المنبر الاعلامي الحر

هل تُصلح فئة الـ50 ريالًا ما أفسدته الأوراق التالفة ؟

يمني برس | أفاد البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء ببدء تداول العملة المعدنية الجديدة من فئة 50 ريالاً اعتبارًا من اليوم الأحد، وذلك بهدف معالجة مشكلة الأوراق النقدية التالفة، وتلبية متطلبات السوق المحلي، دون أن يترتب على ذلك أي أثر تضخمي أو تأثير في سعر الصرف.

وقد جاء هذا الإجراء استنادًا إلى المادة 24 من قانون البنك المركزي اليمني رقم 14 لسنة 2000، ويُعد ضمن الجهود المتواصلة للسلطة النقدية في صنعاء لدعم استقرار العملة الوطنية، والحفاظ على التوازن الاقتصادي رغم الظروف الصعبة التي يفرضها الحصار وتحديات التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

وبين البنك في بيانه أن العملة الجديدة تُعد وسيلة قانونية للتداول، وستستخدم إلى جانب النسخة الورقية السابقة من الفئة ذاتها.

كما أكد أنها تتمتع بقدرة إبرائية كاملة لسداد مختلف المبالغ، وقد تم سكّها وفقًا لأرقى المعايير الفنية والأمنية المعتمدة عالميًا.

وتجدر الإشارة إلى أن العملة المعدنية الجديدة تتسم بتصميم فريد، إذ يظهر على وجهها الأمامي اسم “البنك المركزي اليمني” باللغة العربية، إلى جانب تاريخ الإصدار 1446هـ/2025م وقيمة “50 ريالًا”. في المقابل، يحمل وجهها الخلفي نقشًا لمسجد العيدروس واسم مدينة عدن، بما يرمز إلى وحدة الجغرافيا الوطنية.

وفي هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي رشيد الحداد لقناة “المسيرة الفضائية ” إن هذه الخطوة لا تمثل توسعًا نقديًا، بل هي بمثابة إجراء تقني لاستبدال الأوراق التالفة التي اختفت من السوق، ما تسبب في أزمة سيولة من الفئات الصغيرة (فكة) أثّرت سلبًا في عمليات البيع والشراء، ودفع ببعض التجار لاستخدام أدوات غير نقدية.

وعلاوة على ذلك، أشار الحداد إلى أن البنك المركزي في صنعاء يظهر قدرة واضحة على إدارة السياسة النقدية بكفاءة رغم الحصار، موضحًا أن إصدار الفئات الصغيرة كـ 50 و100 ريال يُعتبر خطوة عقلانية، مقارنة بما يجري في عدن، حيث جرى طباعة فئات كبيرة مثل 5000 ريال دون وجود غطاء نقدي، ما أفضى إلى تضخم حاد وانهيار القوة الشرائية في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وبحسب الحداد، فإن إصدار هذه الفئة المعدنية يسهم في تعزيز السيولة، ويدعم الأنشطة الاقتصادية الصغيرة ووسائل النقل في المدن، معتبرًا أن هذا الإجراء يلبّي حاجة حقيقية وليس مجرد توسيع في الكتلة النقدية.

من جانبه، شدّد البنك المركزي بصنعاء على أن هذا الإصدار يأتي ضمن خطة تدريجية ومدروسة تهدف إلى تعزيز الثقة بالريال اليمني، وتحسين جودة النقد المتداول، في إطار التزامه بحماية مدخرات المواطنين واستقرار النظام النقدي في البلاد.

ويُنظر إلى إصدار العملة المعدنية من فئة 50 ريالًا كخطوة استراتيجية محسوبة من قبل البنك المركزي في صنعاء، تندرج ضمن إجراءات إصلاحية تهدف إلى دعم الاستقرار النقدي وتعزيز السيولة دون المساس بالاقتصاد الكلي أو التسبب بارتفاع معدلات التضخم.

وفي ختام البيان، أكد البنك أن هذه الخطوة تعكس قدرة السلطة النقدية في صنعاء على اتخاذ قرارات مستقلة وتنفيذ سياسات مالية مدروسة، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، ما يُعد رسالة واضحة بأن اليمن لا يزال يحتفظ بأدواته الاقتصادية السيادية، ويحمي عملته من الانهيار.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com