المنبر الاعلامي الحر

أمريكا تعيد إنتاج داعش بعنوان جديد: تحذيرات عراقية من “أشباح الصحراء”

.

 

 

يمني برس – 

 “اشباح الصحراء”، هذا هو الاسم الجديد، الذي تتداوله بعض وسائل الاعلام العراقية والعربية حاليا، للجماعات الارهابية المسلحة في العراق، التي كانت تعمل وتتحرك تحت عنوان تنظيم “داعش”.

 

الولايات المتحدة الاميركية هي من يقف وراء لملمة شتات الارهابيين بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها داعش في سوريا والعراق، لإعادة تنظيم صفوفهم وترتيب أوضاعهم بآليات وصيغ أخرى.. وهذا ما تتحدث به مصادر وأوساط ليست ببعيدة عن الدوائر السياسية والاستخباراتية الاميركية.    

 

وينقل موقع “عربي بوست” الالكتروني الاميركي عن مصادر خاصة، معلومات تفيد بقيام الولايات المتحدة الأميركية بتدريب أكثر من الف مسلح في قاعدتي “عين الأسد” و”الحبانية” في محاولة تحاكي تجربة “مجالس الصحوات” التي تبناها قبل اكثر من عشرة اعوام، الجنرال ديفيد بترايوس، وقد اطلق على تلك القوة اسم “اشباح الصحراء”.

 

وبحسب تقرير الموقع المذكور، انه لن تكون لعناصر “اشباح الصحراء”، اي علاقة بالقوات الأمنية العراقية، بل سيكون ارتباطهم بشكل مباشر بالقيادة الأميركية في العراق.

ويؤكد التقرير، “ان عناصر أشباح الصحراء هم بقايا خلايا تنظيم “داعش” ومن عملوا معهم، ومن كان في “الصحوات” سابقا، وان القوات الأميركية قامت بتسليمهم حوالي مئتي عربة مدنية وعسكرية، إضافة إلى تجهيز خمسمئة عنصر منهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي كان يستخدمها تنظيم داعش سابقا”.

 

وتنطوي مثل تلك التحركات والمخططات على مخاطر كبيرة جدا، من شأنها اعادة الاوضاع الامنية الى ما كانت عليه في السابق، وهو ما يعني تكرار كل مشاهد القتل والدمار والخراب والفتن الطائفية.

 

وقد تكون حوادث الاختطاف والقتل الاخيرة التي طالت قبل بضعة أيام عددا من المواطنين المدنيين في منطقتي النخيب والثرثار، بمنزلة إشارات أولية لما يمكن ان يحصل لاحقا من تصعيد وخلط للاوراق من قبل واشنطن والجهات التابعة لها. 

 

وتأتي التحركات الاميركية المريبة متزامنة مع تصاعد التحذيرات من مخاطر استمرار الوجود العسكري الاميركي في العراق، والتأكيد على وجوب انهاء ذلك الوجود بأسرع وقت ممكن.

 

وفي هذا السياق يؤكد النائب عن تحالف الاصلاح والاعمار، ستار جبار العتابي “إن تحرك القوات الأمريكية داخل محافظة الانبار زاد من التحرك الإرهابي خلال الأسابيع الماضية، وان الأمر يتطلب تحريك قوات إضافية لمسك الشريط الحدودي لمنع تسلل الإرهابيين”.

 

ويرى النائب العتابي، ضرورة إجراء تنسيق مشترك مع الجانب السوري للحد من التحركات الإرهابية على الشريط الحدودي.

 

ويذهب المحلل الامني حسين الكناني، إلى أبعد من ذلك، اذ يقول، “ان اميركا تعتقد انها تستهدف “الهلال الشيعي” بين سورية والعراق ولبنان وايران من خلال السيطرة على المنطقة الغربية”.

