المنبر الاعلامي الحر

مشاريع الوصاية الإقليمية والدولية على اليمن هُزمت.. ولا مجال للتراجع عن الإستقلال والسيادة الكاملة

مشاريع الوصاية الإقليمية والدولية على اليمن هُزمت.. ولا مجال للتراجع عن الإستقلال والسيادة الكاملة

يمني برس:

 

لطالما ردد اليمنيون منذ إقرار العلم والنشيد الوطني للجمهورية اليمنية ولعقود طويلة مفردات النشيد الوطني الذي يختتم بالبيت الشعري الرائع الذي أبدعه الشاعر الكبير الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان” الفضول” والقائل “لن ترى الدنيا على ارضي وصيا” لكن ظلت في نفوسهم غصة كبيرة وفي قلوبهم وكبريائهم الكثير من الجراحات والآهات وهم يدركون إدراكا عميقا أن سيادتهم منقوصة وقرارهم الوطني مصادر وثرواتهم مهدورة واستقلالهم في أيدي الأعداء التاريخيين لليمن وشعبه، وبقي هذا الحال البائس من الوصاية والارتهان إلى ما قبيل اندلاع ثورة الـ21من سبتمبر الشعبية من العام 2014م والتي كانت نابعة من صميم الشعب اليمني ومن تطلعاته وأحلامه المشروعة في التحرر والانعتاق من كل أشكال الوصاية والتبعية لهذا الطرف أو ذاك من القوى الإقليمية والدولية..

 

يحتفل اليمنيون بالذكرى السنوية السابعة لثورتهم المباركة والنشيد الوطني لم يعد مجرد لحن على أشرطة كاسيت أو كلمات ترددها الحناجر وإنما صار لحنا تعزفه بنادق الثوار والأحرار من أبناء اليمن في كل ارجاء الوطن ومبدأ راسخا في عقل وثقافة هذه الثورة الشعبية وقيادتها وجماهيرها العريضة وهذا المبدأ العظيم هو من باتت تٌقدم في سبيله أغلى التضحيات.

 

على عكس كل الثورات التي رافقت مسيرة النضال الوطني في التاريخ الحديث والتي كانت تثور ضد ارتهان لترتمي في أحضان آخر جاءت ثورة الـ21من سبتمبر الظافرة وطنية صادقة ونابعة من ضمير الشعب ليجسد اليمنيون من خلالها عبق الأصالة والتحرر ونبذ كل أشكال الوصاية الأجنبية ليرسموا طريقهم إلى الحرية والكرامة بدمائهم ويصنعوا بتضحياتهم الجسيمة خطوطا واضحة المعالم ومبادئ ثابتة ترسخت على أسس متينة ترفض كل أشكال الوصاية والارتهان للخارج.

 

اليمنيون وهم يحتفلون بالعيد السابع من عمر ثورتهم المباركة يقفون على أعتاب عهد جديد من الحريّة والاستقلال والكرامة التي تصون حقوقهم وحريتهم وسيادتهم الكاملة غير المنقوصة بعيداً عن تدخلات الإقليم والعالم الذي عمل بفعل انحراف مسار الثورات الوطنية وارتهان ساسة الأنظمة السابقة على فرض قراره ومصالحه على سيادة اليمن واليمنيين ومعيشتهم، بعد أن عاث في البلد فساداً لأعوام وقرون، من دون أن يجد من يقف في وجهه ويرفض تلك التدخلات السافرة التي جعلت اليمن قابعة في مؤخّرة الدول رغم كل ما تمتلك من ثروات وموارد عظيمة وثروة بشرية خلاقة تجلت في أبهى صورها خلال السبع السنوات الماضية من هذا العدوان الهمجي المتواصل الذي يدفع الشعب اليمني في مواجهته أغلى التضحيات من أجل الوصول إلى أسمى الغايات وأنبل الأهداف وهي التي ظلت غائبة لعقود طويلة وأسبابها ليست بخافية على أحد فالجميع يعلمون كيف كانت اليمن منذ قيام ثورة الـ26من سبتمبر مسرحا للجيش المصري ومليشيات النظام السعودي قبل أن يرتمي الخصوم السياسيون في الداخل إلى حضن آل سعود ممن اعتبروا اليمن إلى ما قبيل ثورة 21سبتمبر مجرد فناء خلفي كما ظلوا يرددون على الدوام قبل أن مجيئ ثورة الـ21من سبتمبر الشعبية لتلفظ كلّ تلك التدخّلات.

