المنبر الاعلامي الحر

الإسناد اليمني باق والرعب الصهيوني يتمدّد

الإسناد اليمني باق والرعب الصهيوني يتمدّد

يمني برس | تقرير | يحيى الشامي

ثبات خط الإسناد اليمني يؤكد صدق الموقف المعلن رسمياً والمدعوم شعبياً، في مقابل تجلّي العجز الصهيوني عن إيقافه أو الحد منه.

يتسيّدُ صاروخ “فلسطين2 ” أجواء فلسطين المحتلة، ومعه “ذو الفقار” وعدد من المسيّرات، وجميعها تُشكل مشهد الرعب شبه اليومي المعتاد وغير العادي، وعلى وقعه تتجمد الحياة وتمتلئ الملاجئ وتتوقف الرحلات الجوية. طائرات تعود أدراجها، وأخرى تراوح أجواءها، قد تكون أكثر رحلات جوية في الوقت الحالي تشوبها أعلى نسبة من المخاطر، مقابل عجز كل التطمينات الصهيونية عن توفير نسبة من الأمان وإعادة تشغيل الشركات الموقفة رحلاتها من وإلى مطار اللد. المشهد العام داخل فلسطين المحتلة يبدو كما يجبُ أن يكون: غير قابل لبقاء المحتل، ولا صالح لعيش الصهاينة.

المهم ألّا تبقى غزة وحيدة، والأصل أن اليمن لم ولن يتركها، حرب إسناد متصاعدة الفعل، فاعلة الأثر، ينجح اليمن في الثبات عليها، ويفشل العدو في إيقافها أو الحد من تداعياتها. ومن تداعياتها اهتزاز أركان “الأمن القومي” و”المجتمعي” في الكيان المحتل، والأمن شرط بقائه والعكس صحيح.

وبين دوي الصافرات وأصوات الانفجارات المسموعة في غير منطقة من فلسطين المحتلة وبين بيانات “جيش” العدو التي تزعم التصدي، يتجرّع الصهاينة الرعب، وتصبغ حالةُ من عدم اليقين نواحي الحياة، مسجّلةً أضرارا اقتصادية ونفسية بالغة، تتراكم بالاستمرار وتستمر في الإيغال.

تقدّرُ تقاريرُ إسرائيلية الخسائر الاقتصادية المباشرة للهجمات اليمنية بمليارات الدولارات، كنتائج مباشرة لوقف الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وشلل ميناء أم الرشراش، مضافاً له أعباء وكلف الحظر الجوي الذي فرضه اليمن على حركة الملاحة الجوية ونجح نسبياً فيه، فضلاً عن تكبد مناطق مختلفة أضراراً فادحة في البنى التحتية نتيجة الأضرار المباشرة التي خلفتها الهجمات اليمنية في عدد من المنشآت المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد اليمني.

تحد يمني وعجز صهيوني

أمام التحدي اليمني المتصاعد يتعاظم العجز الصهيوني، فيندفع إلى إطلاق سيل من التهديدات، بدءاً من “وزير الحرب” كاتس، وسفير أمريكا في “تل أبيب”، وليس انتهاء بتسريبات منسوبة لمصادر تناقلت على سبيل الوعيد أخبار الاستعداد لضربات على اليمن، حيث توعد ما يُسمى “وزير الحرب” الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” بالرد على اليمن، مُهددًا بأن “مصير اليمن سيكون كمصير إيران”، في إشارةٍ إلى الضربات العسكرية التي استهدفت المواقع الإيرانية مؤخرًا، وهي تصريحات صنفها الإعلام العبري بالاستعراض الكلامي الذي يحاول التغطية عن حقيقة الفشل في إنهاء أو الحد من التحدي اليمني. وتبقى -وفقاً لخبراء صهاينة- دون مستوى التحدي اليمني. وينصرف الإعلام العبري للنقاش في تفاصيل فشل المنظومة الدفاعية “حيتس” في اعتراض العديد من الصواريخ خلال الفترة الماضية، بحسب تقارير عدة صادرة عن الإعلام الإسرائيلي نفسه.

إلى جانب “كاتس” سارع السفير الأمريكي في “إسرائيل” مايك هاكابي إلى التلويح باستخدام قاذفات “بي-2” ضد اليمن، وهي تهديدات عدّها مراقبون بأنها تفتقر إلى الجدية، خاصةً بعد فشل واشنطن في تحقيق نتائج ملموسة خلال المواجهات البحرية السابقة مع القوات اليمنية، والتي كشفت عن قدراتٍ عسكرية متطورة لم تكن في الحسبان.

الحقيقة أن التصريحات الرسمية الصادرة عن قادة الكيان الصهيوني وحلفائه الأمريكيين تظهرُ حالةً من الاستنفار غير المسبوق، لكنها تُخفي في طياتها اعترافًا ضمنيًا بالعجز عن صد التهديدات اليمنية.

تُشير التقارير إلى فشل منظومات الدفاع في التصدي لجزءٍ من الصواريخ، ما يُبرز هشاشة البنية الأمنية للعدو، ويُضعف مصداقية التهديدات أمام محدودية الخيارات المتاحة على طاولة الرد الصهيوني ومخاطر المغامرة بعمليات جوية تعد الأطول من بين الهجمات التي ينفّذها سلاح جو العدو الإسرائيلي، ولا تخلو من تحدّيات عملياتية قد تظهر فجأة، غير ما تخبئها القوات المسلّحة اليمنية من مفاجآت تغير من مجريات المعركة، وتحدث غالباً الفرق في صيرورتها.

وأياً تكن السيناريوهات القادمة فالثابت يمنياً أنه من قبل الرد أو من بعده يُصر اليمن رسمياً وشعبياً على أن الموقف مبدأ لا يتوقف بالضرب، ولا يتزحزح بالضغط، والأهم أنه لا يخضعُ لمعادلة الرد، وينضبط فقط وفقط بمعركة الفتح.

قد يعجبك ايضا