المنبر الاعلامي الحر

عملية توازن الردع الثالثة.. من التحذير إلى التنفيذ

عملية توازن الردع الثالثة.. من التحذير إلى التنفيذ

يمني برس:

 

يواصل ابطال الجيش واللجان الشعبية، إنجازاتهم العسكرية على مختلف الجبهات وفي شتى المناطق بمختلف تضاريسها البرية والجوية والبحرية وذلك رغم الحصار المفروض على اليمن والتواطؤ الدولي مع العدوان الامريكي السعودي.

 

وجاءت عملية ينبع الكبرى التي نفذها ابطال الجيش واللجان، فجر الجمعة الفائتة، في العمق السعودي لتؤكد على أن الرد اليمني على جرائم العدوان اصبحَ أقوى من ذي قبل، كما تكشف ان القدرة العسكرية لليمنيين باتت تمتلك الخبرةُ والمعرفةُ اللازمة لضربِ السعودية في مقتلِ وايقافِ اقتصادِها وضربِ عمقِها الاستراتيجي.

 

تحذيرات سابقة

 

توازن الردع الثالثة”.. هي رسالةٍ واضحةٍ باستمرار خط تصعيد الضربات الواسعة والمدروسة على المنشآت الاقتصادية الكبرى في المملكة، وهي تأتي بعدَ أكثرَ من خمسة أشهر من ضربات توازن الردع الثانية على مصافي “بقيق وخريص” في الرابع عشر من سبتمبر 2019م، والتي استندت إليها مبادرة الرئيس المشاط، كبرهان عملي على مصير الاقتصاد السعوديّ إذَا لم تستجب الرياضُ للسلام.

 

واتت مبادرة الرئيس مهدي المشَّـاط ، حينها لوقف الضربات الصاروخية والجوية على السعوديّة مقابلَ وقف العدوان والحصار، وهو الإعلانُ الذي جاء معززاً بتحذير قائد الثورة السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي من توجيه “ضربات أقسى وأشد إيلاماً”، في حالِ عدم تعاطي العدوّ السعوديّ بوضوح وجدية مع المبادرة، وهو التحذير الذي يتجسّد اليومَ بعملية عسكرية كبرى.

 

وبهذه العملية يكونُ الجيشُ اليمني قد أثبتَ قولاً وفعلاً تحذيراته المتكررةَ التي أطلقَها مراراً وتَكْراراً بضرب الاقتصادَ السعودي بكلِ قوة اذا لم يتوقفْ العدوانُ ويُرفَعْ الحصارُ عن الشعب اليمني.

 

الاهداف الاقتصادية من العملية العسكرية

 

ولا يشككُ اليومَ أحدٌ في أنّ هذه العمليةَ تُعتَبرُ انتكاسةً كبيرة للسعودية التي دخلتْ الحربَ منتفخةً، وستخرج منها صاغرة ذليلة ومثخنة بالخسائر المادية.

 

ويرى الكثير من المراقبين أن الوصول الى منطقة ينبع الصناعية والنفطية تمثل في حد ذاتها أهمية كبيرة، سيما وأن منطقة ينبع تعد ثاني أكبر مدينة على البحر الأحمر بعد مدينة جدة وتحتوي على ثلاثة مصافي للنفط ومصانع للبلاستيك ومصانع عدة للبتروكيماويات، فضلاً عن ميناء الملك فهد الصناعي.

 

ولعمليةُ الردعِ الثالثة أهمية استراتيجية من الناحية الاقتصادية ايضا حيث ستتضرر السعودية بشكل كبير من العملية باعتبار منطقة ينبع عاصمة للصناعات البتروكيماوية ومرفأ تصدير نفطي لشركة أرامكو العملاقة.

 

ولعل نوعية الهدف لهذه العملية وتنفيذها كان في الوقت الذي يواصل فيه النظام السعودي الترويج لأسهم شركة أرامكو في الاسواق العملية، خاصة بعد ضرب سمعتها خلال العملية السابقة.

