لم يكن مشروع الصرخة ترفا فكريا، ولا وعملا عبثيا، بل كان ضرورة فرضها الواقع المنحط للأمة، وأكدتها قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ الإنسانية السمحة، فالحرية مقدسة حتى لدى الحيوانات، والعيش بكرامة وعزة حق مشروع كفلته كل القوانين والدساتير البشرية، وحماية النفس والدفاع عنها من بطش الظالمين، وعبث المستهترين، فطرة ربانية أودعها الله في جميع خلقه، وهيأ لها من الأسباب والوسائل ما يحقق لها ذلك، فالحياة التي تحيط بها سياجات الكبت، والقهر، والإذلال، وتصادر فيها الحريات والحقوق، ويغيب من واقعها العدل والمساواة، وتنتزع منها كل سمات الخير والفضيلة، وتترعرع في ساحتها العنصرية والرذيلة، ويبقى فيها العلو والشأن للتسلط والقمع والاستكبار، حياة يرفضها الجميع، ولا يستسيغها إلا أراذل الناس، ممن خرج على دينه، ومبادئه وقيمه وهويته.

وفي ظل مرحلة غُمِرت فيها الأمة في وحل الفساد والرذائل، وآثار التقصير والقصور والخنوع والارتداد الديني، والتخلي عن الهوية فرأت الصمت دينا، والصبر على القهر والذلة قربة، وأيقنت أن الاستسلام لجلادها هو سبيل النجاة المتبقي أمامها، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ بما وهبه الله من مؤهلات القيادة، نهض من أوساط ذلك الخواء ليتحمل المسؤولية في توعية الأمة، وتبصيرها سبل الخلاص مما أوصلها إليه الأعداء، من شتات وذل، وضعف وعداوة بينية، وتخل عن هويتها وحقوقها وتنكر لدينها ومبادئها وقيمها.

نهض الشهيد القائد لا أشرا ولا بطرا وإنما ناصحا ومرشد وهاديا بكتاب الله وداعيا إليه حاثا أمته وقومه على الاعتصام بحبل الله والرجوع إلى كتاب الله، والاعتماد على الله، والتحرك لمواجهة الأخطار التي تهددهم، والتخلص من آثار التقصير الذي لحقهم وحينما نستعرض واقع الأمة ومدى ما وصلت إليه من ذل وقهر وخسائر على كل المستويات سنرى بأن ذلك الواقع لا يمكن لأي إنسان مؤمن واع وفاهم أن يسكت عليه مهما كان حاله ومستواه، ومهما اعترضته من مشاكل وصعوبات.

 

فعلى المستوى السياسي

عمل أعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم على هندسة هذا الواقع بكل ما يضمن لهم السيطرة التامة علينا، والانتقام منا كأمة مسلمة، والإذلال لنا  وبما حقق لهم إضعافنا والوصول بنا إلى حافة الانهيار من خلال صناعة واقع سياسي مأزوم مليئ بالمشاكل، غارق في النزاعات، والخلافات والأزمات والصراعات، لا نستطيع أن نبني أنفسنا وواقعنا، ولا أن نحل مشاكلنا وأزماتنا.

كما عمد إلى المستوى الإعلامي فحول نشاط كثير من الإعلاميين في داخل الأمة لخدمة مصالحه فدجنوا له الأمة وأضلوها وبرروا مواقفه وسياساته ومساراته العملية في استغلالها والسيطرة عليها وغطوا على الحقائق وزيفوا الوقائع، وصنعوا رؤية مغلوطة في أوساط الأمة ونظرة خاطئة وغبية تجاه كل تحركات هذا العدو، وهذا الخداع وهذا التضليل أثر على مواقف الأمة، وساعد على تكبيلها والانحراف بها عن مساراتها الصحيحة في مواقفها ومشاريعها العملية.