 

لم يستوعب الأعداء الصدمة بنجاح ثورة سبتمبر الشعبية في العام 2014م وسارعت أنظمة الشر والطغيان في واشنطن وتل ابيب ولندن واذنابهم في المنطقة من حكام آل سعود وآل نهيان الى شن عدوان وحشي هو الأكبر والأكثر وحشية في العصر الحديث لتجد اليمن نفسها مرغمة على عيش واقع مرير لكنه كان بطعم الحرية إذ وجد الشعب اليمني في التداعيات الكارثية الناجمة عن العدوان والحصار وما يصاحبها من آلام ومآسِ أن العيش في ظل الحرية والكرامة والعزة أفضل من الشعور بالمذلة والهوان ومن التودّد إلى الأعداء من أجل الحصول على لقمة العيش التي سلبوها من اليمنيين دون وجه حق.

 

يعلم الشعب اليمني أنّ ثمن الحريّة باهظ جداً، وأن الوصول إلى الاستقلال التام والانعتاق من ذل التبعية والارتهان للعدو أمر غير يسير بل غاية تحتاج إلى المزيد من الصبر والعزيمة والنضال خاصة وقد تكالبت عليهم قوى الشر وامبراطوريات السلاح والمال ليتمثل في عدوان فاجر متعدد القبح والعهر والجبن ومزود بترسانته المهولة والمتنوّعة من أحدث ما توصلت إليه تقنيات صناعة الموت والخراب ولكن رغم كلّ ذلك، كان اليمنيون أشد قوة وبأساً، ونهضوا من بين الركام يجابهون هذا العدو ويمرغون أنفه في التراب.

 

مظاهر الوصاية بعد 1962م

 

منذ قيام ثورة الـ26من سبتمبر من العام 1962م تعددت مظاهر الوصاية على اليمن بداية من الوصاية المصرية التي اعتبرت الثورة اليمنية مكسبا مصريا خالصا عبثت طويلا في اليمن قبل أن ترحل قسرا بعد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وعندها عاد النظام السعودي الى التحكم بمسار الثورة ومصالح الشعب اليمني والسيطرة المطلقة على سيادته وقراره الوطني.

 

بدت مظاهر الوصاية الخارجية على اليمن مبكرا بعد قيام ثورة 26سبتمبر وخرجت الحرب الضروس التي خاضتها الأطراف اليمنية ” جمهوريين -ملكيين” من سياقها المحلي بفعل كل من النظامين السعودي والمصري حيث تحولت الى حرب إقليمية لتصفي الدولتان خلافاتهما على الأراضي اليمنية وحتى الحوارات التي كانت تجري بشأن وقف الحرب كانت بين مصر والسعودية بعيدا عن اي طرف يمني واقتصر التمثيل الوطني في تلك المواجهة على تلقي دعم الدولتين لتغذية الصراع وإطالة أمده .

 

ويقول باحثون ومهتمون في الشأن اليمني إن مساندة جمهورية مصر لثورة 26سبتمبر لم تكن مثالية بالصورة المتعارف عليها في الثقافة الشعبية اليمنية المغلوطة، فقد أراد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنصيب نفسه وصيا على اليمن وتسببت تلك الوصاية في نشوب خلافات بين الثوار أنفسهم أدت إلى ظهور تصدعات في صفوف الجمهوريين، بسبب تطرفه الأيديولوجي، حيث كان يحرض القوميين (أو بالأصح الناصريين) ضد الإسلاميين والقبائل والبعثيين.

 

كما تسببت تلك الوصاية في تعميق الخلافات حتى بين الثوار في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني، عندما أقدم على الدمج القسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بحضور بعض أعضاء الجبهتين في القاهرة وبدون معرفة أو موافقة قيادات الجبهتين في عدن، والتي كانت مشغولة بالنضال ضد الاحتلال البريطاني، فتسبب ذلك الدمج في تعميق الخلافات بين الفرقاء الجنوبيين، ثم سجنه لأعضاء حكومة الرئيس عبد الله السلال في القاهرة في وقت لاحق، وغير ذلك من التصرفات غير المنطقية وغير اللائقة باليمن قيادة وشعبا.