 

الأهمية العسكرية

 

ولعملية الردع الثالثة أهمية عسكرية ، حيث شاركت فيها القوة الصاروخية بنوعية جديدة من الصواريخ الباليستية طويلة المدى والمتمثلة بصاروخ (ذو الفقار) الباليستي ؛ ما يشير إلى أن السنة السادسة للعدوان التي نقف على أعتابها ستحمل الكثير من المفاجآت سوآء من حيث الضربات المؤلمة أو تنامي القدرات القتالية والتقنيات العسكرية.

 

وتكتسي هذه العملية أهميتها من حيث الأسلوب الذي نفذت فيه، حيث مزجت بين عدة أسلحة في وقت واحدة و استخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة وصاروخ باليستي بعيد المدى واصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات تحتاج الى خبرات عالية بات اليمنيون يمتلكونها بجدارة.

 

كما يؤكد بنك الأهداف الحساسة الذي توعدت القيادة بقصفه تباعا ، ان هناك دقة في الاختيار والتوجيه والاصابة من الناحية العسكرية وأيضا من الناحية العملية التي تؤلم مركز قيادة العدوان وتصيبه في مفاصل أساسية له مثل شركة أرامكو التي يراهن عليها ولي العهد السعودي في تثبيت مستقبله السياسي والمالي.

 

وقد كشف نائب رئيس مجلس الشورى محمد  البخيتي عن أهداف حساسة سيتم استهدافها مستقبلاً مؤكداً أن القيادة اليمنية لا ترغب بالافصاح عنها في الوقت الحالي.

 

الأهمية السياسية

 

أما من الناحية السياسية فقد جاءت الضربة اليمنية الموجهة للسعودية متزامنة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرياض ولقائه الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين والتي زار خلالها قاعدة “سلطان” الجوية جنوب الرياض، التي تحتوي على قوات أمريكية أرسلتها الولاياتُ المتحدة عقب عملية “توازن الردع الثانية” لدعم المملكة في “التصدي للاعتداءات”.

 

وهي رسالة مهمة وقوية توجهها القوات اليمنية لدول العدوان الامريكي السعودي الاماراتي.

 

وينصح المراقبين النظام السعودي بقراءة هجوم ينبع من منظور مختلف، ينسجم مع نوعية الأهداف المستقبلية التي ينوي الجيش اليمني مهاجمتها والتي لن تكون بأقل قيمة من ينبع او تسبب ضرراً شاملاً لا يمكن كتمان ألمه، وهو ما يفرض الذهاب إلى محادثات سلام جاده تنهي العدوان على اليمن.

 

البعد الإنساني

 

وتحمل العملية العسكرية طابعاً إنسانياً كونها تأتي بعد عدد من المجازر والجرائم السعودية التي ارتكبت بحق المدنيين في اليمن والذين كان اخرهم شهداء مجزرة الجوف (35 مواطنا يمنيا بينهم 26 طفلا) .

 

ومن شأن هذه العملية أن تخلق مخاوف مستقبلية لدى العدو الامريكي السعودي من إرتكاب مجازر جديدة طالما وانه يتم الرد عليها بما يؤلم المملكة.

 

وبذلك تكون العملية حققت انتصار نوعي للمظلومية اليمنية في ظل استمرار الإجرام والصلف والوحشية السعودية التي تمارس ليلا ونهارا في حق أبناء الشعب اليمني ، وإصرار العدو السعودي على فرض الحصار الخانق ومنع وصول السفن النفطية والبضائع والسلع الأساسية إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على التراخيص الرسمية من قبل الأمم المتحدة وتحالف العدوان، في إمعان لإذلال اليمنيين والتضييق عليهم في حياتهم ومعيشتهم ، وهي ممارسات تعسفية لن تتوقف إلا بالمزيد من العمليات النوعية التي تضرب مقدرات النظام السعودي التي تستخدم لتدمير وتمزيق الأمة والتآمر عليها وتمكين الأعداء من النيل منها والهيمنة عليها.

 

المصدر: موقع أنصار الله

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com