والشخصيات الاكاديمية والدينية والاجتماعية التي تحدثت حول هذا الجانب..

والبداية من الدكتور يوسف الحاضري الذي تطرق إلى ما تعرض له النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حملات حيث تعرض لحملة شرسة من قبل أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية من خلال تشويه سيرته الذاتية ودس الأقوال الكاذبة ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. مبينا ان الرسول الاعظم منزه عن فعل الكبائر وأي أقول لا توافق القرآن الكريم والشريعة الإسلامية السمحة.
وأكد أن الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم هي رسالة للعالم أجمع بأن الأمة الإسلامية تحتفل بميلاد الرحمة والسلام.. احتفال بمخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وشدد على أهمية الاقتداء بأقوال وأفعال الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
وقال: أن ما يعيشه العالم الإسلامي من تفرقة واقتتال سببه تشويه السيرة النبوية والإسلام.. وأن استذكار الرسالة الربانية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي الوحيدة الكفيلة بإخراج الناس مما هم عليه من تفرقة وشتات.

ميلاد الصمود والثبات
وتحدث امام وخطيب مسجد الروض بصنعاء الاستاذ عبدالرب علي بالقول ان يوم ميلاد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، هو ميلاد الأمة الإسلامية لهدايتها إلى الصراط المستقيم، وبه إحياء البشرية بعد أعوامٍ من التيه والضياع، فحمل لواء الحق والرسالة الإسلامية. مؤكدا على أهمية إحياء هذه المناسبة العظيمة مولد رسول الرحمة والإنسانية، والتي أنهت حقبة الجاهلية والظلم، ليشع نور الإسلام والحق على أهل الأرض.
واوضح أن هذه المناسبة فرصة لتعزيز الصمود والثبات في مواجهة العدوان والحصار والاقتداء بالرسول الأعظم كقائد عظيم في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وقال: “لذلك في ذكرى ميلاده لابد من أخذ العبرة والموعظة التي أكّدها القرآن في قول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
وبيّن أن الأمة قبل ولادته كانت في حالة من التيه والضياع، حتى إن القرآن الكريم وصف حالهم بقول الله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}
وذكر أيضاً: “أنهم كانوا في حالة من الفرقة، فلم يكونوا على قلب رجلٍ واحدٍ، وكانوا مستضعفين في الأرض، وخيرات بلادهم تذهب إلى غيرهم، هذا غير الفساد والقتل، وحالة الخيانة والعمالة للفرس أو الروم! فقال تعالى: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}
وجاء مولد خير الأنام؛ لينهي تلك الحالة السائدة، ويصبح لهم شأنهم وقيمتهم في الحياة، لما حمله من دعوة ورسالة، فجاءت ولادته بعد مخاض عسير فيه بشرى، فعند ولادته خرج من أمه نور الهداية والدعوة ملأ مشارق الأرض ومغاربها! ولكن هذا النور لم ينقطع بل يرافق كل مسلم حامل الدعوة في صدره، بتطبيق أحكام القرآن وسنن النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا النور انتشار للدعوة الإسلامية {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

الاحتفال بالذكرى:
من جهته، قال د. رفيق رضوان، بكلية الشريعة والقانون: “إحياء المولد الشريف ما هو إلا تجديد لأواصر المحبة والتعظيم اللازمين في حق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، وهي الرؤية التي لا ينبغي أن تغيب عن شعور المؤمن في أي يوم من أيام السنة”.
وأضاف في حديثه لبصائر: “إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند العلماء والصالحين، منوط بتحقيق مقاصد عظمى بالنسبة للأمة، وذلك من خلال إحداث يقظة على مستوى شعور المسلم، وإنهاض همته نحو الالتزام بالعمل وفق مقتضيات الأحكام الشرعية، وذلك بربط الأمة بسيرة نبيها ومواقفه الخالدة، في سبيل ترسيخ قواعد الإيمان في القلوب، وإحياء بواعث الرغبة نحو المحبوب الأعظم عز وجل”.
ولفت إلى “أن ميلاده لحظات يستحضر فيها المؤمن مواقف السخاء والكرم، والحلم والتواضع، وغيرها من القيم؛ لتجديد ميثاق الالتزام بالمنهج المحمدي في جميع الأحوال، وذلك بغية ربط الأمة بنبيها عليه السلام.
كما أن الاحتفال بالمولد الشريف، هو لحظة لإظهار صورة الإسلام السامية، كطريق للاهتداء بما يستقيم مع الفطرة السليمة، وما يقتضيه الاعتقاد الصحيح، والمعاملة الصالحة”.

تكالب اعداء الله
اما خطيب جامع النور الاستاذ خالد الحنبصي فأكد أن ذكرى المولد النبوي مناسبةٌ أو فرصة لكل مسلم؛ لإعادة حساباته، إذ يتذكر بأن الله اصطفى محمدًا صلى الله عليه واله وسلم على سائر الخلائق؛ ليكون قدوة لهم، عليهم اتباعه والسير على هديه والالتزام بسنته، لاسيما بعد ما تكالب أعداء الله على بلادنا وعلى فلسطين في هذه الأيام.

واشار الى ان الهداية والحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: ان الحق والباطل لا يلتقيان، خاصةً أن الباطلَ يعيشُ من أجل نفسه.
وتطرق الحنبصي الى ان هناك الكثير من العبر والمواعظ، التي يجب على المسلم في ذكرى المولد النبوي معرفتها والاقتداء بها ومنها الجهاد والانفاق والوقوف مع الحق.
ولفت إلى “أن محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام تدخل ضمن اتباع أوامره، واجتناب نواهيه؛ لقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com