المنبر الاعلامي الحر

تناقض سعودي واعتراف دولي بقدرات اليمن وحقها في الدفاع عن نفسها

.

يمني برس – تقرير

 

 

تتوالى حتى اللحظة ردود الفعل حول العملية العسكرية اليمنية التي استهدفت امس السبت معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية في محافظة بقيق وخريص شرق المملكة وأدت الى توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية.

 

وسعت وسائل الاعلام العربية والدولية الى ابراز اهمية مصفاة بقيق السعودية بعتبارها تشكل أهمية اقتصادية للمملكة السعودية نظراً لاعتمادها على النفط وكونها أحد معاقل شركة ارامكو السعودية يوجد بها مصنع لأسمنت ومصنع للطابوق ومصنع آخر للجير.

 

وفي الوقت الذي تعمد فيه الاعلام السعودي على تصوير الهجوم على انه اعتداء على السعودية ، متجاهلا ما تقوم به بلادهم من مجازرفي اليمن، فقد سعى بعض الاعلاميين السعوديين الى توجيه الدعوة لقصف المدنيين في اليمن رداً على الهجوم.

 

وقال خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الرسمية السعودية أن استهداف المدنيين حق مشروع للسعودية.

 

كما حاولت وسائل اعلام السعودية التهرب من فشل منظومة الدفاعات الجوية السعودية في اسقاط الطائرات المسيرة، بالقول أن تلك الطائرات جاءت من العراق وليس من اليمن ، الامر الذي دفع رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، الى نفي هذا الأمر .

 

جاء ذلك في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء العراقي على صفحته بـ”فيسبوك”، اليوم الأحد، حيث قال: “ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المُسيّرة.

 

ودعا البيان جميع الأطراف بمافيها السعودية إلى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب في وقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت.

 

وأردف البيان: “يجدد العراق دعوته إلى التوجُّه لحلٍّ سلمي في اليمن، وحماية أرواح المدنيّين، وحفظ أمن البلدان الشقيقة.

 

سي إن إن تؤكد

وكانت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية أفادت بأن الهجوم الذي استهدف أمس معملين كبيرين تابعين لشركة “أرامكو” في السعودية وتبنته القوات الجوية اليمنية أسفر عن توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية.

 

رواية كويتية

بدورها ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية، أن الهجوم على معامل تابعة لشركة أرامكو النفطية العملاقة في مدينتي بقيق وهجرة خريص، هو الأكبر منذ الحرب التي تقودها الرياض وأبوظبي على اليمن منذ العام 2015، حيث أدى إلى وقف نصف إمدادات المملكة من النفط الخام، كما أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود.

 

اعتراف سعودي ودولي

واهتمت وسائل الاعلام بقدرة اليمنيين على استهداف العمق السعودي بطائرات مسيرة «درون» انطلاقاً من الأراض اليمنية، في حين حاول الاعلام السعودي الخروج من حرج الفشل في الدفاعات الجوية الى القول بأن الهجوم على منشأتي «أرامكو» بالمنطقة الشرقية تم بعد تواطؤ أطراف خارجية مع انصار الله وذلك انطلاقاً من منصة بحرية في مياه الخليج.

 

ويرى متابعون أن استهداف مدينة بقيق الواقعة على الحدود مع البحرين شرق السعودية دليل على تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية ، مشيرين إلى الإمكانيات اللوجستية وعمليات التنسيق المحكمة، التي تباها سلاح الجو المسير رغم البعد الجغرافي بين الحدود اليمنية والمدينة المستهدفة.

 

خسارة ارامكو

أما عبد الباري عطوان فقد تساءل في جريدة “رأي اليوم” اللندنية الإلكترونية قائلًا: “الأسئلة الكبرى التي تظل تطرح نفسها، وتعكس صداعًا أمنيًّا سعوديًّا مزمنًا، تتعلق بكيفية وصول هذه الطائرات المسيرة إلى أهدافها وإصابتها بدقةٍ في منطقةٍ من المفترض أن تكون أكثر المناطق أمنًا لأهميتها الاستراتيجية في المملكة باعتبارها مخزن ثرواتها ودخلها، وأماكن انطلاقها، والتقصير المقلق في عدم رصدها، وإمكانية تعاون جهات داخلية أو إقليمية في تنفيذها”.

 

ويتابع عطوان : “الحوثيون يفرضون قواعد اشتباك جديدة ويكرسونها، والرسالة التي أرادوا تأكيدها مجددًا من خلال هجمات بقيق وخريص يقول مضمونها ‘نحن نستطيع أن نضرب في أي مكان في العمق السعودي حتى تدرك القيادة السعودية أن قتل المزيد من اليمنيين لن يجعلهم يركعون'”.

 

ومن الناحية الاقتصادية، يطرح عطوان أسئلة بخصوص خطة السعودية لطرح أسهم شركة أرامكو، ويقول : “من سيشتري أسهم شركة أرامكو العملاقة التي تجري الاستعدادات لطرحها في الأسواق العالمية للبيع في ظل استمرار هذه الهجمات وبهذه القوة؟ وحتى إذا جرى طرحها، كم ستنخفض قيمتها؟ أليس توقيت هذه الهجمات مع تسارع إجراءات الطرح يوحي بالكثير؟”

 

وتوقعت موناليزا فريحة، في جريدة “النهار” اللبنانية “أن يكون لتعطل إنتاج النفط السعودي عواقب على الاقتصاد العالمي، كون المملكة أكبر مصدر للنفط الخام في العالم”.