أما الجانب الثقافي

فهو الجانب الأكثر استهدافا فقد سعى العدو في كثير من البلدان العربية إلى السيطرة على المدارس والمناهج المدرسية والجامعية، والتأثير السلبي على كثير من المدرسين في آرائهم وأفكارهم وما يقدمونه لتلاميذهم وطلابهم، بما يرسخ فيهم الولاء بإخلاص للأمريكي والإسرائيلي، ويبعدهم عن كل ما من شأنه أن يصنع وعياً ونوراً لهذه الأمة وفهماً صحيحاً لها تجاه واقعها وتجاه أعدائها، كذلك سيطر على الخطاب الديني فأوجد علماء سوء وضلال عملوا لصالحه، فدجنوا له الأمة، وبرروا سياساته ومواقفه ضدها وافتوا بجواز قتل أبنائها واستباحة أعراضهم وهونوا خطورة هذا العدو عليها بل صوروه بأنه نعمة منَّ الله به على هذه الأمة لتدمير شعوبها وقتل أبنائها  كما جاء على ألسنة الكثير من علماء التكفير الذين يسطرون كل فترة الفتوى التي تناسب السلطات العميلة لأمريكا.

أما على المستوى الاقتصادي

فقد سيطر أعداء الأمة على كل ثرواتها وإمكاناتها، وحولونا في واقعنا الاقتصادي إلى مجرد سوق استهلاكية لمنتجاتهم حتى أصبحنا أمة عطلت في داخلها الإنتاج والاستغلال والاستفادة من خيراتها وثرواتها، أمة تعيش حالة دائمة من الأزمات والمشاكل والمحن الاقتصادية، التي تجعل منا أمة فقيرة ومعانية وبائسة وشقية، تفرض عليها سياسات اقتصادية تعتمد على الرباء وعلى الاستيراد بشكل تام، وعلى سياسات إدارية خاطئة نتج عنها بطالة وضياعا وبؤسا وعناء بشكل واسع وكبير مما ساهم في نشوء مشاكل اجتماعية واقتصادية، وبيع للضمير والأخلاق والولاءات والمواقف، وارتهان وخنوع لصالح الأعداء.

كما جندوا الكثير من أبناء هذه الأمة كمقاتلين واستخدموهم كدروع بشرية في معاركهم سواء داخل هذه الأمة كما فعل ويفعل اليوم في كثير من الأقطار العربية، أو خارجها كما فعلوا في حربهم ضد الروس في أفغانستان، فخاض العدو معركته مع الاتحاد السوفيتي آنذاك بمقاتلين ومجندين من أبناء الأمة، من كل بلدانها وشعوبها، وبأموال مدفوعة من ثروة هذه الأمة، دفعتها آنذاك أنظمة عربية على رأسها النظام السعودي.

وهكذا في كل المجالات و الاتجاهات سعيا للسيطرة الشاملة علينا، فقد أراد العدو أن نكون نحن وكل ما بأيدينا، تحت سيطرته، وأن يكون هو المتحكم في كل شؤون حياتنا، نوالي من يوالي ونعادي من يعادي ومؤدى هذه الحالة إن رضينا بها كارثي علينا وخسارة بكل ما تعنيه الكلمة، خسارة في الدنيا و الآخرة، لأنك عندما تضحي بكل شيء لصالح عدوك، فمؤدى ذلك الذلة والاستسلام والعمالة والإفلاس دينيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا وعلى كل المستويات.

 

أمريكا عدوة البشرية

عندما أطلق الشهيد القائد (رضوان الله عليه) شعار البراءة من اليهود والنصارى في 2002م، خص بالقول أمريكا و”إسرائيل” (الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل) لأنهم يمثلان رأس الشر ومصدر الفساد، ولأنه كان يعلم جيدا من هي أمريكا صانعة الإرهاب، وراعية الفساد، وصاحبة أكبر رصيد إجرامي بحق البشرية في تاريخ العالم، فهي الدولة التي نشأت على أشلاء الأبرياء، وكبرت وتمددت على أجساد الملايين من بني البشر في مختلف أقطار العالم، إذ لا يكاد يوجد شعب أو أمة في هذا العصر، إلا وأكتوى بالنار الأمريكية، وعانى من الصلف، والمكر، والكيد الأمريكي، فهي بحق عدوة الشعوب، ومصاص الدم البشري،