 

ويروي المناضل اليمني المعروف أحمد محمد النعمان في مذكراته قصة سجن قيادة اليمن الثورية في القاهرة بأوامر من عبدالناصر والتي شملت حوالي ستين من كبارالشخصيات وعلى رأسهم القاضي عبدالرحمن الإرياني والأستاذ أحمد محمد نعمان (عضوا المجلس الجمهوري) والفريق حسن العمري (رئيس الحكومة) وذلك في العام 1966م اثر اشتداد الخلاف بين القيادات السياسية في صنعاء قبل أن يتوجهوا إلى القاهرة لمناقشة وحل الخلاف لكن تم زجهم جميعا في السجن وكان ذلك الأمر من قبل الرئيس عبدالناصر مذهلاً حدّ الصدمة وإهانة كبيرة لليمن حيث تم اقتيادهم إلـى زنزانات منفردة وأغلقوا الأبواب على المجموعة الأولى من “الضيوف”.

 

ويصف المناضل النعمان في مذكراته الحالة المزرية للزنزانة وانعدام التهوية والإضاءة وكان الأشدّ مرارة عدم القدرة على الذهاب إلى دورة المياه، إلّا حين يسمح السجّان، بعد التأكد من أن السجين لن يلتقي بأحد من زملائه في الطريق إليها ومنها، وهو ما عبّر عنه النعمان في عبارة شهيرة ذاع صيتها قالها لمدير السجن بعد أشهر من اعتقاله، حين سأله مدير السجن وكان يعرف باسم بسيوني إن كان مرتاحاً في سجنه، فسخر منه النعمان، قائلاً “كنّا أيام الإمام نطالب بحرّية القول، أما اليوم فنطالب بحرية البول”.

 

وفي صباح اليوم التالي من اعتقال كبار الشخصيات اليمنية ، اعتُقل عدد آخر من الوزراء والمسؤولين والضباط (كان من بينهم الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وعلي سيف الخولاني رئيس الأركان ومحمد تلها مدير الأمن العام وحسين المسوري ويحيى مصلح وعلي المؤيد ويحيى المتوكل ومحمد أبو لحوم) وغيرهم وأودعوا جميعاً في السجن الحربي في زنزانات انفرادية.

 

بقي هؤلاء القادة من اليمنيون في السجن الانفرادي لمدة تسعة أشهر وعشرة أيام ويقول النعمان عن تلك الفترة “لم يكن أي سجين يعرف أي شيء عن غيره، ويلاقي العذاب نفسه، يأنس لنفسه، لا يتكلم مع أحد ولا يكلمه أحد. لا يرى الشمس ولا يعرف من أين تشرق ولا يعرف أي شيء وهو في الزنزانة. يرمون له الأكل في الوقت الذي يريدون. يعطيك الفطور الساعة 12 ظهراً، ويعطيك الغداء الساعة 6 بعد الظهر، ويعطيك العشاء في منتصف الليل، ولم يكن مسموحاً للسجين الاستماع إلى الراديو أو قراءة الصحف”.

 

عاش النعمان وبقية المعتقلين معزولين عن العالم، لا يعلمون ما يدور خارج زنزاناتهم، ولم يعلموا أنّ حرباً قد قامت وانتهت. وعن تلك الفترة، يقول في “مذكراته “، “لم نكن نسمع أو نعرف عن الحرب شيئاً، إلّا حين فتح أحد السجّانين باب الزنزانة كأنّما يريد أن ينتقم من الهوان الذي يتلقّاه ليتشفّى كأنه منتصر، وقال لي: عم نعمان. الفرج جاء. قلتُ له: هل سيخرجوننا؟ قال: لا. جيشنا انهزم وإسرائيل في السويس والرئيس استقال وكلهم استقالوا… وللتأكيد على كلامه جاء له السجّان بالجريدة. وفي تلك الليلة، صارت “حرية البول” متاحة وبات اللقاء مع بقية المعتقلين مسموحاً، فجاء لزيارته زميل قديم هو المرحوم محمد حسن صبرة الذي كان قد أُخرج قبلها للعلاج، إلّا أنهم أعادوه بعدما ازدحمت المستشفيات بالجرحى.

