السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي يواصل جرائمه في غزة والضفة والقدس.. والمجاهدون يبدعون في الميدان رغم الحصار والتعطيش
يمني برس | صنعاء
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي يمارس حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى جانب جرائم التهويد في القدس، والاستيطان في الضفة الغربية، في ظل دعم أمريكي مطلق وصمت عربي ودولي مشين، بينما يسطر المجاهدون في غزة ملاحم بطولية بتكتيك متطور وأداء عسكري فاعل يواجه أعتى آلة حرب في المنطقة.
غزة تحت الحصار والتجويع والتعطيش.. واستمرار الإبادة
وفي كلمته اليوم الخميس 22 محرم 1447هـ، الموافق 17 يوليو 2025م، أشار السيد القائد عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام التعطيش كسلاح ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث بات الحصول على مياه الشرب مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر، بفعل منع إدخال الوقود الضروري لتشغيل الآبار والمضخات والمستشفيات، ضمن سياسة ممنهجة لخنق القطاع.
وقال إن العدو الإسرائيلي يواصل استخدام كل وسائل الإبادة والقتل، عبر القصف والتجويع والتدمير والتجريف، وأشار إلى أن هذا الأسبوع شهد فتح محور جديد شرق مدينة خان يونس لفصلها عن غربها، ضمن مخطط متسارع لتقطيع أوصال القطاع وتحويله إلى كنتونات معزولة، في خطوة تعكس نية الاحتلال في نسف أي إمكانية لعودة الحياة الطبيعية.
ولفت السيد القائد إلى أن الاحتلال استقدم حتى مقاولين متخصصين في الهدم لاستكمال تدمير ما تبقى من المباني، بمساعدة أمريكية عبر شحنات لا تنقطع من الجرافات والمعدات الثقيلة.
القدس والضفة.. تهويد واستيطان وتهجير منهجي
وفي ما يتعلق بالمقدسات، استنكر السيد القائد ما وصفه بـ”الاستباحة اليومية” للمسجد الأقصى، عبر تنظيم اقتحامات متكررة لباحاته من قبل المتطرفين اليهود، محذراً من تحوّل هذه الاقتحامات إلى مشهد اعتيادي في نظر الكثير من أبناء الأمة، وهو ما اعتبره “حالة خطيرة جداً من التبلد تجاه المقدسات”.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي أعلن مؤخراً عن تنظيم مهرجان سينمائي جنوب أسوار البلدة القديمة في القدس، كجزء من مساعيه لفرض الطابع اليهودي على المدينة، مشيراً إلى أن الاحتلال مستمر كذلك في خطوات تهويد المسجد الإبراهيمي في الخليل، حيث ألغى كافة صلاحيات بلدية الخليل المتعلقة بالمسجد.
أما في الضفة الغربية، فأكد السيد القائد أن الاحتلال ينفذ سلسلة من الجرائم بحق السكان ومخيماتهم، من التهجير القسري إلى تغيير المعالم، إلى جانب الاستمرار في إنشاء البؤر الاستيطانية واغتصاب الأراضي الفلسطينية، مع محاولات حثيثة لتحويل مدن وبلدات الضفة إلى جزر معزولة تفصلها حواجز وبؤر استيطانية، في سياق مخطط لطمس الوجود الفلسطيني.
كما أشار إلى أن العدو تعمّد استهداف آبار المياه في القدس المحتلة، رغم أنها المصدر الوحيد للمياه لعشرات القرى والتجمعات الفلسطينية، ما يشير إلى نوايا عدوانية مبيتة حتى في أساسيات الحياة.
فشل خيار التسوية والتطبيع.. والمقاومة تردّ
وفي معرض حديثه عن المسار السياسي، قال السيد القائد إن إصرار السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية على خيار التطبيع والتسوية، أثبت فشله بوضوح، في ظل تصريح واضح وصريح من قادة الاحتلال بأنهم لن يقبلوا مطلقاً بإقامة دولة فلسطينية، لا في الضفة ولا في غيرها.
وشدد على أن من يراهن على ما يسمى بـ”حل الدولتين” أو على التفاوض مع الاحتلال، فهو يسير خلف سراب سياسي، في وقت يواصل فيه العدو مساعيه التهويدية والاستيطانية بلا توقف.
المجاهدون في غزة.. بطولة وصمود وتطور في الأداء
وأشاد السيد القائد بأداء المجاهدين في قطاع غزة، الذين يواصلون التصدي البطولي للعدو الإسرائيلي، رغم الحصار والتجويع والتدمير، مؤكداً أن المقاومة تلحق الخسائر والهزائم بالعدو وتبدع في التخطيط والتنفيذ والتكتيك الميداني.
ووصف أداء المجاهدين بأنه متطور وفعّال ويواكب متطلبات المعركة، ويثبت أن الشعب الفلسطيني لا يزال صامداً شامخاً رغم كل الظروف القاسية، في معركة وجودية يديرها العدو الصهيوني بدعم أمريكي مباشر وتواطؤ دولي وعربي.