المنبر الاعلامي الحر

أمريكا أم الإرهاب.. جرائم العدوان على اليمن سيّد الأدلة

أمريكا أم الإرهاب.. جرائم العدوان على اليمن سيّد الأدلة

يمني برس:

 

كانت التوقعات والحسابات للحرب العدوانية على اليمن ألَّا تتعدى الحرب أياما معدودة، فإذا هي تطول لتصبح أكثر من مدة الحرب العالمية الأولى وتقارب سنوات الحرب العالمية الثانية.

 

عُقد في صنعاء في 2 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مؤتمر صحفي لإعلان التقرير الأول للفريق الوطني المكلف بالتعامل مع فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين الخاص باليمن، والذي يتألف من المفوض السامي لحقوق الإنسان، حول انتهاكات دول العدوان (الأمريكي- السعودي- الإماراتي) في اليمن للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

التقرير أعده مجموعة من الخبراء والمختصين والمسؤولين من الجهات الحكومية الرسمية، الأعضاء في الفريق الوطني. وكان لمنظمات المجتمع المدني الحظ الأوفر في توفير البيانات والإحصائيات المتعلقة بالجرائم المرتكَبة، بحكم قدراتها على الرصد والتوثيق وجمع البيانات.

 

حوى التقرير أبرز جرائم وانتهاكات دول تحالف العدوان لأكثر من 5 سنوات، والمتمثلة في إزهاق أرواح ما يربو على مليون شخص، قصفا وتجويعا وحصارا، وجرح مئات الآلاف، وتدمير المنازل والمدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والمباني الحكومية وآبار المياه ومحطات الكهرباء وصالات الأفراح والعزاء والأسواق والمزارع والمصانع ومخازن الغذاء والطرقات والجسور والشاحنات وقوارب الصيد والأماكن الأثرية والمساجد والمعالم الدينية… ولم تُستثنَ من القصف حتى المقابر.

 

وما هذه الجرائم الموثقة إلَّا غيض من فيض الإرهاب السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني.

 

وأجاب التقرير على التساؤل حول سبب تسمية العدوان “الأمريكي- السعودي- الإماراتي”، رغم أن الاعتداء سعودي ويتم إصدار بياناته من قِبل المتحدث العسكري السعودي في الرياض، مشيراً إلى أن السفير السعودي السابق في أمريكا، عادل الجبير، أعلن الحرب والعدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن، وأن الطائرات التي أغارت وتُغِيرُ على المحافظات اليمنية منذ الـ26 من آذار/ مارس 2015 حتى اليوم، هي أمريكية الصنع، وكذلك الصواريخ والقنابل التي تلقيها على رؤوس اليمنيين، ومنها ما هو محرّم دوليا، وتقتل به أطفال اليمن ونساءها ورجالها، وتدمر المنازل والأعيان المدنية والبنية التحتية، غالبيتها أمريكية الصنع، إضافة إلى أن غرف السيطرة والتحكم وغرف العمليات يديرها ضباط أمريكيون بشكل أساسي، إلى جانب بعض الضباط من دول أخرى، والتي تصدر منها الأوامر والإحداثيات لعمليات القصف الجوي، كما أن عمليات تزويد الطائرات العسكرية بالوقود في الجو تتم من قِبل طائرات وكوادرَ أمريكية.

 

هذه الدلائل كافية لاستنتاج أن الحرب أمريكية بالدرجة الأولى، وتُعتبر حربا بالإنابة واستعمارا حديثا تتولى السعودية والإمارات القيام بها طمعا في رضا النظام الأمريكي ـ الصهيوني.

 

وأثار التقرير تساؤلا آخر لَهُ أهميته، وهو: لماذا تشن أمريكا حربا على اليمن وشعبها؟

 

وكانت الإجابة أن الإدارة الأمريكية أرادت تصحيح الاختلالات الاقتصادية في أمريكا باستنزاف السعودية وسحب الأموال الطائلة مقابل أسلحة وذخائرَ ومقابل حماية نظام دكتاتوري قمعي ظالم سيئ السمعة، منبع الإرهاب الدولي والإقليمي.

 

ولا شك أن الاهتمام الأمريكي بالمخاوف “الإسرائيلية” الكاذبة من تهديد أمن الملاحة البحرية والشعور بالخطر الناجم عن تنامي قوة محور المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي”، هو أحد الدوافع الرئيسية لشن الحرب على اليمن. وقد تعززت هذه الفرضية لتصبح حقيقة واضحة بعد تحول العلاقة “الإسرائيلية”-الإماراتية- السعودية من السرية إلى العلانية بالاعتراف الإماراتي بـ”إسرائيل” رسميا في 13 آب/ أغسطس 2020، واللقاء السري بين محمد بن سلمان ونتنياهو في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، والتصريحات “الإسرائيلية” حول التعاون الأمني البحري مع الإمارات.

 

كانت التوقعات والحسابات للحرب العدوانية على اليمن ألَّا تتعدى الحرب أياما معدودة، فإذا هي تطول لتصبح أكثر من مدة الحرب العالمية الأولى وتقارب سنوات الحرب العالمية الثانية، وتتسبب بأسوأ كارثة إنسانية ألحقت بأمريكا والسعودية والإمارات وبريطانيا وفرنسا سجلا تاريخيا سيئا ومرعبا في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما أن الإدارة الأمريكية تلتقي مع النظام السعودي بهدف الرغبة والحرص على استرجاع هيمنتهما في الشأن اليمني، وعلى جميع الأصعدة.

 

وأوضح التقرير أن تاريخ العداء السعودي لليمن طويل واكتسب طابعا دينيا تكفيريا، وقد تجلّى ذلك في قتلها 3000 حاج يمني في منطقة تنومة، في طريقهم لتأدية مناسك الحج عام 1923.

 

من جهة أخرى، تم الاحتواء السياسي السعودي لليمن منذ السبعينيات إلى وقت شن العدوان، وتخلل تلك الفترة تغلغل الفكر الإرهابي الوهابي من خلال السيطرة على التعليم والثقافة والإعلام ومركز القرار. وشهدت اليمن في السنين التي سبقت العدوان هجمات إرهابية شرسة قام بها ما يُسمّى “تنظيم القاعدة” الذي يضم مواطنين سعوديين، استهدفت المساجد وتجمعات الجنود وكلية الشرطة ومستشفى وزارة الدفاع، وشنت حملة اغتيالات واسعة من قبل العناصر الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والقوات الجوية والعلماء والسياسيين من جميع الأطياف.

 

وكانت قناتا “وصال” و”صفا” السعوديتان تبثّان أنباء تلك الهجمات منتشية فرحة ومبشرة مشاهديها بقتل أعداد كبيرة ممن تسميهم المجوس الكفرة، ومن بينهم أطفال، ولا يزال السفير السعودي آل جابر يُطلق المصطلحات ذاتها على الجانب الوطني.

 

*السفير عبدالإله حجر – مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com