المنبر الاعلامي الحر

أسماء ٧ أوراق قذرة من كوتشينة الوصاية أطاحت بها ثورة 21 سبتمبر مع نماذج مختصرة جداً لجرائمهم وتاريخهم الأسود.. لعنة اليمن وخازن جهنم وابن السفارات والمتغطرس المنحط الذي كان يتسكع خلف الفتيات في شوارع العاصمة صنعاء

أسماء ٧ أوراق قذرة من كوتشينة الوصاية أطاحت بها ثورة 21 سبتمبر مع نماذج مختصرة جداً لجرائمهم وتاريخهم الأسود.. لعنة اليمن وخازن جهنم وابن السفارات والمتغطرس المنحط الذي كان يتسكع خلف الفتيات في شوارع العاصمة صنعاء

يمني برس:

 

قبل أشهر فقط من ثورة 21 أيلول/ سبتمبر كان أغلب اليمنيين لا يذكرون أسماء مثل علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وبعض قيادات حزب الخونج إلا همسا.

 

فقد كان أولئك مع كبير الخونة عبد ربه منصور هادي وطوال عقود عصابة تعاملت مع البلد كغنيمة مسروقة ومع الشعب كأسير رخيص.

 

كانت أقل شرور هذه العصابة التي اعتاد الناس على تداولها أنها سرقت ثروات الشعب لعقود، أما أسوأ شرورها فقد كان يتخافت بها الناس خوفا وهم يذكرون قصص تدريب علي محسن جنوده على عمليات ذبح بشر حقيقيين داخل الفرقة الأولى مدرع، وقصص مرور حميد الأحمر بموكب مكون من 300 سيارة، وقد كانوا في ذهنية الشعب نافذين خرافيين يتهيب الناس التفكير بزوالهم حتى.

 

في هذا التقرير بعض الظالمين الذين أطاحت ثورة 21 أيلول/سبتمبر بأساطيرهم مع نماذج مختصرة جدا لجرائمهم وتاريخهم الأسود.

 

جنرال التخريب

 

قبل أن تسقطه ثورة 21 أيلول/سبتمبر كان التفكير بسقوط علي محسن الأحمر الذي تسيد إمبراطورية من التطرف والفساد والظلم والنفوذ والثراء في اليمن، نوعا من الطيش.

 

هذا الجنرال العجوز لم يكن في شبابه ذا شأن يذكر، لكن عشقه لخدمة رجل السعودية الأول الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، لفت أنظار العميد صالح هديان، الملحق العسكري السعودي بصنعاء.

 

فسعى هديان إلى إقصاء العقيد علي قناف زهرة من قيادة سلاح المدرعات ليعين علي محسن الأحمر بدلاً عنه، لتضمن المملكة بذلك خادماً مطيعاً في اليمن، وذراعاً للمد الوهابي السعودي فيها، ومظلة للجماعات التكفيرية.

 

وكان علي محسن والفضلي والزنداني وصعتر والحارثي والوادعي وغيرهم يمثلون خلية عالية النفوذ والقوة للتخريب في اليمن ونشر الفكر الوهابي الإرهابي.

 

وتولى علي محسن تأمين نقل تكفيريي «القاعدة» من السعودية إلى اليمن في إطار سعي المملكة لتنظيف صورتها أمام الرأي العام العالمي وإظهار أنها ضحية للإرهاب وليست منبعا له.

 

الأمر المخيف هو ما ظهر في أحد العروض العسكرية التي تمت إقامتها في 27/9/2001م في مقر معسكر الفرقة الأولى مدرع بحضور علي محسن الأحمر، حيث وضحت المشاهد التي عُرضت للمناورة كيف يتم تدريب الجنود على الذبح وقطع الرؤوس، وكان حينها مقدم العرض العسكري يتحدث بذات العبارات التي يستخدمها تكفيريو تنظيم «القاعدة»، مثل قوله: «ولا فائدة إلا باقتلاع رأسه عن جسده.. ها هم الآن يقتلعون رأسه عن جسده.. ها هم قد اقتلعوا رأسه».

 

وكان لعلي محسن الأحمر النصيب الأكبر من الارتباطات والعلاقات مع تنظيم «القاعدة» منذ الثمانينيات، وهو ما أكده تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في نوفمبر 2000، والذي أورد عن مصادر استخباراتية أمريكية أن علي محسن سافر إلى أفغانستان في الثمانينيات للقاء زعيم التنظيم أسامة بن لادن.

 

وترعرع في كنف علي محسن جيش عدن- أبين (الذي قاده خالد عبدالنبي)، ووصل به الأمر حد مصاهرة طارق الفضلي أحد زعماء «القاعدة» العائدين من أفغانستان.

