كيف سقط المخطط الأمريكي-الإسرائيلي لإسقاط إيران وخرجوا بتبريرات النصر الزائف؟
يمني برس | تحليل محمد ابراهيم
في خضم التصعيد الأمريكي-الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تكشف المعطيات والتحليلات الجادة أن ما جرى لم يكن مجرد عمليات عسكرية محدودة، بل كان مشروعًا متكاملًا لإسقاط النظام الإيراني، تم تجهيزه بدقة ليكون ضربة استراتيجية كبرى تستهدف بنية الدولة الإيرانية ورموزها، وتُجهّز الداخل الإيراني لحالة من الفوضى والانهيار، مستفيدين من حروب إعلامية ونفسية تمهّد لهذا السيناريو.
تفاصيل المخطط الذي لم يكتمل
بحسب تحليلات، فإن المخطط كان يستند إلى الآتي:
ضرب المنشآت النووية الإيرانية لفرض عجز تقني وهيبة دولية.
استهداف القادة السياسيين والعسكريين وعلى رأسهم السيد علي الخامنئي.
إشعال الداخل الإيراني بالفوضى عبر أدوات محلية كانت مهيأة لتنهش من الداخل لحظة سقوط “رأس النظام”.
تقديم “بديل جاهز” ينقضّ على المشهد ويعلن نهاية الجمهورية الإسلامية.
لكن هذا المخطط أخفق في مفاصله الجوهرية، وبرزت أمامه ثغرات كبيرة، منها:
احتراق الأوراق الداخلية، إذ تبيّن أن الرهان على المعارضة الداخلية والجواسيس والعملاء كان خاسرًا، إذ فشلت في التحرك كما خُطط لها.
الالتفاف الشعبي العارم حول القيادة الإيرانية رغم شراسة العدوان.
استعادة الدولة لزمام المبادرة سريعًا، مما أحبط أي موجات ارتدادية.
اعتراف بالفشل.. وإنكار الهدف!
أكبر ما يفضح فشلهم هو التصريحات الأمريكية والإسرائيلية المتكررة والمبالغ فيها بأن “هدفهم لم يكن إسقاط النظام”، تكرار هذا النفي بتنسيق غير مسبوق بين تل أبيب وواشنطن يكشف نقيضه – تمامًا كقول القاعدة النفسية “كاد المريب أن يقول خذوني”.
فشلهم في تحقيق الهدف الحقيقي (إسقاط النظام) دفعهم إلى تغيير الرواية والإدعاء أن:
تدمير بعض المنشآت النووية هو الهدف الأساسي!
دخول أمريكا إلى المعركة هو النصر بحد ذاته!
لكن الحقيقة أن كل الضربات التي وُجّهت لإيران، سواء بالوكالة أو بشكل مباشر، كانت منذ البداية أمريكية التخطيط والتنفيذ، فما الجديد الذي أضافه دخول أمريكا رسميًا؟! لا شيء سوى تضخيم وهمي إعلامي للهروب من صورة الفشل والهزيمة.
السيطرة الوهمية عبر الإعلام
التحليل النهائي يقود إلى نقطة جوهرية:
الولايات المتحدة وإسرائيل تديران معركتهما الأهم عبر الإعلام والخطاب النفسي، فشلهم في إسقاط إيران قوبل بمحاولة يائسة لإنتاج “صورة انتصار” بديلة تحفظ هيبتهم عالميًا، خاصة أن صورتهم تتآكل باستمرار أمام تماسك محور المقاومة رغم ما تعرض له.
الإعلام الغربي والعربي الموالي، لم يكفّ عن تكرار أسطوانة “دخول أمريكا يعني النصر”، متناسيًا أن أمريكا كانت تقاتل إيران فعليًا منذ البداية، وأن ما يجري ليس سوى امتداد للعدوان المستمر.
يمكن تشبيه القوة الأمريكية بأنها مجرد صورة كرتونية مرسومة على ستار مهترئ، تخيف به العقول، لكنها تفتقر للحقيقة الصلبة على الأرض.