 

هذه القصة التي تحفل بالكثير من الطرافة والوجع حد البكاء تجسد جانبا من حجم الوصاية والسيطرة التي فرضت على اليمن من قبل الأشقاء في مصر لكنها لم تنته بالخروج المصري بل أخذت أشكالا عديدة ومن جهات متعددة وخاصة من النظام السعودي حيث واصل هيمنته على الوطن اليمني إلى ما قبيل اندلاع الثورة الشعبية.

 

وصاية السعودية

 

وصل الحال بالأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم اليمن منذ قيام ثورة 26سبتمبر إلى درجة التسليم والخنوع الكامل للنظام السعودي ولم يجرؤ أي قائد أو نظام على الوقوف في وجه المملكة وأجندتها الخبيثة في اليمن ووصل الأمر بتلك القيادات لمستوى تعجز فيه عن تعيين وزير أو محافظ أو حتى الإعلان عن رؤية هلالي شعبان ورمضان إلا بإذن من القصر الملكي وكان الموت عقابا لمن يحاول الخروج عن تلك العباءة السعودية وهو المصير الذي لاقاه الرئيس ابراهيم الحمدي عقب زيارته فرنسا دون إذن من الرياض ومساعيه لبناء مشروع نهضة يمني حضاري.

 

كان من أبرز مظاهر الوصاية للنظام السعودي على اليمن وهو الذي كان ولازال الذراع لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا في المنطقة مصادرة القرار السيادي ومنع أي توجه لاستخراج ثروات البلد وتمكين اليمنيين من بناء دولتهم والانطلاق بها في رحاب التقدم والنهوض الحضاري لذلك كان نجاح ثورة الـ21من سبتمبر من العام 2014م التي رفعت شعار التحرر والاستقلال كان بمثابة الصدمة لحكام الرياض وأسيادهم من خلفهم إذ خرج الساسةُ الصهاينة والأمريكان ليصرِّحوا بشكل علني وباعتراف صريح أن نجاحَ الثورة شكّل ضربةً قاضيةً لمصالحهم في اليمن والمنطقة، وأن سقوط القوى التابعة لهم في اليمن شكّل خطراً كبيراً على مصالحهم في اليمن.

 

وهنا نعود الى تصريحات رئيسُ الوزراء الصهيوني نتنياهو حينها والتي قال فيها إن نجاح ثورة 21 سبتمبر، وانتزاع الشعب اليمني لسيادته المسلوبة التي كانت تتحكم بها إسرائيل وأمريكا عبر أدواتها في اليمن يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني، خصوصاً بعد سيطرتهم على باب المندب والمناطق الساحلية، وكذا المناطق النفطية في الشمال والجنوب، كما أكّـد الساسة الأمريكيون بدورهم وعبر وسائل الإعلام أن انهيارَ القوى المتحالفة مع الإدارة الأمريكية وسقوط سُلطتها في اليمن يهدّدُ المصالح الأمريكية في اليمن ويقضي على الأهداف -الأطماع – الأمريكية في اليمن، وهو ما لن تسمحَ به أمريكا.

 

واعترف المستشارُ السعودي الجنرال أنور عشقي يومها وبكل صراحة أن هناك ثرواتٍ طائلة جِـدًّا في اليمن وآباراً نفطية عملاقة في الجوف وباب المندب!، وأن هذه الثروات ستستخرج عبر تحالف أمريكي صهيوني سعودي وأن ثورة الـ 21 سبتمبر قضت على هذا المخطّط والمشاريع؛ لأَنَّ الشعبَ اليمني انتزع قرار سيادته من القوى المحلية والتي كانت تحقّق تلك الأهداف، فيما دعا وزيرُ حرب الكيان الصهيوني والمسؤولون الصهاينة إلى مواجهة الثورة الشعبيّة سياسياً وعسكرياً واستعادة الهيمنة على اليمن؛ من أجل تحقيق المخطّطات والأهداف المشتركة بين الكيان الصهيوني وأمريكا، داعين نظام آل سعود للتحَرّك السريع من أجل استعادة الهيمنة وإعادة اليمن إلى التحكم السعودي الأمريكي، وعدم السماح للشعب اليمني بمواصلة الثورة وتحقيق التحرر والاستقلال التام لليمن وشعبه ومن ثم كان العدوان السعودي الأمريكي بعد أشهر فقط من نجاح الثورة الشعبية على أمل وأد الحلم اليمني في الحرية والاستقلال وهو في المهد.

