المنبر الاعلامي الحر

روسيا تحذر أمريكا: أي دعم لإسرائيل يعني إشعال فتيل الانفجار

يمني برس |   تقرير

حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، من أن أي دعم عسكري مباشر تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني قد يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل جذري، في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.

وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة “إنترفاكس” الروسية، إن روسيا تحذر الولايات المتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة أو حتى التفكير بها، مشيرًا إلى أن موسكو على تواصل مستمر مع كل من إسرائيل وإيران لمتابعة تطورات الأزمة.

هذا التحذير الروسي يأتي في وقت يواصل فيه الكيان الإسرائيلي ضرباته الجوية ضد أهداف داخل إيران لليوم السادس على التوالي، وسط تصاعد حاد في تبادل الهجمات بين الطرفين.

وفي سياق متصل، حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من “كارثة نووية وشيكة”، نتيجة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف البنية التحتية النووية السلمية في إيران، الخاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت زاخاروفا لوكالة “سبوتنيك”، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن العالم على بعد ملليمترات فقط من كارثة، في إشارة إلى خطورة استهداف منشآت نووية في ظل تصعيد عسكري إقليمي غير مسبوق.

يمثل التحذير الروسي خطوة استراتيجية واضحة تهدف إلى ردع واشنطن عن الانخراط العسكري المباشر في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تكرار نمط الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني في الأزمات الكبرى.

في الوقت ذاته، تُحاول موسكو تأكيد دورها كفاعل دولي محوري يمتلك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف، وتثبيت موقعها كوسيط أو ضامن محتمل في صراعات المنطقة.

التصعيد العسكري بين الكيان المحتل وإيران يثير مخاوف جدية من اندلاع صراع واسع قد يمتد إلى دول أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن التي تعلن دئما تأييدها للموقف الإيراني  .

وفي حال استمر استهداف المنشآت النووية الإيرانية، فإن الرد الإيراني قد يكون أقوى وأكثر مباشرة، ما يضع المنطقة على حافة حرب شاملة.

كما تسلط التصريحات الروسية الضوء على ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، حيث تتغاضى القوى الغربية عن انتهاكات إسرائيل المتكررة، في الوقت الذي تُدين فيه ممارسات دول أخرى بشكل أكثر صرامة. هذا التباين في المواقف يعمّق الانقسام العالمي ويقوض الثقة بالمنظمات الدولية ودورها في حفظ الأمن.

وتحمل هذه التحذيرات أيضًا رسائل سياسية واضحة؛ فمن جهة تُوجه روسيا إنذارًا غير مباشر لإسرائيل بشأن عواقب الاستمرار في استهداف البنية التحتية النووية، ومن جهة أخرى تطمئن إيران بأن موسكو تتابع الموقف عن كثب ولن تقف مكتوفة الأيدي. في المقابل، يحمل التصعيد رسالة لواشنطن بأن أي تدخل إضافي في هذه المواجهة قد يقود إلى ردود فعل غير متوقعة.

من الناحية الاقتصادية، فإن تداعيات التصعيد تنعكس فورًا على أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، مع تزايد المخاوف من تعطل إمدادات النفط والغاز عبر مضيق هرمز والخليج العربي. كما أن استهداف منشآت نووية يُهدد بحدوث كارثة بيئية وصحية على غرار كارثة تشرنوبيل أو فوكوشيما، خاصة إذا أصابت الضربات مواقع تحتوي على مواد مشعة.

في المحصلة، التحذير الروسي من تقديم دعم عسكري أمريكي مباشر لإسرائيل لا يُعد مجرد تصريح دبلوماسي، بل يُمثل مؤشراً خطيراً على هشاشة الوضع الإقليمي، واحتمالية تدهوره نحو مواجهة واسعة ذات طابع نووي أو بيئي. ومع غياب تحرك دولي فعال لكبح التصعيد، يبقى الشرق الأوسط مهدداً بكارثة وشيكة قد تعيد رسم خارطة الصراعات والتحالفات في المنطقة لعقود مقبلة.

قد يعجبك ايضا