 

كما كان علي محسن المجرم الأبرز خلال الحروب الست على صعدة، فهو صاحب التقارير المضللة ومستثمر الحروب، وهو الذي منح المواجهة منذ لحظتها الأولى صبغة مذهبية.

 

كما كان الجنرال الخبيث خلف شب نار الثارات والحروب التي لا تنتهي بين القبائل، كما استثمر ارتباطاته الوثيقة مع كثير من المشائخ لجعلهم ضمن خيوط عبث السعودية في اليمن، وكانت «اللجنة الخاصة» في المملكة تصرف ملايين الريالات السعودية والرواتب له ولمن يدخل تحت قبعته العسكرية.

 

الجنرال العجوز اشتهر بعشقه للأراضي أيضا، وكان يتربع على عرش إمبراطورية أراض مترامية الأطراف في كل المحافظات اليمنية، وقد بسط واستولى على عشرات الآلاف من اللبن في العاصمة صنعاء.

 

كما امتلك العديد من الشركات الاستثمارية، وقبض بيد من حديد على كثير من أنشطة التهريب في الموانئ اليمنية، وهرب من ميناء «ذوباب» بمحافظة تعز، السلاح إلى عدد من الفصائل الصومالية، والتنظيمات الجهادية في إثيوبيا، وسبق لمنظمة العفو الدولية أن أشارت إلى ذلك في تقريرها للعام 2005.

 

ولعلي محسن جرائم أخرى، مثل اختطاف الأجانب أو الشخصيات المهمة، والاعتداء على الشركات المحلية، والأجنبية، والتقطع لناقلات النفط والغاز، وجرائم بحق القوات المسلحة والأمن.

 

حارس مملكة بيت الأحمر

 

بطبيعة الحال فقد كان لعلي محسن أذرع قوية فاسدة مثله، ومنهم العميد حميد القشيبي، الذي كان حارس علي محسن وحزب الخونج وبيت الأحمر في معقلهم الأقوى في محافظة عمران، وشارك في جرائم علي محسن في الحروب الست على صعدة، وكان اللواء 310 مخصصاً لاحتضان تكفيريي الخونج وبقية الجماعات المتطرفة.

 

عام 2014 قاتل القشيبي دفاعاً عن نفوذه ونفوذ بيت الأحمر وحزب الخونج. وتسلمت فروع حزب الخونج في محافظة عمران أسلحة وذخائر من معسكر القشيبي لقتال «أنصار الله»، وتحولت هذه الفروع إلى ثكنات للسلاح، وأشرف على توزيعها كل من أحمد عافية وعبدالرحمن الصعر والبكري وعبدالمحسن دبيه، وجميعهم قيادات في حزب الخونج.

 

وكان اللواء 310 معسكراً تدريبياً للمئات من عناصر حزب الخونج من المحافظات كافة، ولمئات التكفيريين من البيضاء وأبين.

 

خازن جهنم الخونج

 

ليست الجرائم السياسية والخيانات الوطنية هي كل ما يتقنه عملاء حزب الخونج، كذلك فإن الدم والخونج متلازمتان تاريخيتان يحكيان تاريخا وسجلا أسود للجريمة المنظمة من قبل جماعة منظمة، من أبرز رجالها زعيم حزب الخونج محمد اليدومي الذي يلبس اليوم زي رجل السياسة المدني المتحضر.

 

فقد أشرف اليدومي عندما كان مساعد المرشد العام لجماعة إخوان اليمن والعقيد في الأمن الوطني في السبعينيات والثمانينيات، على معظم العمليات القذرة، إذ كان مشرف الغرف السوداء وفرق التعذيب فيه والمختص باغتيال السياسيين أو تصفيتهم على كراسي الموت أو الاغتيال والتنكيل بالجثث.

 

قتل اليدومي بيديه وركلا ببيادته العسكرية الكثير من المعتقلين أثناء تعذيبهم عندما كان رئيس وحدة مكافحة القوميين واليساريين في الأمن الوطني.

 

واشتهر بطقوس غريبة وسادية في التعذيب حيث كان يترك الضحية معلقا ويذهب للصلاة ثم يعود ليكمل المهمة المقدسة!

 

وهكذا استمرت مدرسة اليدومي وحزب الخونج طوال عقود وبشكل منظم أكثر وأقوى وسري مع امتلاكها جناحاً عسكرياً تمثل بالفرقة الأولى مدرع، ونفوذاً سياسياً عريضاً جدا وثروات مالية لا نهاية لها من بيت الأحمر وقيادات الخونج، وغطاء دينياً أبرز رجاله عبدالمجيد الزنداني.

