المنبر الاعلامي الحر

سقطرى .. نجت من العدوان وسقطت في احضانه

سقطرى .. نجت من العدوان وسقطت في احضانه

يمني برس – تقرير

 

تشهد المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الإحتلال السعوإماراتي من حين لاخر، اشتباكات دامية وتصعيد عسكري ضمن الخلافات بين فصائل المرتزقة الذي يعكس حقيقة اطماع التحالف في اليمن .

وتسعى فصائل المرتزقة المتمثلة بقوات ما يسمى الحزام الامني او النخب التي شكلتها الامارات كطرف ومليشيات حزب الاصلاح وقوات الفار هادي المدعومة من السعودية كطرف ثان، للسيطرة على المناطق والمؤسسات الحكومية وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.

وتعد جزيرة سقطرى اخر محطة وصلها الخلاف، وبدأت الخلافات عقب ان اقتحم مندوب الإمارات والمسؤول عن مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، خلفان المزروعي، مؤسسة الكهرباء بسقطرى في 10 سبتمبر الماضي، بصحبة عدد من عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي.

واتهم محافظ سقطرى في حكومة المرتزقة، رمزي محروس، مندوب الإمارات “وأدواته” في الجزيرة بالاعتداء على مؤسسات الدولة بالمحافظة، والسيطرة على مولدات كهربائية.

وأشار إلى أنهم سيطروا على مولدات ومحولات كهربائية وسحبوها من المحطة، معتبراً ما يفعله المندوب الإماراتي و”أدواته” من الاعتداء على مؤسسات الدولة “سلوكاً مستهجناً ومرفوضاً”.

كما بدأ الصراع العسكري في مايو 2018، إثر إرسال أبوظبي قوات عسكرية إماراتية سيطرت على المطار والميناء، مستغلة حالة العبث والفساد التي تعيشها حكومة المرتزقة والتي دفعت القبائل وابناء المنطقة الى الوقوف في حالة المتفرج إزاء تفاقم الخلاف.

كما شرعت عدد من القيادات في المحافظة في التخلي عن حكومة المرتزقة الامر الذي دفع الفار هادي الى الاطاحة بعدد من تلك القيادات كان اخرها اقالة مدير أمن أرخبيل سقطرى، أحمد علي الرجدهي، بتهمة التواطؤ مع الامارات.

واتهمت حكومة المرتزقة الرجدهي بالتنسيق مع مندوب الإمارات في الجزيرة، خلفان المزروعي، لتسليم المباني الحكومية للامارات.

وبعد الإقالة هاجمت مجاميع مسلحة تابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً، مقارَّ أمنية بالمدينة في محاولة للسيطرة عليها، لا سيما بعد سيطرتها على مدينة “حديبو”، مركز جزيرة سقطرى في 4 أكتوبر، بعد ساعات من مهاجمتها.

وأعلنت شخصيات اجتماعية ومشايخ في المحافظة إلى وضع حد لانهاء”التجاوزات الخطيرة” التي ظهرت ومنها بيع اراضي للامارات والبسط على مساحات واسعة من المحافظة باسماء شركات اماراتية واخرى سعودية.

سقطرى وعدن.. تحركات متشابهة
منتصف أغسطس، سيطرت مليشيات الامارات على معظم مفاصل الدولة في عدن، بعد معارك ضارية دامت 4 أيام ضد مليشيات السعودية، سقط فيها أكثر من 40 قتيلاً، بينهم مدنيون، و260 جريحاً.

وبعد إنتصار مليشيات الامارات في عدن حاولت قواتها أكثر من مرة السيطرة على سقطرى، وعززت من تجنيد وتسليح عناصرها.

سقطرى في مرمى الاطماع الاماراتية

ويتضح من خلال الأزمات السابقة، التي عاشتها سقطرى انها كانت محل صراع بين الامارات وابناء المحافظة وذلك منذ بداية العدوان على اليمن.

ففي 2018، رفضت القوات الاماراتية السماح لرئيس حكومة المرتزقة حينها أحمد بن دغر دخول سقطرى ، وبعد وساطات سعودية سمحت له الامارات بالدخول الى المحافظة في مايو من العام نفسه.

ولعبت السعودية دور الوسيط للأزمة التي نشبت، وتم الاتفاق على رحيل القوات الاماراتية، لكن أبوظبي وبتواطئ سعودي عززت من حضورها في المحافظة وسط صمت من حكومة المرتزقة.

وفي 2019، ارسلت الإمارات عشرات المقاتلين الانفصاليين إلى سقطرى من أبناء الجزيرة، بعد أن دربتهم في عدن، ووصل 100 مقاتل عبر سفن بحرية في مايو من نفس العام.

وبدى واضحا سعي أبوظبي للسيطرة على الجزيرة، والعمل على تجنيس أبناء المحافظة ومحاولات الاستقطاب الواسعة، التي لم تتوقف حتى اليوم.

وفيما يتعلق بالموقف السعودي، فقد ظل في موقف المتفرج، الامر الذي اعتبره الكثير من المراقبين دليل على “التواطؤ وتبادل الأدوار مع الإمارات” كما كان دور الوساطة الذي تقوم به المملكة “يعتبر بمنزلة استراحة المحارب والفرصة المتكررة لترتيب الأوراق وكسب الوقت لمزيد من التصعيد والحشد والتكتل من قبل أبوظبي”.

عوداً على بدء، لا ندري ما هي الذريعة التي يمكن أن تقدّمها الإمارات، فلا يمكنها الادعاء بوجود أنصار الله هناك، ولا يمكنها التلطّي تحت عباءة القاعدة، كما هو الحال في محافظة المهرة التي تسعى من خلالها للدخول إلى سلطنة عمان وجعل هذه المحافظة خاصرة رخوة للسلطان قابوس الذي تربطه علاقات قويّة مع المحافظة الشرقية في اليمن، فما الذي تريده الإمارات من إرسال قوات عسكرية لجزيرة لا تشهد أي حرب أو تهديد أمني؟

 

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com