المنبر الاعلامي الحر

الأجهزة المخترقة

الأجهزة المخترقة

يمني برس- بقلم/ العقيد/ عبدالسلام السياني

المراقب اللبيب والمنصف والمستقل لهذه الحرب الظالمة يتساءل، بلا شك، لماذا تبذل السعودية كل قواها واقتصادها وتلقي بهما في البحر وحتى تاريخها واحترام العالم الإسلامى,

 

كل هذا يتم الإطاحة به وبجميع مقدرات المملكة بهذه السهولة؟ وإذا حسبنا أن هناك مصالح سواءً للسعودية أو لغيرها، أو حتى للولايات المتحدة، أو حتى للكيان الصهيوني، كان يخطط لها منذ أعوام عديدة.. وكانت ملفاتهم المتخمة بالتقارير والمعلومات قد أشبعتهم غروراً وكبرا بسهولة القبض بيد من حديد على مقدرات اليمن العظيم وتشتيت اركانه وتمزيق جسده أقاليم متناحرة ومتباعدة، كل يحب نفسه فقط، ولا يحب لأخيه شيء.. كل ذلك سهل من قيادة الشيطان لعقولهم وغرف عملياتهم فقرروا ان الأمر لن يتعدى شهراً من الحرب سيوصلهم على الهدف المنشود.

 

وهنا استطاعت مخابرات امريكا وبريطانيا المتمكنة من جعل المملكة هى التى تطلب الحرب وتتحمل تبعاتها وبإلحاح.. فأعلنوها بكبر وعجهية من تكساس، غير مدركين أنهم وقعوا في فخ المخابرات السابق ذكرها.. ولم يتمكن السعوديون من التنبه إليها فطلبت موافقتهم على الحرب بعد ان اشترطت عليهم، ملخصه: إذا لم تتمكنوا من إنهاء الحرب خلال ثلاثة أشهر تلتزموا بعدم إيقافها إلا بتوجيهاتنا لأنكم احدثتم خللاً في الشرق الأوسط.. وأكلت المملكة الطعم بسهولة..

 

ومع استمرار الحرب وظهور خيبتها وخسائرها لا شك أن هناك قادة ومسؤولين ومراكز استراتيجية في السعودية قد أدركوا- ولو متأخراً- الفخ الكبير الذي وقعوا فيه.. ومن الطبيعي والبديهي أن يتم اتخاذ قرار بشكل أو بآخر لإيقاف العدوان على اليمن.. لكن رغم كل هذه الخسارة- التي لم يرتكبها ويخسرها معتدى في التاريخ – إلا أن الحرب مستمرة.. خصوصاً وأن مرتزقة العدوان قد اصبحوا حديث كل مواطن ومسؤول في السعودية.. وقد يطالبون حكومتهم بشكل أو بآخر التخلص منهم أو اتخاذ إجراءات بحقهم..

 

لكن سؤال هذا المقال ما زال مدوياً: هل الأجهزة المتخصصة.. لا تدرك أن خط سير المعركة قد انقلب لصالح الشعب اليمنى العظيم الذي أصبح افضل واقوى من أي وقت مضى؟..

 

وهنا لابد من العودة إلى قدرة المخابرات الاجنبية والإشارة إلى امكانية دخولها وخروجها لتحقيق مصالح بلدانها، يثير سؤال آخر: هل تنتظر المملكة حتى يتم التوجيه من امريكا وبريطانيا بإيقاف الحرب والاتجاه لطاولة السلام؟.. إذا كان هذا ما ينتظرونه فعلى قلوبهم اقفالها!!..

 

وفي ذلك لابد أن الله بحكمته قد أراد شيئاً آخر.. لأن الدول الكبيرة في المنطقة ستتسابق على مد يد السلام، والمصالح الدولية المشروعة ستفرض على الآخرين مد يد السلام مع من عرفتهم خلال المشوار السياسي للحرب كرجال دولة وهم (أنصار الله) وحلفاؤهم.. وهذا ما سيكون بالفعل حتى لو كان التفاوض مع السعودية فإن مصالح الغرب ودوله المتقدمة ستفرض إزاحة المملكة عن المشهد العام للشرق الاوسط وستتمسك برجال قاتلوا بشرف ولم يعتدوا على حقوق إنسان عمداً.. ولم يقدموا يوماً مصلحتهم الشخصية على وطنهم في جميع المفاوضات الدولية.. وان توجههم في القضاء على الإرهاب والإرهابيين سيزيد من احترام هذه الدول لهم.. خصوصاً انهم رغم كل العدوان وإجرامه واستكباره وحصاره وتجويعه لم يلجأوا كرجال دولة يوماً للردود العكسية باستخدام أى منفذ بحري كرد استراتيجي مشروع، ولكنهم اعملوا عقل الشجاع وحكمة المؤمن بقضايا الوطن وسيادته واستقلاله..

“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com