المنبر الاعلامي الحر

أكبرُ احتفال في التاريخ

أكبرُ احتفال في التاريخ

يمني برس- كتب/ صالح مقبل فارع

 

■ فِيْ هَذَا الْيَوْم الْاثْنَيْنِ 12 رَبِيْع الأَوَّل 1443هــ، الْمُوَافِق: 18/10/2021م، خرجنا نَحْنُ اليمنيين جَمِيْعًا إِلَى الساحات والميادين نحتفل بمولد النَّبِي الْكَرِيْم، مُحَمَّد بن عَبْداللَّهِ بن عَبْدالْمُطَّلِبِ بن هَاشِم، نبينا ورسولنا وقدوتنا، وخاتم النبيين وإمام المرسلين، وهادينا إِلَى الصراط المستقيم، ومخرجنا من الظلمات إِلَى النُّوْر.

 

■ فِيْ سَابِقَة لا يُوْجَد لَهَا نظير، ملايين البشر من اليمنيين يحتفلون بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِي الشَّرِيْف، فِيْ أَمَانَة الْعَاصِمَة صَنْعَاء، وأَكْثَر من 14 مُحَافَظَة يمنية، وَهِيَ المحافظات المحررة من الْعُدْوَان الَّتِي تحت سلطة الْمَجْلِس السِّيَاسِي الأَعْلَى وحكومة الإِنْقَاذ بصنعاء، والمحافظات الَّتِي أُقِيْمَ فِيْهَا الاحْتِفَال بِالْمَوْلِدِ هِيَ: صَنْعَاء، صَعْدَة، عَمْرَان، الْجَوْف، مَأْرِب، الْمَحْوِيْت، رَيْمَة، الْحُدَيْدَة، إب، تَعِز، ذَمَار، الْبَيْضَاء، الضَّالِع، أَمَانَة الْعَاصِمَة، حَجَّة، فِيْ أَكْثَر من 25 ساحة فِيْ مختلف المحافظات المحررة الْمَذْكُوْرَة آنفاً.

 

■ ونظرًا للحشود الْكَبِيْرَة والخروج الكبير يعتبر احْتِفَالنَا هَذَا الْيَوْم هُوَ أكبر احْتِفَال فِيْ التَّارِيْخ، رُغْمَ الحصار والعدوان والقصف والبؤس والفقر والاحتلال، لَكِنَّنا خرجنا بِهَذَا الجمع الكبير فِيْ سَابِقَة لم يحدث مثلها أَبَدًا، احْتِفَال لا يُوْجَد لَهُ نظير وَلا مِثْل وَلا نِد، احْتِفَال مليوني.

 

■ احْتِفَالنَا بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِي الشَّرِيْف وخروجنا الكبير والمشرف هَذَا يُوَكِّد ارتباطنا بمحمد بن عَبْداللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وبرسالته الإِسْلامِيَّة، ويؤكد عمق حبِّنَا لرسول اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-

 

■ أَمَانَة الْعَاصِمَة صَنْعَاء أقامت احتفالها فِيْ ميدان السَّبْعِيْنَ، وميدان السَّبْعِيْنَ رُغْمَ أَنَّهُ كَبِيْر وواسع جدًّا لَكِنَّهُ لم يستوعب كل الحشود الَّتِي حضرت الاحْتِفَال المليوني بذكرى الْمَوْلِد النَّبَوِي الشَّرِيْف إِذْ حضره الْيَوْم ضِعْف اتساعه، أي: بِمَا يتسع لاثنين ميادين للسبعين.