فأمريكا صاحبة أبشع وأفظع المجازر بحق البشرية، سواء في العراق، أو اليابان، أو فيتنام وأفغانستان، أو اليمن وليبيا، أو كوريا ويوغسلافيا، أو لبنان وفلسطين، أو أينما وليت وجهك فستجد الظلم والبغي الأمريكي، فمن سلم من نار السلاح الأمريكي لم يسلم من نار المكر، والخديعة، والتهديد، والمكائد الأمريكية، وسيبقى ظلمها واستبدادها بهذه الشعوب نقطة سوداء في تاريخها الدموي، ما بقيت تلك الشعوب تعاني من آثار أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، كما في اليابان والعراقي الذى عانى ولازال يعاني من ويلات الغزو الأمريكي وتبعاته سواء من حيث فقدان الملايين من أبنائه أو من حيث الدمار الشامل الذي لحقه أومن حيث تفكك نسيجه الاجتماعي وتقسيمه وإيجاد بيئة خصبة لنشوء المشاكل وبروز الكثير من العوائق ومنها العوائق الاقتصادية الناجمة عن نهب ثرواته ومقدراته المالية.

وكما كانت أمريكا وراء الكثير من الحروب والنكبات في كثير من شعوب العالم، بفعل تهورها باستخدامها لأسلحة الدمار الشامل كالسلاح النووي، والكيمائي، فهي بلا  شك وراء مآسي العالم من الأوبئة والأمراض الفتاكة، بفعل استخدامها وتطويرها المستمر لهذا السلاح البيولوجي الخطير جدا، واقدامها على نشر كثير من الفيروسات والجراثيم القاتلة ، كوباء الجدري، والطاعون، والجمرة الخبيثة، التي اجتاحت العالم وحصدت أرواح الملايين من البشر، خلال وبعد الحربين العالميتين، والتي كادت تقضي على بعض الأقليات كالهنود الحمر، الذين وزعت لهم فرشا موبوءة بالجدري، كما أنها بلا شك وراء ما عانى منه العالم من تفشي وباء كورونا الذي حصد أواح الآلاف في مختلف دول العالم.

وأمريكا هي صاحبة أكبر المعتقلات والسجون في العالم، وهي أكبر منتهك لحقوق الإنسان، وأكبر مبيد للأقليات العرقية، وهي قاتلة والأسرى، وصاحبة أفظع المعاملات بحقهم، وجوانتانامو وسجن أبو غريب خير شاهد على ذلك.

وأمريكا أكبر مستهين بالأديان ، والمعتقدات البشرية، وأكبر مستهتر ومستهدف للرموز والمقدسات البشرية، فهي وراء حرق القرآن الكريم، وتدنيس المقدسات الإسلامية، والإساءات المتكررة إلى رموز الإسلام وعلى رأسهم نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله.

وأمريكا أكثر دولة تملك رصيدا هائلا من جرائم الحرب بحق الأبرياء والعزل فهي من تقصف شعوبا بأكملها، دونما مراعاة لأبسط حقوق الإنسان، ومن دون تقيد بأي قرار أو معاهدة تجرم أو تحد من قصف الأبرياء، أو الالتزام بأي من أخلاق الحروب وأدبياتها، فهي بحق قاتلة الأطفال، والنساء، والعجزة والمسنين، والمعاقين والمكفوفين، وهي سفاكة دماء الأبرياء في الأسواق والمحافل، والأعراس والمناسبات، ومجالس العزاء، والمساجد، والمدارس، والجامعات، وهذا ما لمسناه وعايناه، وعانيناه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك العدوان الأمريكي على اليمن.

أمريكا هي أكبر محاصر للشعوب، وصاحبة أطول عقوبات في التاريخ البشري، حيث أمتد حصارها للشعب الإيراني منذ السبعينيات وإلى اليوم، كما أنها راعية ومهندسة الحصار المستمر على شعبينا العزيزين الفلسطيني واليمني، ولازال الكثير من شعوب العالم يعاني من الحصار الأمريكي، حتى صار الحصار في قاموسها السياسي قانونا تتهدد به من تشاء وتفرضه على من تشاء، متى شاءت وكيفما شاءت.

وأمريكا أكبر داعم وممول للإرهاب سواء الإرهاب الدولي المتمثل في العدو الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية كالنظامين السعودي والإماراتي أو الإرهاب التنظيمي كالقاعدة وداعش والنصرة…إلخ.

