المنبر الاعلامي الحر

رجال المرحلة

رجال المرحلة

يمني برس- بقلم/ محمد الحمامي

 

عندما نتأمل قوله تعالى “من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” نجد المولى سبحانه وتعالى يستخدم كلمة “مِن” التي تفيد في اللغة العربية (التبعيض والحصر) أي أن هناك فئة من الطائفة المؤمنة ليسوا كغيرهم من بقية المؤمنين بل يمتازون عن غيرهم وينفردون بهذه الصفة الخاصة “صدقوا ما عاهدوا الله عليه”

هذه الفئة من الناس لم تكن بحجم هذا الحصر والإفراد إلا لأن أفرادها هم بحقِِ يمتازون عن غيرهم في تعاملهم مع رب العباد ومع توجيهاته فكانوا هم احق من غيرهم بهذا التبعيض والإختصاص ..

 

ولكن أين نجد أمثال هؤلاء الرجال اليوم ؟؟

 

للإجابة عن هذا السؤال يتوجب علينا أن ننظر إلى حالة الصراع القائم مع العدو التاريخي للإسلام والمسلمين (أمريكا وإسرائيل) والنظر إلى هذا الصراع بعين المسؤولية الدينية والوطنية في مواجهته ومناهضته مهما كان حجمه وفي أي عصرِ كان ولأننا في حالة مقاومةِِ مستدامة مع هذا العدو سنجد أنفسنا بحاجة إلى مثل أولئك الرجال الصادقين مثلما كان الأوائل من هذه الفئة (رجالٌ صدقوا ) من أجل أن يكون أولئك هم الدرع الحصين والسياج المنيع أمام كل مشروع يهدف إلى  استهداف أمة الإسلام بشتى صوره وأنواعه ..

 

إن أمثال هؤلاء الرجال لابد أن يكونوا بحجم تلك الصعوبات والمتغيرات المضادة لهم في سبيل دحض الباطل وأهله في مختلف مجريات الحياة وعلى كل المستويات , وإلا فهم أول من يستهدفه العدو قبل غيرهم من ضعاف النفوس لأن العدو هنا يدرك مصادر التأثير على مشروعه وتحركه العدائي من أين يكون ؟ وماهي أسبابه ؟

ولكن ينبغي أن يكون هؤلاء الرجال هم أكثر إدراكاً للمرحلة وحجمها ولابد من بناء الأفكار بالوعي والإيمان أولاً قبل إعداد العدة والعتاد ..

 

“واعدوا لهم ما استطعتم من قوة”  لم يشترط أن تكن قوة العتاد بحجم أكبر من قوة الإيمان والوعي بخطورة المرحلة ومؤشرات تحرك المشروع المعادي الجبان مع ادراك أنه لن ترفع الأمة رأسها مالم تمتلك أمثال هؤلاء الرجال الذين هم أهل لمرحلة صراعِ قائم مع عدوهم في سبيل مجابهة الباطل وأهله وأدواته ..

 

ونحن في يمن الإيمان والحكمة بصدد هذا الصراع مع اقذر جرذان العالم وشذاذ الآفاق نجد انفسنا في نفس الطريق التي سلكها أولئك الرجال لا سيما ونحن نمتلك هذه القيادة المجاهدة السائرة على هذا النهج امتداداً من الشهيد السبط الحسين بن علي حتى شخصية الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي.

 

ونحن تحت هذه القيادة نجد أنفسنا نمتلك عوامل القوة على امتداد معركة الحق مع الباطل ولو لم يكن ذلك لما كنا نصل اليوم تحت طغيان هذا العدوان القائم على بلدنا للعام السابع ونحن لا نرى فيها إلا تجليات متكررة لآيات الله يوماً بعد يوم “لن يضروكم إلا أذى” ناهيك عن كشف الحقائق وتمييز الخبيث من الطيب في ابهى الصور الواضحة لم يكن ذلك إلا لأننا نمتلك رجال المرحلة وإلا لسقط شعبنا اليمني في حضن التبعية والإنبطاح للعدو الأمريكي والإسرائيلي ولكان دمية بيده كما هو حال أنظمة العمالة والخيانة اليوم.

 

وكن عندما وجدنا بفضل الله أولئك الرجال الذين ادركوا خطورة المرحلة كانت ثمرة هذا الصراع مثمرة بشكلِ واضح للعيان, حيث رأينا الأنظمة التي تهاوت بالأمس للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي تزداد اليوم انحطاطاً ولا تجني سوى الهزيمة على أرض المعركة يوماً بعد يوم وهاهو النظام السعودي والإماراتي اليوم وبعد مرور ستة اعوام لم يحقق من أهدافه التي جاء من أجلها سوى جلب الخزي والعار لنفسه أمام العالم في معركته الخاسرة التي يخوضها مع المؤمن اليمني الحافي والتي كان النصر فيها حليف المستضعفين الأنصار يوماً بعد يوم وأصبحنا بفضل الله نرى النصر قريباً ويروه بعيدا.

 

فقط لأن العدو يراهن على قوة العتاد والعدد ونحن نراهن على قوة الله القوي الجبار ونتوكل عليه ونحمده دوماً أن وهبنا رجال هم بحق “رجال المرحلة”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com