 

■ لَيْسَ غريباً عَلَيْنَا نَحْنُ اليمنيين إقامتنا لهذا الاحْتِفَال البهيج والكبير والمليوني؛ لِأَنَّ رَسُوْل اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- متجذر حبه فِيْ أَعْمَاق أَعْمَاق قلوبنا، وَنَحْنُ نحبه ونحبه ونحبه ونحبه أَكْثَر من أي شعب آخر. فإذا كَانَ أجدادنا الأوس والخزرج (الأَنْصَار) هُمْ الوحيدون الَّذِيْ آووا رَسُوْل اللَّه ونصروه وأحبوه، فنحن أحفادهم نحبه أَيْضًا، ونستقي هَذَا الحب منهم، والحب ممتد من عصرهم إِلَى عصرنا.

 

■ فِيْ السابق كنا نحتفل سنويًّا بمولد رَسُوْل اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ولكن عَلَى شكل شعبي فَقَطْ، فِيْ المساجد والمدارس العلمية والمراكز، بذكر سيرته وَالصَّلاة عَلَيْهِ وقراءة القصائد الشعرية المعبرة عن حبه، وترديد الأَنَاشِيْد والزوامل المفعمة بحبه وذكره -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، كنا مستمرين عَلَى هَذَا المنوال ومحتفلين بِالْمَوْلِدِ مُنْذُ مئات السنين، ولكن بشكل شعبي، ولكن قبل سَنَوَات عديدة تحول الاحْتِفَال بِالْمَوْلِدِ من شعبي إِلَى احْتِفَال رَسْمِي من قِبَل الدَّوْلَة والحكومة فِيْ صَنْعَاء. وَهَذَا أَصْبَحَ لَهُ زخم كَبِيْر وتفاعل أكبر وحضور حاشد ومليوني وَتَنْظِيْم دقيق.

 

■ سبق الاحْتِفَال بِهَذَا الْيَوْم احتفالات فرعية للمؤسسات والهيئات والشركات والوزارات والمجتمعات والقرى والمديريات والعُزل وغيرها، ذكورًا وإناثًا، نساءً ورجالاً، بدأت هَذِهِ الْفَعَالِيَات والاحتفالات من 1 رَبِيْع الأَوَّل 1443هـ، أي: من بداية هَذَا الشهر إِلَى يومنا هَذَا الْاثْنَيْنِ: 12 رَبِيْع الأَوَّل 1443هــ، الْمُوَافِق: 18/10/2021م.

 

■ لا يقتصر احْتِفَالُنَا بِالْمَوْلِدِ بالحضور فَقَطْ، بَلْ سبق ذَلِكَ تزيينُ مدننا وقرانا وآثارنا بزينة خَضْرَاء، وعبارات تعبر عن فرحنا بقدوم الْمَوْلِد النَّبَوِي الشَّرِيْف، ومولد نبينا مُحَمَّد رَسُوْل اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فقمنا بتزيين المنشآت والمساجد والبيوت والسيارات والمحلات التِّجَارِيَّة والشوارع بالزينة الْخَضْرَاء وتعليق اللافتات وشراء القناديل الْخَضْرَاء والخرق الْخَضْرَاء والرنج الأَخْضَر والقماش الأَخْضَر طوال الـ12 الأَيَّام الماضية من هَذَا الشهر، وتزيينها فِيْ بيوتنا ومنشآتنا ودكاكينا ومجالسنا وشوارعنا وسياراتنا وَعَلَى جباهنا أَيْضًا، فمُدُنُنَا كلها أَصْبَحت مضاءة باللون الأَخْضَر، وَكَانَتْ كَمَا قَالَ بسام شانع:

 

بالضبط، أين نكون الآن، لا أدري! * فِيْ كوكب الْأَرْض أم فِيْ الْكَوْكَب الدُّرِّي.

 

■ فِيْ هَذَا الْعَام حَتَّى الْبَحْر الأَحْمَر احتفل معنا بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِي الشَّرِيْف، فَقَد قامت مجموعة من الشباب فِيْ الْحُدَيْدَة بالاحتفال بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِي الشَّرِيْف عرض الْبَحْر الأَحْمَر فَوْق عشرات القوارب الَّتِي استخدموها للتعبير عن فرحِهم الكبيرِ بمولد الرَّسُوْل -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com