المنبر الاعلامي الحر

هزيمةٌ أميركيّةٌ ـ إسرائيليّةٌ مُركَّبة، ومفاجآتٌ يمنيّةٌ لا تنتهي

هزيمةٌ أميركيّةٌ ـ إسرائيليّةٌ مُركَّبة، ومفاجآتٌ يمنيّةٌ لا تنتهي

يمني برس | تقرير – ماجد الكحلاني

لا نُبالغ، ولا نحتاج إلى «فذلكات» إستراتيجيّةٍ كي نجزم أنّ الولايات المتحدة، ومعها دولة الاحتلال، تتجرّعان اليوم أكبرَ كأسِ هزيمةٍ بحريّةٍ وجويّةٍ واقتصاديّةٍ منذ عقود. حاملةُ الطائرات «هاري إس ترومان» عادت إلى نورفولك مثل قطٍّ مطرودٍ من مطبخ السمك، بعد ثمانية أشهرٍ من «برطمات» في البحر الأحمر لم تُسكت صاروخاً يمنياً واحداً، بل أفرغت جيوب البنتاغون من الذخائر وأعصاب البحّارة من النوم. (
أولاً: هروبٌ جماعيٌّ يفضح أسطورة «القوّة البحريّة».
• واشنطن روّجت لانتصارٍ «بالريموت كنترول» على الحوثيّين، فإذا بنا نُفاجأ بتقاريرٍ أميركيّةٍ تعترف أنّ صواريخ الدفاع الجوي التي أطلقها الأسطول السادس في عامٍ ونصف تجاوزت ما أُطلق في ثلاثين سنة! «ترومان» نفسها فقدت ثلاث مقاتلات، وستدخل ورشة «إعادة تأهيل» لسنوات، أي أنّها خرجت من الخدمة الفعليّة مُبكراً
• أين ذهب الشعار العتيق «حرّيّة الملاحة»؟ شركات الشحن ما زالت تُقاطع البحر الأحمر، و«نيويورك تايمز» تقولها صريحةً: الصناعة البحريّة تنتظر أمناً «مستقبلاً منظوراً» قبل العودة.
ثانياً: مطار «بن غوريون»… من بوّابة «الهايتك» إلى ملجأٍ جويّ
• صاروخٌ يمنيٌّ فرطُ صوتيٍّ سقط قرب المدارج فحوّل المطار إلى «جرس إنذار» يعمل كلَّ يومين. عشرات شركات الطيران أغلقت أبوابها وطواقم «KLM» باتت تقضي الليل في لارنكا لا في تل أبيب.
• مدير الطيران المدني اعترف في الكنيست: 41 شركة صارت 22 فقط. والألمان والإنجليز والإيطاليون يصطفّون في طابور التأجيل المتكرّر. النتيجة؟ تذكرة بانكوك ارتفعت 63 %، وبرشلونة 46 %، بينما الإسرائيليّ يدفع دمَ قلبه ليجد مقعداً.
ثالثاً: «حصار حيفا»… ضربةُ الموانئ بعد «شلل إيلات»
• في 19 مايو أعلن العميد يحيى سريع حظرًا بحريًّا على ميناء حيفا، واضعاً شركات الشحن أمام خيارٍ واحد: إمّا الإذعان أو دخول بنك أهدافٍ يمنيّ مُتجدِّد.
• شركات التأمين صنّفت الساحل الإسرائيلي منطقةً «عالية المخاطر»، وكبار المستوردين يهمسون: «سنحوّل الحاويات إلى بيريهوس التركي أو موانئ اليونان». هكذا يُحرِّك اليمنيّون الاقتصاد بأصبعٍ على زرّ إطلاق، لا بحاملة طائراتٍ بعشرة مليارات دولار!.
رابعاً: الأكلافُ تُـنزف والدعايةُ تترنّح
• صحيفة «هآرتس» تُقرّ: أكثر من 250 صاروخاً وطائرة مُسيَّرة منذ 7 أكتوبر 2023، بمعدّل صاروخٍ كلَّ يومين، وشللٌ نفسيٌّ قبل أن يكون مادّيّاً.
• منظومة «ثاد» الأميركيّة فشلت في مناسبتين باعتراف الصحافة الغربيّة، والقُبّة الحديديّة تلهث خلف مسيَّراتٍ على ارتفاعٍ منخفض. صاروخ اعتراضٍ واحد يبتلع ستَّة ملايين دولار، أمّا الرأسُ الحوثيُّ فيُكلِّف بضعَ مئاتٍ. من الرابح؟ لا يحتاج سؤالًا!
• سوق السياحة الإسرائيليّة فقدت صيفَها الذهبي: نصف الإسرائيليّين خفّضوا مشتريات «عيد الأسابيع»، وآلاف التذاكر أُلغيت، ووزيرة المواصلات تُطارد «لوفتهانزا» في برلين طلباً لرحلةِ عودة. مشهدٌ مُذلٌّ لدولةٍ كانت تتباهى بأنّها «وادي سيليكون الشرق الأوسط.
خامساً: العواصم العربيّة صامتة… و«الأبواق» ترتجف
صحيحٌ أنّ عواصم التطبيع ابتلعت ألسنتها، لكن صفّارات الإنذار في تل أبيب والقدس أعلى صوتاً من كلّ «بيان شجبٍ» مُعلَّب. الأصوات المُرتعشة التي تُزايد على صنعاء وتستغيث «بالحماية الأميركيّة» اختفت فجأةً، لأنّ «العمّ سام» نفسه يخرج من البحر الأحمر مطأطئ الرأس. أليست هذه قمّة السخرية؟
القادم أعظم..
القوّة لا تُقاس بعدد حاملات الطائرات ولا بكمّ مقاتلات «إف-35» التي تختبئ خلف طيرانٍ مدنيّ خشيةَ صاروخٍ يمنيّ. القوّةُ الحقيقيّة اليوم كامنةٌ في إرادة مُقاتلٍ يُعيد تشكيل الجغرافيا البحريّة والجويّة بصاروخٍ محلّيّ الصنع يقطع 2000 كلم، وبقاربٍ مُسيَّرٍ يُملي على واشنطن ولندن مسار سفنها.
تلك هي معادلةُ الردع الجديدة: سلاحٌ يمنيٌّ ـ فلسطينيٌّ مشترك، اقتصادٌ إسرائيليٌّ ينزف، وحليفٌ أميركيٌّ يكتشف أنّ حروب «الشرق الأوسط الجديد» قديمةٌ ومُكلفةٌ وغير مضمونة العواقب… فهل يستوعب الرسالة من بقي من «الأبواق» قبل انطلاق الدفعة القادمة من الصواريخ؟ الزمن وحده كفيلٌ بالجواب، لكنّ المؤشّرات كلَّها تقول:
القادم أَعظم، والأمواج في البحر الأحمر لا ترحم.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com