ويشير الى “ان منطقة وادي حوران والكثير من المناطق الاخرى تمثل ملاذا امنا للارهابيين وخاصة بعد عمليات التحرير التي حدثت في الانبار، حيث هناك قواعد اميركية في تلك المناطق منعت القوات الامنية من استهداف الدواعش، لان اميركا ترى انه يجب قطع الحدود بين العراق وسوريا، كونها تمثل امتدادا لما يسمى بـ”الهلال الشيعي”، وبالتالي لا بد من سيطرة القوات الاميركية عليها مباشرة، او من خلال ايجاد مكون او جهة تشكل ضمانا لعدم اختراقها من الطرفين”.

 

ويضيف قائلا، “إن اميركا توجد وتحاول جاهدة السيطرة على الشريط الحدودي، على الرغم من افشال تلك المخططات من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي، الا انها ـ اي اميركا ـ تعمل على استثمار الجماعات الارهابية، ومن الممكن ان يشكل الارهابيون في المنطقة الغربية عامل ضغط وتهديد للحكومة وللشعب، حيث ان الخطر يكمن في عودتهم بمسميات اخرى”، ولعل “اشباح الصحراء” هي من بين المسميات التي يحذر منها الخبير الامني في حديثه.

 

ويبدو ان لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، ادركت مخاطر وتبعات التحركات والاجندات الاميركية، لذلك فإنها عبرت على لسان احد اعضائها، النائبة ريحان حنا أيوب، عن رفضها ان يكون العراق وطنا بديلا لعناصر تنظيم “داعش” الإجرامي، في اشارة الى وجود مخطط دولي بشأن مصير الدواعش الذين تسلمهم العراق مؤخرا.

 

وأشارت حنا ايوب الى “ان العراق يمر بمرحلة حساسة ومنعطف خطير جدا، ولا يمكن القبول بكل التبريرات عن دخول مجرمي داعش الى الاراضي العراقية”، مؤكدة “ان ابناء الشعب العراقي تمتعوا بالامن والامان منذ تحرير محافظة نينوى ولغاية الان، واستطاعوا ان يتحركوا بحريتهم في كل مكان بالعراق، فلا يمكن لنا ان نعيد مآسي التفجيرات والقتل على الهوية والعرق والدين، من خلال جعل العراق وطنا بديلا لهؤلاء الدواعش المجرمين، عربا كانوا او اجانب، الذين لم يرحموا طفلا او شابا او كبير سن او امرأة”.

 

وتتحدث عضو لجنة العلاقات الخارجية عن وجود مخطط لتهريب الدواعش وابقائهم في العراق بدوامة خوض الحروب بالنيابة عن كل العالم، ليذهب ضحيتها ابناؤه ومدنه وبناه التحتية دون ان تدفع اي دولة من الدول التي يأتي منها هؤلاء المجرمون اي مبالغ لاعادة اعماره بعد ذلك”.

 

وربما يمكن تفسير الاصرار الاميركي على البقاء في العراق، انطلاقا من هذه الوقائع، التي فيها نقاط التقاء كثيرة مع تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل اسابيع قلائل، التي اكد فيها ان قوات بلاده باقية في العراق لمراقبة الشرق الاوسط، وبالتحديد ايران، الامر الذي اثار موجة انتقادات حادة ولاذعة في مختلف الاوساط والمحافل الشعبية والسياسية العراقية.

 

وما يقلق واشنطن وهي تتحرك بهذه الاتجاهات والاجندات الاستفزازية، المواقف العراقية الرافضة لها، بمختلف المستويات، لذلك نراها مرة تحاول تحشيد كتل برلمانية وقوى سياسية للوقوف بالضد من الكتل التي تعمل على تشريع قانون يقضي بإنهاء الوجود العسكري الاجنبي في البلاد، وفي ذات الوقت، تضع العصي في عجلة العلاقات العراقية ـ الايرانية، من خلال استخدام ورقة العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد طهران.

ولأنها فشلت في تفكيك وحل الحشد الشعبي، راحت تعمل على تشكيل مجاميع مسلحة، يمكن ان تكون مضادة له، خصوصا في المناطق ذات الاغلبية السنية، و”اشباح الصحراء”، يأتي ضمن هذا السياق والمنحى الخطير، الذي لا بد من مواجهته والتصدي له مبكرا وقبل فوات الأوان.

موقع العهد  

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com