 

وأضافت الكاتبة: “لا شك في أن أسعار النفط التي بقيت طوال الأشهر الأخيرة بمنأى عن التوترات في الشرق الأوسط سوف تتفاعل مع الهجوم عندما تفتح الأسواق يوم الاثنين. وتوقعت وكالة ‘بلومبرغ’ أن يكون حجم ارتفاع الأسعار مرهونًا بحجم الأضرار التي تعرضت لها المنشآت ومدة إصلاحها، محذرة من أن غياب المعلومات سيدفع التجار إلى التكهن بالأسوأ”.

 

انتصار اليمن

وقد بارت العديد من وسائل الاعلام العربية الهجوم على المنشئات في السعودية باعتباره حق مشروع جراء استمرار العدوان السعودي على اليمن.

 

حيث قال تلفزيون “المنار” : كطيور أبابيل طائرات اليمن الأبي، ستجعل كيدهم وعدوانهم في تضليل، والشاهد نيران بقيق. نار جمع حطبها أهل العدوان السعودي- الاماراتي- الأميركي- الاسرائيلي على اليمن، بسني أحقادهم الخمس، فأشعلها الجيش اليمني واللجان بعشر طائرات مسيرة ومسددة، مدججة بآهات الآلاف من الأطفال والنساء اليمنيين المجوعين المحاصرين، ووقودها دموع الثكالى اللواتي يبكين أبناءهن وأطفالهن القتلى بمذابح العدوان.

 

وتابع: طائرات يمنية أصابت درة تاج النفط السعودي “آرامكو”، بأكبر منشأتين لها في بقيق وخريص الواقعتين شرقي السعودية، وأصابت معها رؤية حاكمهم الفعلي محمد بن سلمان الذي لن يسلم من هذه الضربة الاستراتيجية..

 

واعتبرت قناة المنار عملية توازن الردع الثانية، كما سماها اليمنيون، هي إحدى أكبر العمليات التي أتت في العمق السعودي، بعد عملية استخباراتية دقيقة وتعاون من الشرفاء داخل المملكة.

 

دروس يمنية للسعودية

اما قناة المسيرة فعتبرت عملية الرابع عشر من سبتمبر مكملةً لعمليةَ السابع عشر من أغسطس الماضي التي طالت حقل الشيبة المحاذي للإمارات.

 

وقالت: شهرٌ بين العمليتين لم تقرأ مملكةُ العدوان رسالةَ الأولى جيدا فجاءتها الثانيةُ محرقةً تصاعدت على إثرها أدخنة سوداء كثيفة رصدتها هواتف العامة وأقمار اصطناعية وضجت بها شاشات التلفزة العالمية، وشاهدها جميعُ أولئك الذين لم يبصروا دماء الشعب اليمني مسفوكةً بطيران العدوان الأمريكي في طول وعرض البلاد طيلةَ خمس سنوات دامية.

 

وعلى ذمة وكالات الأنباء الدولية فمن النتائج المباشرة للهجوم غير المسبوق على منشأتي أرامكو بقيق وخريص توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي ، وقد تتم معالجةُ العطل ويعود الإنتاج كما كان لكن على مملكة سلمان وهي مستمرةٌ في عدوانها وحصارها أن تكون جاهزةً لاستقبال ثالثةَ الأثافي وثالثةَ الدواهي، كما على الذين سارعوا بإعلان مواقف تنديد واستنكار أن يوفروا على أنفسهم مواقفهم الفاضحةَ لهم أنهم أمواتٌ إزاء مظلومية الدم اليمني، لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقلون، ولما يكون النفط السعودي في دائرة الخطر يخرج أصحابُ القبور من أجداثهم ليعلنوا مواقف تضامنية مع مملكة أحرقت اليمن بمكرها فأحرقها الله بنفطها، ولا يحيق المكرُ السيءُ إلا بأهله.

 

تضرر البقره الحلوب

ويقول حمود الأهنومي في جريدة “الثورة” اليمنية : “أنذرهم اليمنيون طويلًا، وأعطوهم بعضا من الدروس، فلم يفهموا وحاولوا التملص والهروب من تبعات تلك الدروس، وصولا إلى صباح أمس إذ نزلت بساحتهم عمليةُ توازن الردع الثانية”.

 

ويتابع: “فرضت العملية نفسها على العالم كله، لأنها أصابت البقرة الحلوب في مقتل، البقرة التي وسعت أثدائها أفواه بني الأصفر والأحمر، والأبيض والأسود، فكان لا بد أن تتداعى نتائجها لتصيب بالهلع قلوب الراضعين، في جميع أنحاء العالمين”.

 

ويختتم الكاتب المقال قائلًا: “النظام السعودي اليوم يريد الخروج، لكنه في وضعية الذي يتخبَّطه الشيطان، بلا عقل استراتيجي، ولا رؤية عملية، وهو يحاصر نفسه بالغرور الخاوي، والكبر المتصنع، بيد أن اليمنيين أدركوا من أين تنحر البقرة، ولماذا وكيف، وها هي تترنح تحت الضربات المتكررة والمؤلمة، ومثلما كان قرار الحرب ليس بيد السعودي، فإن قرار الخروج ليس عنده أيضًا”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com