المنبر الاعلامي الحر

سياسات إبن سلمان المتهورة.. وضرورة إدارة الحج من قبل المسلمين

.

يمني برس //

 

لا يوجد مسلم في العالم لا يتمنى ان يحج، ولو مرة واحدة، في حياته لبيت الله الحرام في بلاد الحرمين، ومع وجود ما يقارب الملياري مسلم في العالم، يمكن تصور العدد الكبير من المسلمين الذين يمكن ان يحجوا الى الديار المقدسة كل عام.

 

تتحدث الاحصاءات عن ان الحج يضخ عشرات المليارات من الدولارات في الخزينة السعودية كل عام، ولم يدُر في خلَد اي مسلم، قبل الان، ان يتطرق الى الجانب المادي للحج بسبب المكانة الروحية التي تتبوأها بلاد الحرمين الشريفين لدى المسلمين في العالم.

 

ولكن بعد ان وصل محمد بن سلمان الى سدة الحكم في السعودية وليا للعهد، واعتماده سياسة متهورة على جميع الاصعدة، كتماهيه المطلق مع الصهيونية العالمية، والحروب العبثية التي يقوم بها في اليمن بشكل مباشر، وتدخله العسكري وعبر الجماعات التكفيرية في ليبيا والسودان والجزائر ولبنان والعراق، واخيرا جعل من الرئيس الامريكي دونالد ترامب شريكا في الخزينة السعودية بهدف كسب دعمه لتولي عرش المملكة، كل هذه السياسات غير المسؤولة ومنها تضييقه على المسلمين، واستغلاله الاماكن المقدسة لخدمة سياساته وعلاقاته، بدأت بعض الأصوات الداعية الى مقاطعة الحج ترتفع في العالم الاسلامي بسبب سياسات ولي العهد السعودي ضد دول المنطقة وانتهاكه حقوق الإنسان، حتى لا تذهب اموال المسلمين في موسم الحج الى جيب السمسار الجشع ترامب.

 

مجلة “فورين بوليسي”، رأت في مقال أن “أغلبية دول العالم تدعو لإجراءات اقتصادية ودينية وسياسية ضد السعودية بسبب سياساتها التي تسببت في أكبر كارثة إنسانية في العالم، ولأن أموال الحج تضخ في الاقتصاد السعودي وتساهم في تمويل صفقات الأسلحة التي تبرمها الرياض وتغذي سياساتها في المنطقة وتشجعها على انتهاك حقوق المسلمين”.

 

ومن أسوء سياسة ابن سلمان انه لم يربط مصيره بترامب فحسب بل ربط مصير السعودية ومكانتها الدينية والروحية لدى المسلمين به ايضا، فاذا ما خسر ترامب الانتخابات القادمة فان السعودية ستخسر ايضا جزءا كبيرا من مكانتها في العالمين الإسلامي والعربي.

 

هذه الحقيقة المؤلمة تؤكد ضرورة الاهتمام بالفكرة التي تم طرحها من قبل اكثر من بلد اسلامي، وهي فكرة ادارة مراسم الحج من قبل عدد من الدول الاسلامية، عبر صياغة جهة او منظمة اسلامية تمثل كل مسلمي العالم، تكون مهمتها ادارة شؤون الحج بعيدا عن اي استغلال سياسي ضيق لجهة تعتبر نفسها الجهة الوحيدة التي تمتلك الحق بالتصرف في المراكز الاسلامية في بلاد الحرمين والتي تعود لنحو ملياري مسلم في العالم، ناهيك عن الفشل السعودي الذريع في إدارة شؤون الحج خلال بعض مواسم الحج التي شهدتها الأعوام الماضية مما أودی بحياة أرواح الآلاف من المسلمين.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com