المنبر الاعلامي الحر

جبهة البحر المتوسط!

جبهة البحر المتوسط!

يمني برس- بقلم- عبدالرحمن الأهنومي

خلال الأيام القليلة الماضية ‘ أي قبل إعلان الجولة الرابعة من التصعيد ‘ كانت الادارة الأمريكية تفترض عبر ناطقيها ومستشاريها وخبرائها ضرورة الحصول على تطمينات من الجانب اليمني مفادها ‘ أن وقف العمليات البحرية بمجرد وقف الحرب ورفع الحصار على غزة وفق أي صيغة ولو كانت “هدنة مؤقتة” ‘ وعدم طرح شروط أخرى كالانسحاب الامني والعسكري من غزة..وتبحث سبل تثبيط جبهة اليمن بأي شكل كان.. فكانت المفاجأة! الجبهة البحرية تمتد الى المتوسط! إن الجولة الرابعة من التصعيد ‘ يمكن تعريفها بمعادلة عسكرية كبرى ‘ تضع مقابل استمرار الحرب الصهيوأمريكية والحصار على غزة ‘ إشعال حرب واسعة الحرائق والنيران تمتد في مسرح عملياتي واسع يشمل المنطقة كلها.

أما في المضمون فهي حصار بحري خانق للعدو الصهيوني..تنطوي على خطوات عسكرية تؤدي لاستكمال تطويق الكيان الصهيوني بحصار بحري شبه كامل ‘ وذلك سيؤدي إلى اختناقات اقتصادية غير مسبوقة تضاف الى الخسائر التي تكبدها جراء الجولات الثلاث التي سبقت هذه الجولة. كما أنها تكرس معادلة ردع للعدو الصهيوني ورعاته من أي عدوان على رفح وتجعل كلفة اجتياح رفع باهضة جدا ‘ وتحمل العدو ورعاته بل وكافة الشركات التي تشغل سفنها الى الكيان أثمانا غير محسوبة.. وفي المجمل إنها إشعال لحرائق كبرى في وجه كيان العدو الصهيوني وراعيته الادارة الأمريكية التي يتوجب عليها أن تحذر نذر اشتعال الحرائق التي لن يكون اشتعالها في صالحها.

كانت أما توقيت إعلان هذه الجولة وبدء تنفيذ القرار العملياتي لها ‘ فهي جاءت بعد الجولات الثلاث والتي تمثلت : أولا/ منع مرور سفن الكيان الصهيوني في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي وثانيا منع عبور كافة السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني وفي مسرح العمليات ذاتها ‘ وتصعيد هذه الجولة إلى استهداف السفن التجارية الأمريكية والبريطانية وقطعهما الحربية ردا على عدوانهما على اليمن. وثالثا بتوسيع مسرح العمليات ضد السفن الصهيونية إلى المحيط الهندي وقد أتت هذه الجولة الرابعة بعد ثلاثين أسبوعا من الحرب لتوسع خارطة الحرب ومسرح عملياتها..وبما يقول لكيان العدو الصهيوني والادارة الأمريكية وكل رعاة إسرائيل بأن عليكم وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها ‘ وليس عليكم أن تبحثوا عن مراهنات أخرى تمنع اليمن عن نصرة غزة ‘ فاليمن لن يخلي الساحات ولن يضع الرايات حتى تقف الحرب على غزة أوزارها.

وفي التوقيت أيضا لناحية المفاوضات فإن هذه الجولة تعزز من الموقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية ‘ وسيذهب المفاوض الفلسطيني لمفاوضة العدو الصهيوني متوكلا على الله ومتكئا على معادلات عسكرية رادعة وخانقة للعدو الصهيوني ‘ وبيديه أوراق قوة يفرض بها شروط المقاومة وينتزغ حقوق الشعب الفلسطيني. خلال الأيام القليلة الماضية ‘ أي قبل إعلان الجولة الرابعة من التصعيد ‘ كان المحللون العسكريون والخبراء في دوائر صنع القرار الأمريكية ومراكز الدراسات ‘ يفترضون ضرورة الحصول على تطمينات من جانب اليمن تتضمن وقف العمليات البحرية بمجرد وقف الحرب ورفع الحصار على غزة وفق أي صيغة ولو كانت “هدنة مؤقتة” ‘ وعدم طرح شروط أخرى كالانسحاب الصهيوني من غزة ‘ ونشر مسؤولون أمريكيون وخبراء عدة تحليلات حول هذه المسألة ‘ وقبل حصولهم على تطمينات ‘ فاجأهم السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله بإعلان الجولة الرابعة من التصعيد العسكري ليمنح غزة ومقاومتها ورقة التفاوض بمعادلة عسكرية كبرى ‘ وبذلك تستطيع المقاومة أن تنجز في المفاوضات انتصارا كاملا بإذن الله. سيعكف المحللون على دراسة جدية التهديدات بتوسيع الجبهة إلى المتوسط ‘ ولكن عليهم ألا يبتعدوا طويلا عن شاشات الأخبار ‘ فقد لا يكملون تقدير موقف واحد إلا وقد سمعوا إعلان عملية أو عمليتين نافذتين ضد سفن صهيونية في البحر المتوسط. قد يبدو إعلان خطوة توسيع العمليات البحرية الى اليحر المتوسط غريبا بالنسبة الى البعض ‘ لكن البدايات كانت غريبة أيضا ‘ فحين أعلن اليمن في 14 نوفمبر من العام المنصرم عن فتح جبهة البحر الأحمر كانت البداية غريبة ‘ لكنها صارت اليوم جبهة تنكيل استراتيجية ‘ تمتد الى بحر العرب وخليج عدن بل وإلى المحيط الهندي ‘ورأيناها سفنا تغرق وتحرق وتساق الى الحديدة ‘ ورأيناها ترعف كيان العدو الصهيوني ورعاته الامريكيين والبريطانيين الخسائر وتحملهم الأثقال وتلحق بهم الهزائم ‘ وصارت تصنف بأنها الحرب البحرية الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية..واتساعها الى الأبيض المتوسط لن يكون الا استكمالا لتلك البدايات.

أما وقد صارت جبهة البحر المتوسط ضمن مسرح عمليات اليمن ‘ فقد صارت جبهة البحر الأحمر جبهة سابقة قد تجاوزها اليمن بنجاح.. فاحذروا اليمن..فقوته من الله مسددة وبأسه شديد..

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com