المنبر الاعلامي الحر

النشاط الخيري في رمضان .. تكافل اجتماعي وصمود مجتمعي

النشاط الخيري في رمضان .. تكافل اجتماعي وصمود مجتمعي

يمني برس:

 

أسهمت المبادرات والهيئات والمنظمات المجتمعية خلال شهر رمضان بدور فاعل في تلمس احتياجات الفقراء وتعزيز التكافل الإجتماعي في ظل استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني منذ أكثر من خمس سنوات.

 

تنوعت صور الأنشطة الإنسانية للفعاليات المجتمعية ومنها افتتاح مطابخ خيرية خلال الشهر الكريم بالأحياء والمناطق والمديريات وتوزيع السلال الغذائية وكسوة العيد للأسر الفقيرة والمتضررة بأمانة العاصمة والمحافظات.

 

وحلّ رمضان هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، مع استمرار العدوان والأزمة الاقتصادية وتوقف صرف المرتبات وغيرها من الآثار الكارثية وفي ظل تداعيات جائحة كورونا التي ضاعفت من معاناة اليمنيين.

 

ورغم المآسي والكارثة الإنسانية باليمن، برزت جهود المؤسسات المنظمات والمبادرات الشبابية الإغاثية، وعزّزت أنشطتها وتحركها في أوساط المجتمعات الفقيرة والمحتاجة، خاصة الأسر النازحة والمتضررة وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى، بتقديم المساعدات الغذائية بما يخفف من الأعباء المعيشية والإقتصادية على كاهل الأسر.

 

وحرص شركاء العمل الإنساني والإغاثي من بنك الطعام ورجال المال والأعمال والخيرين والجمعيات والمؤسسات على دعم ومساندة جهود الدولة في تخفيف معاناة المحتاجين من خلال تنفيذ سلسلة من الأنشطة والبرامج الإنسانية في المجالات الإيوائية والغذائية وغيرها.

 

وتعددت الأعمال والأنشطة الإنسانية، في شهر رمضان وتم افتتاح الأفران والمطاعم الخيرية لتقديم وجبات للأسر الفقيرة والمحتاجة، بما يعزز من التكافل الإجتماعي بين أبناء اليمن.

 

حيث افتتحت مؤسسة بنيان مشروع الوجبة الرمضانية ضمن برنامج إطعام، استهدف توزيع 550 ألف وجبة لـ 38 ألف أسرة محتاجة بأمانة العاصمة على مدى شهر رمضان.

 

وتسابقت المنظمات والهيئات الإنسانية على تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمحتاجة والتي لم تقتصر على الجانب الغذائي، وإنما شملت أيضاً توزيع كسوة العيد، وتبنيها من قبل الهيئة العامة للزكاة ومؤسسة بنيان خلال الشهر الكريم، واستهداف 30 ألف أسرة بـ600 مليون ريال وتوزيع مساعدات نقدية لـ 200 ألف أسرة بمبلغ ثلاثة مليارات ريال.

 

ونفذت الهيئة والمؤسسة مشروع دعم ذوي الإحتياجات الخاصة لخمسة آلاف أسرة ودعم الأسر النازحة بمبلغ 400 مليون ريال ومشروع دعم أسر المرابطين في الجبهات بمبلغ مليار ريال ومشروع إطلاق الغارمين بمبلغ يتراوح بين 300 إلى 500 مليون ريال، إضافة إلى مشاريع تستهدف الأسرى والمفقودين وأسرى العدو.

 

كما دشنت مؤسسة يمن ثبات التنموية والهيئة العامة للزكاة مشروع السلال الرمضانية للعام 1441هـ لأسر المرابطين في الجبهات بالتعاون مع رجال المال والأعمال بتوزيع 60 ألف سلة غذائية بأمانة العاصمة والمحافظات.

 

في حين تبنت مؤسسة التكافل التنموية تنفيذ سلسلة من المشاريع الإنسانية خلال الشهر الكريم، ومنها مشروع كسوة عيد الفطر لنزلاء الإصلاحيات المركزية بأمانة العاصمة والمحافظات، بما يخفف من معاناتهم وظروفهم الصعبة، بالإضافة إلى توزيع سلال غذائية لجرحى الجيش واللجان الشعبية.

 

وفي ذات السياق، افتتحت مؤسسة الشهداء، معارض كسوة العيد لأبناء الشهداء وتوزيع سلال غذائية بأمانة العاصمة والمحافظات، في إطار رعاية أسر الشهداء وتلمس احتياجاتها عرفاناً بالمآثر البطولية التي سطرها الشهداء في مختلف الجبهات.

 

وتميّزت معارض كسوة العيد لهذا العام، بما تضمنته المعارض من كسوة لأبناء وبنات الشهداء ونوعية وجودة المنتجات المحلية التي تشتمل على كافة الأصناف والمقاسات من ملابس الأطفال والفتيات وتبنيها تسويق منتجات الأسر المنتجة من ملابس ومشغولات يدوية وعطورات وإكسسوارات وغيرها من مستلزمات العيد.

 

ولم تقتصر المشاريع الخيرية والإنسانية على الجهات والمؤسسات الرسمية، بل شملت رجال المال والأعمال والتجار والميسورين والخيرين بتوزيع السلال الغذائية وكسوة العيد للأسر الفقيرة والمحتاجة والمتضررة، وغيرها من الأعمال الخيرية.

 

وفي هذا الصدد أكد وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ صالح الخولاني أهمية دور المبادرات المجتمعية والمنظمات والمؤسسات الخيرية في رفع معاناة المواطنين وتحسين معيشتهم بتقديم المساعدات الغذائية والدعم المالي لهم.

 

ولفت إلى أن مساهمة المبادرات والمنظمات والمؤسسات غير كافية، ما يتطلب تعزيز مشاركتها ومساهمتها في ظل استمرار العدوان والحصار .. وقال” لابد أن تراجع بعض المنظمات حسابها وتستشعر المسئولية الملقاة على عاتقها للقيام بدورها في تنفيذ المشاريع الإنسانية لخدمة المجتمع والتخفيف من معاناته “.

 

وأضاف الشيخ الخولاني” ما أحوجنا للتكافل الاجتماعي الذي أرسى قيمّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في تكريس ثقافة التكافل والتراحم والتعاضد وتفقد أحوال الأيتام وأسر الشهداء والجرحى” .. معبراً عن الأمل في المجتمع وصموده ودور المنظمات والمؤسسات في دعم المتضررين والنازحين والمساهمة في رفع المعاناة عنهم.

 

ويتضح مما سبق بجلاء أن الشعب اليمني، ما يزال متماسكاً بمبادئ التكافل الإجتماعي، ولم يتمكن تحالف العدوان على مدى أكثر من خمسة أعوام من النيل من صموده وثباته، بل على العكس من ذلك زاد إصراراً على التماسك المجتمعي والتوجه نحو تطهير اليمن من دنس الغزاة والمحتلين.

 

(سبأ)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com