المنبر الاعلامي الحر

بقلم / علي السراجي ( القبيلة اليمنية تحت البند السابع ) .

يمني برس _ أقلام حرة 

بقلم / علي السراجي 

علي السراجي
كلما اقتربنا من السير في طريق التصحيح والتعديل لأوضاعنا وحياتنا على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي بما يتوافق مع احتياجاتنا ومتطلباتنا وبما يتوافق مع شروط وآلية التغيير التي خرج لأجلها الاحرار ابان ثورة التغيير الاولى تسارع قوى التحجيم والهيمنة محليا واقليميا ودوليا الى السيطرة على الاوضاع وتحديد مسار الحراك بما يتناسب مع مصالحها وسياساتها ويحفظ بقاءها ووجودها.

ان انتقال اليمن من مرحلة الوصاية الإقليمية عبر المبادرة الخليجية الى مرحلة الوصاية الدولية عبر اقرار وضع اليمن تحت البند السابع يؤكد استمرار سياسه الاحتواء والسيطرة بل الانتقال الى سياسة التدخل المباشر عبر القوه بعد التأكد من فشل الاحتواء السياسي خلال السنتين الماضيتين بحيث استمر الحراك الشعبي السلمي في السير في مسيرة التغيير رافضا ممارسة الادوار التي رسمتها المبادرة الخليجية ما جعل المبادرة ضعيفة وغير قادره على السيطرة على الاوضاع والقوى وغير قادره على تحقيق المتطلبات الدولية وعليه يمكن القول ان قرار وضع اليمن تحت الوصاية الدولية بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار يعد قرارا غير منطقيا فكيف يمكن القول ان مؤتمر الحوار قد حقق ما كان مقرر له في حين ان القرار يؤكد ان اليمن دوله فاشله وتحتاج الى تدخل على جميع الاصعده والمستويات بل ان قرار الوصاية يعبر عن خروج مسار التسوية السياسية في اليمن عن سيطرة القوى المحلية والإقليمية والدولية كون الحوار قد افرز حاله من الوعي السياسي لدى معظم القوى الوطنية والاجتماعية بحيث عرقلت هذه المخرجات المشاريع المشبوهة بل اصبح الحوار حاله ايجابيه كان من المفروض ان يؤسس لمبدا التعايش والتفاهم .

ان عودة الحراك القبلي السلمي في اليمن الى الواجهة وخاصه الاحداث الأخيرة في محافظة عمران قد اعطى مؤشر على مستوى الوعي العام للمجتمع اليمني بجميع شرائحه ومكوناته بحيث يستطيع المتابع والمحلل ان يكتشف سبب القلق الاقليمي والدولي والمحلي من خلال معرفة الفارق المهم بين احداث 2011 م وبين ما يجري اليوم كون ثورة التغيير في 2011 م لم تتجاوز عواصم المحافظات بحيث ظلت القبيلة اليمنية مراهنه على التغيير المركزي كوسيله لتصحيح اوضاعها وظروفها غير ان الاحداث سارت بطريقه مخيبه بل اسهمت في تعزيز الهيمنة والسيطرة لقوى النفوذ المحلية والمدعومة اقليميا الامر الذي جعل القبيلة اليمنية اليوم تعيش حاله من التغيير الحتمي لحمايه وجودها ولتغيير اوضاعها ولاستعادة سيطرتها كونها صمام الامان وعامل الاستقرار لليمن بحيث تكون هي الساند الفعلي للتغيير الجذري القادم.

واليوم يجب على الجميع ان يحديد الاهداف بدقه ورسم التفاصيل والمحددات التي ستسهم في بناء المجتمع كما يجب على الجميع ايضا ان يعي ما يجري من حوله من فساد اداري ومالي وسياسي وثقافي واجتماعي وان يعي ان مشكلة اليمن لم تكن يوما محصورة على وضع اليمن الدولي او الاقليمي بقدر ما هي مشكلة عماله وارتهان و هيمنه وتسلط وعبث بمقدرات هذا الشعب و بقدر ما هي مشكلة وعي ومعرفه ورغبه حقيقيه لتصحيح الاوضاع من خلال الالتفاف حول الشعارات الوطنية والخروج من حالة التشرذم والتشطير والتحريض ونبذ المصالح الشخصية والحزبية والطائفية

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com