 

المتغطرس المنحط

 

قفز حميد الأحمر من حياة التسكع خلف الفتيات في شوارع العاصمة صنعاء إلى عالم المليارديرات، ثم إلى المزاحمة في عالم السياسة، وكان أحد أكبر الجلاوزة تعاليا وكبراً وغطرسة، ولايزال كما هو، ولم يتغير حتى الآن، فقد نقل عنه أنه قال في إسطنبول: «لا شيء يعوض خسارتي منذ العام 2006، ولو عدت إلى اليمن فلن أترك حجراً في منزل كل من ساند الحوثيين من مشائخ حاشد».

 

منذ البداية تربى حميد الأحمر في أسرة بنت إمبراطوريتها من ابتزاز الأنظمة السياسية المتعاقبة ومن الانقلاب ضدها عندما تسقط.

 

فقد كانوا حلفاء الأئمة، وحين اشتعلت ثورة 1962 استولى الشيخ عبدالله الأحمر (والد حميد) على جميع أملاك آل حميد الدين التي قدرت بنصف مليون لبنة في صعدة وعمران والجوف وصنعاء.

 

وكانت أسرة بيت الأحمر «شرطي الخليج» في اليمن التي تضبط إيقاع سياسة النظام على لحن السعودية، لذلك توارثوا المناصب، حتى على مستوى مجلس النواب الذي ظلت رئاسته حكراً على الأسرة.

 

لكن حميد لاحظ نفوذ أبيه كرئيس لحزب الخونج، ورئيس لمجلس النواب، وبدأ يشق طريقاً آخر وبدأ يبني ثروة أسطورية بطرق غير مشروعة.

 

وصعد الفرعون الصغير على سلم النهب الجائر إلى عالم المليارديرات، ثم تحول بفضل العصا السحرية للخونج إلى «قائد ثورة الشباب»، ولكن عندما سُئل عمّا قدمه لوطنه من منجزات، رد بغباء: «أنا رئيس لجنة الأيتام في جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية»..!

 

وكان حميد يستخدم نفوذه المالي الكبير لابتزاز الحكومة وابتزاز حزب الخونج نفسه ليمرر ما يرغب به، كما أن حوله اتهامات بأن له صلة وثيقة بجرائم ساحة التغيير عام 2011.

 

خلال بضعة أعوام أصبحت ممتلكات حميد الأحمر إمبراطورية يصعب حصرها، ولكنها إمبراطورية مسروقة من مال الشعب، منها بنك سبأ الإسلامي، كما يملك عددا من الجامعات والمستشفيات الخاصة، ويملك من الأراضي ما يساوي في المساحة مدينة الحديدة، إضافة إلى قرابة 170 شركة تجارية تعمل في مختلف المجالات الاستثمارية، وهناك العديد من المدن السكنية التي يملكها حميد في عدة محافظات يمنية، فضلاً عن العديد من الممتلكات والاستثمارات خارج اليمن.

 

عمالة من المهد إلى اللحد

 

أما الخائن عبد ربه منصور هادي فكان أشبه بلعنة أصابت اليمن، فبقدرة قادر وجده اليمنيون حاكما على رؤوسهم، مع أنه لا يحكم، وإنما هو أداة بيد الطامعين في اليمن، وقد اؤتمن هادي قائدا لليمن مع أنه لا يحترم دستوراً ولا قانوناً ولا يهتم بدماء الشعب ولا يكترث بانتهاك سيادة الوطن واستقلاله، ولا يهمه لو زال اليمن بكل ما فيه من الوجود.

 

وتاريخ العميل هادي أسود من أقصاه حتى أقصاه، ومن جنوب الوطن إلى شماله، فهو منذ البداية عميل بريطاني، إذ عمل خادماً مع جهاز الاستخبارات البريطاني في خمسينيات القرن الماضي، وقمع وقتل وعذب أبناء الجنوب، وكان له فرق إعدام لملاحقة وقتل ثوار الجبهة القومية وجبهة التحرير. ثم كان عميلا لهم ولغيرهم طوال مسيرته السياسية وربما حياته.

 

وقد ارتكب العميل هادي مجازر دامية والتصفية بالبطاقة الشخصية في ما يعرف بأحداث 86، حيث تم تصفية المئات من الضباط والجنود في معسكري بدر والصولبان وبشكل جماعي، وكانت الفرق التابعة له تقوم بالإعدام بحسب البطاقة الشخصية ومكان الميلاد، وتم تصفية الجرحى على أسرّة الرقود أو داخل غرف العمليات في المستشفيات.