 

إسقاط مشاريع الوصاية

 

أسقطت ثورة الـ21من سبتمبر كل أشكال الوصاية والتبعية على اليمن بعد ان كشفت الاحتواء الرخيص الذي فرضته أمريكا وأدواتها في المنطقة لثورة الشباب في 2011م من خلال إطلاق ” المبادرة الخليجية ” وهي كما يقول محللون سياسيون أولَ رد فعل خارجي، بالتضافر مع قوى يمنية محلية؛ لإجهاض ثورة فبراير 2011، التي لم تكن ضد شخص علي عبدالله صالح، بقدر ما كانت ضد منهج شامل للنظام قبل ما عُرف بـ “الربيع العربي”. وهي عبارة عن مشروع سياسي أعلنته دول الخليج في 3 أبريل 2011م؛ لاستيعاب “ثورة الشباب اليمنية”، ورعاه كُـلٌّ من: مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية والاتّحاد الأوروبي. وعملت المبادرة على نقل السلطة من شخص علي عبدالله صالح إلى عبدربه منصور هادي، بعد تعليق العمل بالدستور.

 

جاءت هذه المبادرة بكل مكوناتها لاحتواء العمل الثوري، وعرقلة التحولات التي كانت تنشُدُها ”الثورة”، وكان هدفها الأول التحايل على تطلعات الشعب اليمني من خلال توفيق مصالح الأقطاب السياسية، وتحقيق محاصصة عمادُها عملية تقسيم اليمن، على حساب مطالب الشراكة الوطنية والتنمية المتوازنة، وسعت المبادرة في هدفها الأكبر إلى الحفاظ على الهيمنة الخليجية – الأميركية على القرار اليمني.

 

حاولت الأطرافُ الراعية للمبادرة الخليجية، تنفيذ ما عجزت عن تكريسه من خلال إطلاق الحوار الذي ضمت إليه الحراك الجنوبي وحركة أنصار الله. وعملت هذه الأطراف على توجيه مؤتمر الحوار قبل أن تصلَ إلى إعاقته في النهاية. وتم اغتيالُ كوادر أنصار الله في الحوار كالبرلماني الدكتور “عبدالكريم جدبان” في 22 نوفمبر 2013م، وعضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد شرف الدين في21 يناير 2014م. ومن جهة الحراك الجنوبي، استقالت بعض قياداته من الحراك وقالت إن هناك مؤامرة على قضية الجنوب، وأكّـدت في وقتها أن وقائع الحوار تسير لإنتاج منظومة الحكم السابقة، وإلى فرض تقسيم الجنوب لأكثرَ من إقليم. وانتهى مؤتمر الحوار بفرض هادي إقرار تقسيم اليمن إلى بلدٍ اتّحاديٍّ من 6 أقاليم متناحرة

 

الإدراك العميق من قبل أنصار الله لكل تلك المخططات والأهداف الرخيصة للأعداء كان وراء اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م الشعبية باعتبارها مساراٍ تصحيحيا، للتحولات التي طمح إليها الشعبُ اليمني قبل أن تتمَّ مصادرتُها وعلى رأسها ثورة الشباب في فبراير 2011م. كما أنها أتت لتسقط كُـلّ مشاريع الهيمنة وتسُدَّ الأبوابَ التي كانت تُفتحُ؛ لتكريس الوصاية على القرار اليمني مجددا ، ولإفشال مشروع تقسيم اليمن إلى أقاليمَ تتصارع فيما بينها وهو ما كان ومازال متواصلا متوقدا في نفوس وضمائر كل اليمنيين رغم العدوان والحصار وكل التحديات الناجمة عنهما فقد عرف الشعب طريقه ولن يتراجع قيد انملة حتى يتجسد لحن ” لن ترى الدنيا على ارضي وصيا” حقيقة على الواقع اليمني.

 

(الثورة – حمدي دوبلة)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com