انصار الله والقضية الجنوبية.. بقلم : علي السراجي
يمني برس – كتابات :
سألني احد الأصدقاء عن رؤيه انصار الله تجاه القضية الجنوبية وقال انتم تدعمون الانفصال عبر اعلامكم (قناة المسيرة) و تسيرون في تأييد مشروع الانفصال من خلال تكرار انصار الله لشعار أحقية تقرير المصير وقال لماذا لا يكون اعلام انصار الله حيادي في هذا الموضوع كما جميع القنوات المحلية الأخرى التي ترفض التعرض لهذا الموضوع سلبا او ايجابا وأخذ يستغرب من موافقتنا على ما يسمى بحق تقرير المصير مشيرا الى ان الوحدة انجاز ويجب الحفاظ عليها بل يجب ان يسير انصار الله في طريق دعم الوحدة ورفض مشروع الانفصال كون الوحدة من صميم الدين وان القران قد أكد على الوحدة وانتم تدعون انكم تسيرون في مسيره قرآنيه …. كان هذا ملخصا للحديث الذي دار بيننا وقد كان جوابي مستندا الى رؤية انصار الله لحل جذور القضية الجنوبية والتي تم تقديمها الى مؤتمر الحوار .
اولا يجب عليكم التفريق بين مفهوم الوحدة الطوعية والوحدة الإجبارية او ما يسمى خيار الوحدة او الموت كما يجب عليكم ان تفرقوا بين وحدة 1990 م والتي ذهب اليها الجنوبيين قبل الشماليين وبين وحدة 1994 م او ما يسمى وحدة حرب الانفصال لكي نستطيع بعدها التفاهم على بقية المصطلحات الأخرى كون الوحدة قبل الحرب بالتأكيد ستكون وحدة اخرى بعد حرب 94 م والتي عانى الجنوب فيها من الكثير من الاضطهاد والاعتداءات والنهب والسلب والاقصاء والتهميش والاستضعاف الامر الذي اوجد الكثير من الكبت الاجتماعي والسياسي داخل المجتمع الجنوبي والذي كان سببا لظهور ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي انطلاق من المظلومية الجنوبية حد تعبيره وبالتالي كان حراكا سلميا مستخدما كل الوسائل السلمية منها حق ما يسمى بتقرير المصير مفوتا الفرصة على من يعتقد ان الحراك كورقه سياسيه هو صاحب المشروع بل ربط أحقية تقرير المصير بالمجتمع الجنوبي والذي كان صاحب الخيار في الوحدة في 1990 م وبالتالي اعطاء الأخوة في الجنوب أحقية تقرير مصيرهم لأنه لا يمكن قتلهم بيد والتمسك بهم باليد الأخرى بحيث يكونوا مقتولين مرتين مره باسم الوحدة و الأخرى نتيجة النهب والسلب والفقر والحرمان من قبل قوى متسلطة .
لقد اكد انصار الله على ضرورة الحفاظ على الوحدة كمكتسب ديني وسياسي ووطني واجتماعي وثقافي واقتصادي لليمن بصوره خاصه وللأمه العربية والإسلامية بصوره عامه رافضين فكرة الانفصال مؤكدا ان المشكلة لم تكن نتيجة وجود خلل في الوحدة بل كانت نتيجة السلطة المتسلطة والأنظمة الفاشلة التي حكمت ولم تقم على اساس بناء دولة الوحدة مقترحين الكثير من الحلول والمعالجات التي اذا تم تطبيقها فأنها سوف تسهم في ترميم الشرخ الحاصل وقد تلخصت رؤية انصار الله بمطالبة الحكومة بالاعتذار للأخوة الجنوبيين عن ما اصابهم جراء الاعتداء عليهم اثناء الحرب كما اقترح انصار الله استخدام اسلوب التفاوض مع القوى الجنوبية والذي تمثل بالحوار الوطني لكي يتم الوصول الى حلول تنهي جذور الصراع وتحمي الحقوق الجنوبية كما يعتبر انصار الله ان ثقافة الهيمنة والتسلط للقوى السياسية في صنعاء هي السبب الرئيسي لما جرى ويجري في الجنوب كون ضعف الدولة وعدم اقدامها على حل القضية الجنوبية بصوره ملموسه في الواقع عبر رد الحقوق ورفع المظالم واسقاط هيمنة القوى الناهبة للأرض والثروات والخيرات هو السبب الرئيسي لظهور الحراك الجنوبي لذى يؤمن انصار الله ان الدولة ستكون قادره على حل جميع المشاكل المتعلقة بالجنوبيين وعندها لن يطلب احدا الانفصال في ظل دوله مدنيه تحمي الجميع وتكفل الحقوق والحريات بشرط وجود توجه ونيه لدى القيادة السياسية لتحقيق ذلك وكذلك عبر انشاء نظام وحدوي يسهم في بناء دولة الوحدة عبر نظام فدرالي او حكم محلي واسع الصلاحيات بحيث يتم اعداد دستور يسهم في تطبيق الحكم الرشيد والذي سيحقق العدل والمساوة للمجتمع بصوره عامه وللجنوبيين بصوره خاصه .
اخيرا لقد اثبت اعلام انصار الله المقروء والمرئي وطنيته العالية و حياديته وكذلك مرونته عبر تطبيق مبدأ الرأي والرأي الاخر وعرض الاخبار بتجرد وواقعيه وبمصداقيه دون التعرض لها او تحويرها كما يفعل الباقون وكون القضية الجنوبية قضيه وطنيه لا يمكن تجاهلها او الوقوف تجاهها موقفا سلبيا نجد قناة المسيرة قد اسهمت وتسهم في ايصال الصوت وتوضيح الحقائق للعامة دون أي مشاركه في صنع الخبر بل تعرض ما تجده من اخبار ومواضيع تخدم الوطن وتسهم في اصلاح حال الجنوب بصوره خاصه و الوطن بصوره عامه .