وثيقة الشرف القبلية.. خطُّ الدفاع الأول عن الحق والعدالة مهما بلغت التضحيات
وثيقة الشرف القبلية.. خطُّ الدفاع الأول عن الحق والعدالة مهما بلغت التضحيات
يمني برس- تقرير
مشهدٌ يمانيٌّ يجسّدُ رمزيةَ الوَحدة الوطنية.. هكذا يقرأ المحلِّلون اللقاءاتِ القبليةَ المسلحة التي تعُمُّ أرجاءَ اليمن، لم تغب وثيقةُ الشرف القبَلية عن هذه الفعاليات في أسبوعها الثالث؛ إذ أُعلِنَ التوقيعُ عليها في جميع اللقاءات؛ ما يعكسُ تماسُكَ القبيلة اليمنية في وجه العدوان.
وثيقةٌ ليست حبرًا على ورق، بل لها ما بعدها، من نَبْذِ الخائن المسانِد للصهيوني وإهدارِ دمه، ففي جوهرِها إعلانٌ جماعيٌّ من أبناء القبيلة اليمنية للبراءة والالتزام، وترسيخٌ لقيم التضامن والكرامة الوطنية؛ ما يؤكّـد أن العدوانَ لن يفلحَ في إخضاع يمنِ الحكمة والإيمان الذي أعدَّ قبائلُه العُدَّةَ لمواجهة العدوّ الأمريكي-الصهيوني، وكل منافق يتحَرّك معه أَو يربط مصيرَه به.
وثيقةُ الشرف القبلي تأكيدٌ على أن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيدًا في معركة الحق والباطل مع الكيان الصهيوني، وأنها إلى جانبِ القوات المسلحة، والمضي في طريق الجهاد؛ لأَنَّ المعركة اليوم معركة مصير وسيادة وكرامة لا تقبَلُ التهاون.
كما أن القبائلَ اليمنية ستواصلُ مواجهةَ العدوّ الأمريكي والصهيوني بكل الوسائل المتاحة ولن يثنيَها أي عدوان عن حقها المشروع في الدفاع عن النفس وحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها، مؤكّـدةً للعالم بأن اليمنَ بقيادته الوطنية وجيشه الباسل وقبائله الأحرار؛ سيكونون في الصفوف الأولى دفاعًا عن الحق والعدالة، مهما بلغت التضحيات.
اللقاءات القبلية المسلحة: رسائلُ من حديدٍ ونار
عكست رسائلُ القبائل اليمنية عمقَ الانتماء للهُوية الإيمانية اليمانية المتجذرة، وتجسيد حي لنخوة القبائل ونجدتها وعراقة أعرافها، وكان من أبرز رسائلها:
تفويضٌ مطلّقٌ للقيادة الثورية السياسية والعسكرية في اتِّخاذ أي قرار تصعيدي ضد أمريكا و”إسرائيل”، مؤكّـدين أن رهانَ القائد على شعبه وقبائله لن يخيب.
البراءة التامة من العملاء والخونة والمرتزِقة والمتواطئين مع العدوّ أَو المتعاونين معه.
مباركةٌ كاملةٌ لعمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وعمق العدوّ، ودعمها بالمال والرجال والعدة والعتاد.
تجديد الصلح العام بين مختلف القبائل، وتفعيل وثيقة الشرفِ القبلية، وتوحيد الصَّفِّ الداخلي لحماية الجبهة الوطنية من الاختراق.
الاستنفار العام والتحَرّك التعبوي الإسنادي والدفاعي المنظم، استعدادًا لأية مواجهة مع قوى الاستكبار العالمي، واستمرار البرامج والأنشطة التعبوية دعمًا لغزة.
توجيه رسائل التحدي والثبات للمعتوه ترامب والعدوّ الصهيوني، والدعوة لاستمرار تفعيل سلاح مقاطَعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ تأكيدًا على ثبات الموقف الإيماني والأخلاقي المساند للقضية الفلسطينية ومظلومية أهل غزة.
تشير هذه الفعالياتُ المتزامنة إلى أن الموقفَ الشعبي والقبلي تجاوز ردةَ الفعل، ليصبحَ في موقع المبادرة الواعية والمنظمة، الرديفةَ للتحَرّك السياسي والعسكري اليمني في الساحات الخارجية، خُصُوصًا في ظل الانخراط الفاعل في معركة “طوفان الأقصى”.
الرسائل التي تبعثها اللقاءاتُ القبلية المسلحة اليمنية -للأسبوع الثالث تواليًا- واضحةٌ ومباشرة، تؤكّـد أن اليمن -قبليًّا وشعبيًّا- في كامل جهوزيته، وأنه لا مكانَ للحياد في معركة المصير.
وفي وجه التصعيدِ الأمريكي الصهيوني على الأُمَّــة، يأتي النفيرُ العام اليمني لا يُترجَمُ فقط في الساحات، بل يمتدُّ إلى ميادين الجهاد، ووراءَ قرار السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي الذي فُوِّض تفويضًا مطلقًا من قبائل اليمن قاطبةً.