 

ومنذ تولى هادي الرئاسة عمل بشكل واضح على تنفيذ مخطط تآمري أمريكي بريطاني سعودي قدم اليمن لكل الأعداء والطامعين التاريخيين على طبق من ذهب، في خيانة لن ينساها اليمن لقرون لشدة قساوتها وفظاعة طعنة الخيانة التي تعرض لها. ونفذ خيانته مستخدماً صلاحياته الدستورية كرئيس للبلاد لتنفيذ هذه المؤامرة، فأغرق البلاد بالفوضى والفساد والإرهاب، وجرها جرا للفشل السياسي والاقتصادي والأمني، وقام بتفكيك الجيش والأمن، وتسليمهما عمليا للأمريكان، وأخذ الأمريكان كل ما يتعلق بالقوات المسلحة والأمن من تفاصيل حتى على مستوى مخططات المباني في المعسكرات والوزارات.

 

سلم هادي زمام البلاد إلى الأمريكيين والبريطانيين وكل من يعمل تحتهم من العملاء والتنظيمات التكفيرية، وخلال 3 سنوات فقط زعزع اليمن وخلخل كيانه واستطاع أن يوصله إلى حافة الهاوية. 

 

فكانت معسكرات البلاد إما أوكاراً للإرهابيين، أو جنودا للأمريكان، وكانت شوارع اليمن وطرقاتها خطوطاً ساخنة نحو الموت، بكواتم الصوت التي قتلت الأكاديميين والكوادر والضباط، وبالعبوات الناسفة التي قتلت الجنود على أبواب وداخل المعسكرات، وسواطير الذبح التي ذبحت الجنود اليمنيين بالبطاقة، ووصل الأمر إلى اغتيال الطيارين وإسقاطهم من الجو بطائراتهم على رؤوس الناس، والأدهى من كل ذلك أن وصل الإرهاب إلى أعلى معاقل الدولة الأمنية، وهي وزارة الدفاع، حيث طالتها يد التكفير عام 2013، بالرغم من أنه كانت هناك تقارير وصلت إلى هادي تحذر من حصول العملية، ولكنه لم يفعل شيئا، بل أبدى ارتياحا من حصولها كما ظهر خلال تسريب المكاملة الصوتية بينه وبين مدير مكتبه حينها أحمد عوض بن مبارك عام 2015.

 

ابن السفارات

 

أحمد عوض بن مبارك يمثل جوكر العمالة، فقد كان مساعدا للخائن هادي وتلميذاً نجيبا للأمريكان، وبالتالي فقد لعب دور الوسيط بین هادي والغرب خلال فترة حكم هادي لليمن، وكان خير من يمرر مشاريعهم التي ألحقت باليمن أكبر الكوارث والمآسي، وقد أطلق عليه البعض لقب «ابن السفارات»، فهو من كان ولايزال يعبث بالملف اليمني، وهو من يدير فريق مرتزقة الفنادق وحكومتهم لصالح القوى الخارجية.

 

رجل المملكة في صعدة

 

عثمان مجلي رجل آخر أطاحت به مخاضات ثورة 21 أيلول/سبتمبر، وكغيره كان يملك ثروات طائلة من أموال الشعب المنهوبة، كما كان صاحب قوة قبلية، فاستطاع تسخير كثير من القبائل في صعدة لتعمل وفق الأهداف السعودية، فكان أحد أقوى رجال السعودية وأخطرهم في صعدة واليمن.

 

كان مجلي أحد أكثر المشائخ القبليين نفوذا في محافظة صعدة، ولكنه عاش وتحرك تحت الغترة السعودية، فقد كان ولايزال من أكثر العملاء الذين تفضلهم وتثق بهم السعودية، وأبرز من شاركوا بكل قوة في الحروب الست وجرائمها بحق اليمنيين في صعدة.

 

في عهد علي صالح، بدأ مجلي مزاوجة السلطة بالتجارة بأسلوب انتهازي يعرفه كل أبناء صعدة، وأصبح من أرباب رؤوس الأموال، مستغلاً مناصبه القيادية والحروب التي سفك فيها الدم اليمني، ومن ذلك استغلاله ما عرف بـ«مجلس التضامن القبلي» الذي رأسه حينها، والذي مثل منجماً للثراء بالنسبة لمجلي، إذ حظي المجلس بدعم لا محدود من السلطة بالمال والسلاح.

 

ومع قيام ثورة 21 أيلول، سقط مجلي وتداعت حصونه وفر إلى السعودية، ولايزال هناك حتى اليوم، وقد لعب دورا هاما في طلب تدخل دول العدوان وعلى رأسها السعودية، كما قام بدور رئيسي، ومن خلال شبكة علاقاته الواسعة، في إقناع بعض القبائل ورجالها بالانخراط في صفوف المرتزقة.

 

*(غازي المفلحي – صحيفة لا)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com