وأمريكا هي أكبر من ينتهك حقوق الإنسان، ويصادر الحريات، ويكمم الأفواه، وينتهك حقوق الأقليات والقوميات كفعلها مع مواطنيها من الهنود الحمر وكذلك بعض الأقليات في العراق الذين كادت أن تصل بهم إلى حد الانقراض وهي أكبر من يهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال ما تقوم به من تدريبات عسكرية سرية لمليشيات وعناصر تخريبية ولبعض الجيوش النظامية، في كثير من بلدان العالم وخاصة مع حلفائها من دول العالم الثالث كما تفعله في كثير من بلدان أفريقيا، بهدف مساعدة تلك الدول على قمع الحريات، وتشجيعها على انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك من خلال تسترها وحمايتها لتلك الدول التي تنتهك حقوق مواطنيها ما بالك بغيرهم فتحميها من الملاحقة القانونية في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما هو ديدنها مع ربيبتها “إسرائيل” وحلفائها في الخليج العربي.

وأمريكا أكبر من تتاجر بمعاناة البشر فتغسل أدمغتهم، وتستغل ظروفهم المعيشية التي أوصلتهم إليها، من خلال جشعها، وطمعها، واستيلائها على ثرواتهم ومقدراتهم الاقتصادية، فتشتري ولاءاتهم، وضمائرهم وذممهم، وتجندهم ضد شعوبهم، وأممهم لكي تثير بهم الفوضى وتزعزع بهم أمن واستقرار تلك الشعوب، في الوقت الذي تريد وكما تريد، كفعلها في الوطن العربي من خلال تنظيماتها الإرهابية التكفيرية الداعشية أو ما تفعله في القارة السمراء من خلال عدد من التنظيمات التي أنشأتها ودربتها.

وأمريكا أكبر مهندس للأزمات الاقتصادية والأمنية داخل دول العالم وأكبر مثير للشغب وأكبر داعم للانقلابات وهي من تلتف على ثورات الشعوب المستضعفين المشروعة كثورة الشعب البحريني والشعب المصري أو تحاول كسبها لصالحها كثورة الشعب الليبي أو القضاء عليها كثورة الشعب اليمن في 21 من سبتمبر.

الصرخة مشروع من أجل الأمة

لم يكن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحد من داخل الأمة، ولم يكن المقصود به استهداف أي جهة، ولم يكن من منطلق طائفي ولا مناطقي أبداً، ولذلك كان ينبغي أن تكون النظرة إليه والموقف منه من الجميع نظرةً إيجابية وموقفاً سليماً، فالمشروع هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى، ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.

تحرك السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القرآني النهضوي الحُرّ، متحسساً آلام الأمة حاملاً همها وتطلعاتها وآمالها، هادفاً من خلال هذا المشروع العظيم إلى بناء أمة قوية في كل المجالات ومحصنة من كل الأخطار:

أولاً : على مستوى المنعة الداخلية للأمة وللفرد وحمايتها من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان ، وبناء واقعٍ محصَّن من الاختراق، وعصيٍّ على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء .

ثانياً : الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم ، لأنه ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تُضرب الأمة، وتُمثل ثغرةً كبيرةً يعتمدون عليها في استهداف الأمة.

ثالثاً: الحفاظ على القيم وتنميتها، لأن هذا المشروع هو مشروع يستند إلى قيم ويعتمد عليها أساساً لكي نتحرك في مواجهة هذه التحديات والأخطار نحتاج إلى أن نرسي ونعزز إيماننا بتلك المبادئ المهمة والعظيمة وأن نعزز في أنفسنا وفي واقعنا تلك القيم المهمة، منها العزة والكرامة والشرف والحرية وما إلى ذلك، في مقابل مسار الهدم للقيم الملازم لمسار العمالة.

رابعاً: بناء الأمة في مواجهة التحديات:

أولاً على مستوى الوعي ومن ثم في كل مسارات حياتها، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي، على مستوى أن يكون لها هدف حضاري، ولا تبقى أمة بدون هدف ولا مشروع، يقنعها الآخرون بأن تبقى أمةً ذليلةً مستسلمة هينةً تقبل بوصاية الآخرين.

خامساً: الحفاظ على استقلال الأمة وكرامتها والحفاظ على مقدراتها، ومواجهة أعدائها، ومواجهة الأخطار الكبرى عليها.

ولذلك لم يكن هذا المشروع عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحدٍ من داخل الأمة، هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.