المنبر الاعلامي الحر

جيش السودان.. والخسارتان!

جيش السودان.. والخسارتان!

يمني برس:

 

من الواضح الذي لا يحتاج توضيحاً أن الجيش السوداني خسر خسارة كبيرة بمشاركته في تحالف العدوان على اليمن، بل هو أكبر خاسر في هذه الحرب العبثية الجائرة الظالمة التي أقحم فيها من دون إذن الشعب السوداني، فخسر ثقة السودانيين وحب واحترام اليمنيين، وبقرار فردي للرئيس عمر البشير، الذي ظلم لشعبه وأفسد وخان محور المقاومة والممانعة الذي يعمل على تحرير القدس الشريف من أيدي الاحتلال، وانساق نحو محور العمالة والانحطاط والإنبطاح لمحور سماسرة القرن وكلاء القوى الإمبريالية المطبقة للمشاريع الاستعمارية، وفي مقدمتها “النظام السعودي والنظام الإماراتي”.

 

أولى الخسارتان وأعظمهما خسارة القيم الإنسانية والمشروعية الأخلاقية، بالمشاركة في حرب هي في الأصل تعدٍ وعدوان على شعب طيب مسالم،وتدخل في شؤونه الداخلية وانتهاك لسيادته الوطنية بطريقة بربرية همجية، فقتل فيها الأطفال والنساء وهتكت الأعراض وقصفت المدارس والمستشفيات ودور العبادة وكان أغلب ضحاياها من المدنيين العزل، بصورة جعلت كل صاحب ضمير إنساني حي يستنكر ويدين كل من شارك في هذه الجرائم.

 

وجيش السودان خسر سمعته الطيبة وشرفه وأخلاقه لتشبع نفوس قلة ممن تسلموا رأس قيادته من عبّاد المال والسلطة، عبدة الدرهم والريال، فضحوا بدماء جنود أمتنا في السودان واليمن في حرب عبثية قصد منها إشعال فتنة بين الأخوة وتشتيت انتباههم عن حربهم الحقيقة ضد الكيان الصهيوني المعتدي الغاصب، العدو الحقيقي للأمة فاقتتل الأخوان وسرق الصهيوني القدس ومعها أيضا الجولان.

 

أما الخسارة الثانية، هي الخسارة المادية وهي التي تحسب على أساس المصلحة بعيداًعن القيم والمبادئ ويمكن أن تتلخص بـ: أولاً :إضعاف الجيش السوداني بفقده لأفضل ضباطه وجنوده من قوات النخبة في وحدة المظلات والقوات الخاصة الذين تمت التضحية بهم في آتون هذه الحرب العبثية في محرقة اليمن، فالسودان قدّم أكبر عدد من الضحايا في هذه الحرب إما في مواجهات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية أو اشتباكاته مع قوات حلفاءه في تحالف العدوان كما حدث مع القوات الإماراتية.

 

ثانياً: توريط السودان في إدانات دولية تحطم سمعة السودان وجيشه وتضاعف عليه العقوبات والحظر، خاصة أن عمليات تحالف العدوان في صنعاء، أُدينت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضية العامة لحقوق الانسان بالأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لـ”اليونيسيف” وعدد من الدول، وقد ينتج عن هذه الإدانات فرض حظر على تسليح الجيش السوداني مما يضعف من قوته ويوقف إمكانية تطوره.

 

ثالثاُ: تشويه سمعة السودان وإضعاف علاقاته الدولية مع العديد من الدول الشريفة والنزيهة ذات التأثير الدولي والإقليمي يحتاجها السودان أشد الحاجة للنجاة من نير التبعية، ولحفظ استقلاله الوطني وسيادة قراره في وجه الطغيان الأميركي والقوى الإستعمارية.

 

ومن رابع بنود الخسارات، تهديد الأمن القومي السوداني نسبة لخسائرة في القوات العسكرية وخاصة نخبة الجيش مما يضعف مقدرات الجيش الدفاعية في حالة أي عدوان، نسبة لوجود عدد كبير من القوات العسكرية خارج البلد، وتعاظم أعداد الضحايا وكذلك تعريض الشعب السوداني والبنى التحتية لخطر القصف بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، كما حصل في العمق السعوي والإماراتي من عمليات نوعية انتقاما لشهداء عمليات قوات تحالف العدوان.

 

أما الإنهيار الإقتصادي، فهو أيضاً، من بنود الخسارة بنوعها الثاني، إذ أنه ونتيجة لاختلال الأمن الضامن لأموال الاستثمارات وضعف العلاقات الدبلوماسية بسبب الحظر والإدانات الدولية، ما يضعف فرص التجارة الدولية.

 

وهنا، لا يمكن أن تنسى تبعات مشاركة جنود السودان في تهديد أمن البحر الاحمر، الأمر الذي يعني ضمنياً تهديد مصالح السودان الاقتصادية في منائه المائي الوحيد في ساحل البحر الأحمر.

 

لابد لوقفة إنسانية، تترأى أمام أعين الإنسانية، تلقي بلومها على الجاني وتسأل ماذنب أطفال اليمن، أطفال قضوا بقصف تحالف العدوان، وقد شاركت “قوات الدعم السريع” بقتل الأطفال، حين غررت بالفقراء منهم ودفعت بهم في آتون محرقة حرب اليمن إرضاء لأطماع محمد بن زايد ومحمد بن سلمان وأسيادهما من الصهاينة والأميركان، حقاً نسأل، ما ذنب أطفال اليمن والسودان؟ لعل نصيحة تقدم خدمة لأمة، نصيحة لقادة عسكريين وضباط وجنود مغرر بهم، من قبل الأنظمة الإستبدادية، فلنتفت إلى أن المال يزول والنفط ينضب، وفقر بعز خير من غنى بذل، وراحة الضمير خير من فتات الأمير، والدم الطاهر الذكي أولى به مسرى النبي، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الظلم والعدوان، عودوا إلى السودان و انبذوا حلف الشيطان وباعة الأوطان، فأنتم قد رأيتم وعلمتم وليس من رأى كمن سمع.

 

عودوا، أعزاء شامخين حتى إذا لم تملكوا الملايين، عودوا لبناء سودان عزيز قوي بجيشه غني بموارده، مستقل بقراره وسيادته، فأنتم الفرسان ثلة آخر الزمان. ولا يهم إن كان عدد ضحايا جيشنا من إخوتنا ممن ظلموا أنفسهم وغرر بهم سواء أكان 412 أو 850 أو 4000 أو نفس واحدة، فأصل البشر نفس إنسانية واحدة فمن أماتها كأنما أمات الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.

 

عبدالباقي عثمان – عضو تنسيقية شباب الثورة السودانية في الخارج

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com